الموت قبل الانتقام ليس خياراً ممكناً - الفصل 2
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
إعدادات القارئ
حجم الخط
A- A+نوع الخط
لون الخلفية
تحذير : قد تكون بعض العبارات والجمل الواردة في هذه الرواية غير مناسبة لمن هم دون الخامسة عشرة رجاءاً لا تقراً إن كنت دون الخامسة عشرة
الفصل الثاني: تغير الامبراطور
“هل انتهيتم من عقابها ؟”
سألت ساشا بصوت يخلو من أي عاطفة وأخذت رشفة من فنجان الشاي أمامها حيث كانت جالسة تحتسي الشاي في الدفيئة الواقعة في الطرف الغربي من قصر الامبراطورة .
“أجل جلالتك لقد انتهت المهمة !”
” لما تتململين من الأمر ليس وكأن شيئا ما سيحدث لها كل ماهنالك أنها ستتألم قليلاً” وضعت فنجانها والتفتت نحو خادمة تاتيانا الشخصية:
“ربما كان من المفترض أن أعاقبك بدلاً عنها لعدم إخبارك لي مبكراً بتدخل الامبراطور !”
” أنا أعتذر سيدتي ولن يحدث هذا مرة ثانية ”
“سيدتي أليس علينا إرسال مرهم لعلاج جروح الأميرة ، يبدو أنهن اضطررن لجرحها بعمق لان الدماء كانت لزجة أكثر من المعتاد …أخاف أن يترك الامر ندوباً على جسدها …وإن علم الامبراطور…”
كانت هذه المرة خادمة الامبراطورة الشخصية سيلينا
“اخرسي! هل عليك تعليمي ما الذي ينبغي علي فعله، بسبب تلك عديمة الفائدة انهارت كل أحلامي وكل ما بنيته إن شعرت بندم وحيد في حياتي فهو إنجاب وجه النحس تلك !”
“إن تقدمت واحدة منكم وواستها في غرفتها ستجد نفسها مكانها اخرجوا من هنا جميعاً! ”
ثم قامت ساشا بقلب الطاولة التي أمامها رأساً على عقب…
***
حاولت تاتيانا الجلوس على سريرها لكنها لم تستطع فقد كان كل شبر فيها يؤلمها من شدة الطعنات العميقة التي تلقتها هذه المرة
“كلما تقدمت بالعمر يبدو الأمر صعبا أكثر …”
“كارلا…كارلا… “نادت تاتيانا على خادمتها الشخصية لكن دون جواب فما كان منها إلا أن سحبت حبل جرس الخدم ومع ذلك لم يظهر أحد
” حتى منعت خادماتي من الدخول لغرفتي …”
استلقت تاتيانا على بطنها لإنه لم يكن لديها خيار آخر فظهرها وقدميها من الخلف مليئة بالندوب والتقرحات وحتى أن الدم لايزال ينسل من بعضها …
“لابأس تاتيانا ستستيقظين غداً وسيكون كل شيء قد مضى عليك أن تتحلي بالصبر والأمل ” واست تاتيانا نفسها بنفسها ثم أغرقت وجهها بالوسائد التي امتلأت دموعاً ودماً ونامت كما لو أنها لاتريد الاستيقاظ مجدداً…
“آنستي حان وقت الاستيقاظ !” أتاها صوت تكرهه بشدة فعلى الرغم من كونها أميرة الامبراطورية وابنة الامبراطورة الوحيدة إلا أن أحداً لم ينادها يوماً كما يجب وذلك الصوت كان لكارلا خادمتها الشخصية أو ينبغي أن نقول جاسوسة الامبراطورة …
“مالذي تريدينه كارلا في هذا الصباح الباكر ليس لدي ما أفعله على كل حال وقد أفرغت غضبك كاملاًبطعني البارحة ما الذي تريدينه أكثر؟”
مما تشتكين أنت تعلمين أن مدربة الرقص قادمة لذا عليك الاستعداد ”
“أنت بالطبع فعلت ذلك عامدة ولم تخبريني أنك رتبت جلسة تديب رقص لليوم كارلا! أتمنى أحياناً أن تعتبريني ولو صدفة أميرة هذه البلاد وليس فقط شخصاً تتجسسين عليه ”
” أوه ليس سيئاً لفتاة في الثانية عشرة أن تعلم بأني أراقب تصرفاتها لكن آنستي ليس من اللائق لأميرة مثلك ذكر كلمة مثل جاسوسة بهذه السهولة أنا فقط أنقل تحركاتك لجلالة الامبراطورة لإنها قلقة دوماً عليك آنستي ” وضحكت كارلا بكل خباثة فالاثنتان تعلمان جيداً كذب ماقالته في جملتها الأخيرة
“انسي الأمر لا طائل من مجادلتك وأخبريني بحق السَّامِيّ ما الذي تفعله الامبراطورة بتلك الزجاجات؟”
“همم ومن أين لي أن أعلم…لم تسألين ؟ ”
“ومادخلك أنت لماذا أسأل! أسرعي وجهزيني آثار الدماء على ملابسي بدأت بإزعاجي وإن تأخرت على المدربة اليوم سأختفي في الحديقة ولن تجدي لي مكاناً ولنرى كيف ستعاقبك الامبراطورة ”
“حسناً حسناً لا تصعبِ الأمور علي فما أنا سوى خادمة لا قوة لها أمام الامبراطورة….لكن أفهم من كلامك أنه لم يترك ندوب أليس كذلك ؟ كما هو متوقع من وحشنا الصغير ” وقامت بوضع يديها على رأس تاتيانا وداعبته وهي تضحك بخفة ” سأنادي باقي الخادمات لتجهزي بأسرع ما يمكن انتظري هنا ”
***
جلست ساشا أمام المرآة والتفت الخادمات حولها للعناية بشعرها وأظافرها فالليلة الامبراطور قادم لرؤيتها والمبيت عندها وما أن انتهت الخادمات من عملهن حتى سمعن قرعاً على الباب ثم دخلت خادمة الامبراطورة لتعلن عن وصول الامبراطور.
دخل ديمتري بهو الغرفة بملابسه المريحة ثم أومأ لجميع الخدم بالخروج من الغرفة
كان ديمتري جميل المظهر وسيماً طويل القامة وذلك ماشجع ساشا على الزواج به كانت أكتافه العريضة وشعره الفضي اللامع مع عيناه الحمراء لها سحر خاص ولم يكن مستغرباً ما قام به النبلاء قبل سنوات لتزويجه من بناتهن قسراً حيث كانت معظم فتيات الامبراطورية واقعات في حبه وعشقه.
” مضى وقت على لقائنا الأخير أيتها الامبراطورة كيف حالك ؟”
“هل تسأل لأنك تريد المعرفة حقاً ؟ ”
” ما الأمر الآن لما أنت متجهمة منذ دخولي للغرفة؟”
“كمالو أنك لاتعلم !”
“أنا لا أعلم ما الأمر ؟”
“لم على ابنتي إقامة حفلة شاي لأولئك الفتيات ؟ هي كانت ستقيمها على شرف ابنة الدوق تشيكوف والدوق كوملينا وبعض الفتيات اللواتي سيكن حديث المجتمع قريباً بعد حفلات ظهورهم ،ما الفائدة التي ستجنيها من مقابلة فتيات مثلهن؟”
“أنت تتحدثين كما لو أنها قابلت بنات خادمات أو عبدات التقطن من الطريق! هن أيضاً بناتي وأميرات لهذه الامبراطورية عليك احترامهن وعدم التحدث عنهن هكذا!”
“(ساشا أعدك ما أن تلد إحداهن صبياً سأعينه ولي العهد مباشرة ولن أدع العائلة تزداد أكثر) …
وأنا الحمقاء صدقت وعدك الذي أنتج ٥أميرات و٧أمراء يتصارعون جميعاً على العرش لأنك لم تحدد ولي العهد بعد !”
“هفففف ماذا تريدين الآن إن لم تكف عن إزعاجي سأذهب للنوم في مكان آخر ”
“انتظر إلى أين أنت ذاهب ؟ اليوم هو دوري لقد عانيت الأمرين لوضع اسمي في لائحة هذا الشهر والآن تقول أنك ستقضي الليلة لمكان آخر وماذا عني ؟”
“أوه إن كنت تريدين فعلاً بإمكانك إتخاذ عشيق لن ألومك حقاً أنا أعلم جيداً أنك لم تحبيني يوماً وأنا كذلك لذا ومن اليوم تستطيعين فعل ماتريدين بعيداً عن وعن أولادي”
وخرج الامبراطور مع كلمته الأخيرة
“لاااااا ماذا تحسبني ”
وقامت ساشا برمي خاتم زفافها باتجاه المرآة التي تحطمت لقطعٍ صغيرة متناثرة .
فتحت سيلينا الباب بسرعة
“مولاتي هل أنت بخير ما هذا الصوت الذي سمعته؟”
“سيلينا اعرفي لأي حقيرة ذهب الامبراطور ليقضي ليلته وأريد مراقبة تحركاته كلها ابتداء من اليوم وتقديم تقرير بأدق التفاصيل لي بعد أسبوع …اسرعي!”
“حاضر مولاتي سمعاً وطاعة ” أغلقت سيلينا الباب وهرعت خلف الامبراطور مسرعة.
وضعت ساشا يدها على جبينها وأغمضت عينها وتمتمت ” أنا لم أحبك؟ منذ متى كنت تتحدث عن الحب ؟ أنت من بين كل الناس تعلم جيداً أنني لم أطلب محبتك يوماً كل ما أردته منك هو تنفيذ وعودك …هل كان ذلك كثير عليك؟ ااااه” وضعت ساشا جسدها على سريرها بصعوبة ثم استلقت لتتأمل سقف السرير وأكملت بصوت خافت :” مادمت تتحدث عن الحب الآن فهذا يعني شيئاً واحداً أنك واقع في الحب مع إحداهن …ولابد أن تكون صاحبة فكرة الحفلة وها أنت وجدت ألف عذر لنفسك لتتسلل إليها ليلاً مع أن هذه الليلة من حقي …كائنة من كانت ستجعلك تعين ولدها ولياً للعهد وليس ببعيد أن تلفق لي تهمة وتأخذ مكاني …أنا لن أسمح لها بذلك ما أن أعلم من تكون لن تكون بمأمن من قبضتي …”