الموت قبل الانتقام ليس خياراً ممكناً - الفصل 1
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
إعدادات القارئ
حجم الخط
A- A+نوع الخط
لون الخلفية
تم حظرنا من شركة إعلانات وبتالي لم يصبح للموقع اي دخل فقط تبراعتكم.
كما اننا نواجه بعض المشاكل ونقوم ببعض الإصلاحات في الموقع .
رابط بيال الموقع لدعمنا.
[email protected]
الفصل الأول : بداية القصة
تحذير : قد تكون بعض العبارات والجمل الواردة في هذه الرواية غير مناسبة لمن هم دون الخامسة عشرة رجاءاً لا تقراً إن كنت دون الخامسة عشرة
ااه هل ستكون هذه النهاية أخيرا …لقد انتظرت هذه اللحظة طويلا …لذا سيكون رائعا لو حدثت دون ألم …
هذه كانت كلمات فتاة شابة هزيلة الجسم رثة الثياب يقبض على كاحليها معصميها أصفاد وزنها أثقل من وزن الفتاة بنفسها …
تلك الفتاة كانت الأميرة الأولى تاتيانا كوستانوف أميرة امبراطورية كوستانافيا .
قبل خمس سنوات ….
” تاتيانا ألم أخبرك أن تبقِ بعيدة عن باقي الأميرات ولاتتحدثِ معهن!”
تلك كانت كلمات ساشا غابرييل كوستانوف الامبراطورة ووالدة ساشا .
كانت ساشا قد استدعت تاتيانا بعد سماع خبر إقامتها حفلة شاي مع شقيقاتها الأصغر سناً .
” جلالتك أنا لم أقم بذلك !لقد أردت دعوة الفتيات اللواتي وضعتهم المربية في القائمة المحددة لكن لا أعلم كيف وصل الأمر لمسامع الامبراطور وطلب مني تقوية علاقتي مع الأميرات الأخريات ولم أستطع رفض طلبه !”
حاولت تاتيانا الدفاع عن نفسها بالتحدث لوالدتها لكن صوت صفعة قوية جعل أذنها تطن لبضع ثواني؛ لم تكن أول مرة تتلقى فيها صفعة من والدتها على امر لم ترتكب ذنباً فيه لكن ما كان يقلقها هو ما سيحدث بعد الصفعة…
“من المفترض أن تكون تلك الحفلة بداية تعرفك على أهم فتيات الإمبراطورية اللواتي سيصبحن أيقونات الموضة والفن ورائداته في هذا العصر ! وليس حفلة لفتيات أولئك العاهرات!”
“أسفة جلالتك سأفعل مابوسعي لكي لاتتكرر مرة أخرى أرجوك أصفحِ عني هذه المرة فقط !”
توسلت تاتيانا لوالدتها بصوت خافت ولولا أنها تعلم أن العقاب سيشتد لو أنها تذللت لأمها أكثر لكانت لتمسك بقدم والدتها وتطلب الشفقة منها لكن هيهات فقلب والدتها كالصخر قساوة وكالسواد قتامة .
“جوانا ! خذيها لغرفتها ولن تخرج من هناك حتى تملأ خمسة زجاجات”
ساشا غابرييل وردة الامبراطورية وزهرتها المتفتحة ؛بشعرها الذهبي اللامع وعيناها الخضراوان مع بشرة بيضاء خالية من العيوب وأنف صغير يكاد لايرى وفم بلون الورود اليانعة …كانت في أيام صباها أكثر الفتيات جمالاً ونبلاً في الامبراطورية بأكملها فهي ابنة الأرشيدوق الوحيد في المملكة والذي كان من نسب العائلة الامبراطورية فهو والامبراطور أولاد عمومية .
لذا كان أمراً مفروغاً منه زواجها من الامبراطور وأن تصبح الامبراطورة إن كان هناك شيء قد عكر صفو مجدها وعزتها فكان ولادتها لأميرة بدلاً من الامبراطور القادم والذي جعل الطامعين يلتفون حول زوجها لإقناعه باتخاذ محظيات أو ملكات بجانب الامبراطورة بحجة أنها ضعفت بعد ولادة الأميرة الصغيرة .
لم تكن ساشا تحب الامبراطور بل هي في الحقيقة لم تحب أحداً في حياتها سوى نفسها …لقد أرادت دوماً لفت الأنظار والبقاء في الأضواء وبعد ولادة الأميرة عانت من ضعف شديد في قوتها مما جعلها تبتعد عن الأجواء التي طالما كانت كما الأكسجين لغرورها والماء لرواية عطشها للسلطة لذلك كرهت الأميرة الرضيعة ولم تدعها تقترب منها لأي سبب كان واكتفت بالرقود في سريرها معظم الوقت علها تستعيد قوتها المسلوبة.
لكن ومع مرور الوقت زادت حالتها سوء بدل التحسن وازداد معها ضغط النبلاء حول الامبراطور للزواج من جديد حتى أنهم جهزوا لائحة الأسماء وقدموها للامبراطور عدة مرات …
لم يكن الإمبراطور ديمتري رافائيل كوستانوف مخلص لزوجته
السبب الوحيد الذي جعله يرفض دعوات النبلاء للزواج مرة أخرى أو اتخاذ محظية هو عمق معرفته بالمعاناة التي سيجلبها لأولاده المستقبليين في سبيل الوصول للعرش …فهو وكسابقه من الأباطرة دخل السباق المحموم على العرش ومع أنه ظفر به في النهاية إلا أنه خسر الكثير من روحه وقلبه ففي كل مرة أضطر فيها لقتل أخ أو خسارة صديق شعر بقطعة من روحه تنسل من بين أصابعه حتى شعر أنه خسر نفسه بالكامل في الطريق الدموي الذي سلكه للوصول للعرش .
ومع ذلك فإن وضع الامبراطورة الصحي وكون المولود فتاة وليس صبي لم يساعده في الدفاع عن زواجه وقد اضطر في النهاية للرضوخ لمطالب النبلاء حفاظاً على التوازن السياسي داخل الامبراطورية وهكذا اضطر لقبول مرشحات خمس أتين من الأربع الدوقيات الأساسية في الامبراطورية ومن منزل الماركيز ووزير المالية .
كان ذلك حين اكتشفت ساشا أن إحدى الخادمات كانت تدس السم في طعامها منذ ولادة ابنتها وأن السم كان بطيء المفعول بغرض إبعاد الشبهات وجعل الأمر يبدو كمرض أتى على إثر الولادة وعلى الرغم من التحقيقات الحثيثة التي قامت بها ساشا وديمتري لم يتمكنا من معرفة الجاني الحقيقي وراء عملية التسميم… وهنا ظهرت مشكلة أخرى لساشا فمع تناولها للترياق وجدت أن هناك تأثير آخر للسم حيث جعل من المستحيل بالنسبة لها أن ترزق بطفل مرة أخرى …وهكذا تحطمت أحلام الامبراطورة في بقائها على رأس الهرم الاجتماعي فولي العهد والامبراطور القادم لم ولن يكون من صلبها …
بعد تأكيد عقم ساشا من عدة أطباء موثوقين أصبحت لائحة المرشحات ليست مجرد لائحة بل تم استدعاء الفتيات الخمس للقصر الإمبراطوري حيث اختار في النهاية الامبراطور اثنتين منهما لتكونا ملكتين والثلاث الأخريات دخلنّ القصر رسمياً محظيات !
“كيف استطعت فعل هذا بي !ليس واحدة فقط بل اثنتان !” كانت ساشا تستشيط غضباً في مكتب ديمتري حيث لم يكن هناك سواهما في الغرفة .
“لقد أجبروني على ذلك !لو اخترت واحدة منهم لانتهى الأمر باختلال ميزان القوى ! أنت تعلمين جيداً أهمية الدوقيات الأربعة في حماية حدود الامبراطورية وخزانة المال بيد الماركيز لم يكن بوسعي فعل شيء!”
“إذن علي الآن شكر السَّامِيّ أن أربع دوقيات فقط لديهن فتيات مناسبات للزواج وليس السبع الدوقيات أعني لولا الحياء لقامت الدوقيات الثلاث المتبقية بتطليق بناتهن لتزويجك إياهن !”
“ستبقين أنت الامبراطورة والملكات والمحظيات سيكونون في القصر الجنوبي؛ أنا لا أهتم فأول مولود ذكر سأعلنه ولي العهد من فوري وأجد طريقة لوقف العائلة عن الازدياد ”
“وهل من المفترض أن يسعدني هذا الأمر ؟ اذهب افعل ماتشاء فأنت لم تتمكن من حمايتي وأنا بقصرك وبين حرسك فهل تعتقد أنني سأكون بأمان من أيدي هؤلاء الجشعات المتعطشات للسلطة ”
نظر الامبراطور لزوجته التي وقفت وهي تعقد يديها احتجاجاً على الأمر “ كما لو أنك تزوجتني عن حب وهن الوحيدات المتعطشات للسلطة “ ذلك ما نطقه الامبراطور في خلده وليس بلسانه فالمهم بالنسبة له أن يحظى ببعض الهدوء قبل العودة للأوراق المتراكمة التي تكدست على مكتبه .