رحلة ساحر - الفصل 86 : التهام الكراهية !
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
إعدادات القارئ
حجم الخط
A- A+نوع الخط
لون الخلفية
تم حظرنا من شركة إعلانات وبتالي لم يصبح للموقع اي دخل فقط تبراعتكم.
كما اننا نواجه بعض المشاكل ونقوم ببعض الإصلاحات في الموقع .
رابط بيال الموقع لدعمنا.
[email protected]
” من أنت ؟ ” نظرت ساحرة مبتدئة ببرود إلى غلين ، أحاط بها أكثر من عشرين ساحرا مبتدأ .
كان غلين عاجزا عن الكلام ، لم يعلم حقا كيف تم الكشف عن تنكره .
” من المنطقي أنني لم أتكلم إلا القليل ، بالاضافة … على الرغم من معرفتهم بروزين من الواضح أنهم على دراية به بالكاد ” ، لذا بعد تغيير نقطة الموارد من شبه المستحيل أن يتعرض ، لكن لسبب ما بعد ظهور الساحرة المبتدئة بعيونها الخضراء الغريبة رغم أنه كان على استعداد للمغادرة ، تم ايقافه و من ثم تم الاعلان عن أنه ليس روزين الحقيقي !
هناك أكثر من عشرين ساحرا مبتدأ ، كما أنه لا زال في نقطة مواردهم ، هذا أمر خطير نوعا ما …
بالتفكير على هذا النحو ، استعد غلين و تظاهر بنبرة منخفضة ” عما تتدحثين ؟ أنا روزين بالطبع ” .
لكن بعد كلماته الأخيرة تغير تعبير الجميع ، بكراهية و فزع رمقوا غلين حتى أن أحدهم صاح ” الأحمق ؟ ما الذي فعلته للأخ روزين ؟ ”
” على الرغم من كونك مزيفا إلا أنك تستطيع إخفاء هذا عن عيون الجميع ، تنكر مثير للاهتمام لا يقارن بالتنكر التافه للأحمق السابق ! ” سخرت منه الساحرة المبتدئة .
اندهش غلين فور معرفته بسبب تعرضه .
من الواضح أن هذه الفتاة بعيونها الخضراء لها دور كبير في المنطقة 19 ، تقريبا إلى الحد الذي ثؤثر به على قرار الجميع ، أيضا الطريقة التي تتجاهل بها هوية المتسلل الآخر تثير الشكوك بشكل غير طبيعي .
تنهد غلين في قلبه ، في النهاية تمويه تقنية التبديد مجرد تغيير سطحي !
علم أن المعركة حتمية ، بعد التفكير لبرهة سخر أخيرا بابتسامة عميقة ، دموية و شريرة ” جي جي ، لقد قتلته ! ما المشكلة ؟ مع قيامي بتجريد حبيبته ، الجسد الأبيض الرائع … هاهاها … اغتصابها كان شيئا آخر … ” .
سخر غلين سرا ‘ اكرهني … اكرهني أكثر … ‘ .
في الواقع لم يكن لغلين أدنى فكرة عما اذا كان لروزين حبيبة أم لا ، لكن مع وصفه للقصة بوضوح و كل حيوية مع حبكة تفصيلية كان كما لو أنه قد اختبرها حقا ، بالاضافة للنظرة المنحرفة على وجهه ، جعل هذا وجه الجميع يتحول إلى اللون الأحمر على الفور .
بالأخص الساحرة مع الأعين الخضراء ، كلماته جعلتها تشعر كما لو أنها شاهدة على يأس و ألم هذه الساحرة المبتدئة .
بعد أن لاحظ الكراهية و هي ترتسم على وجوه الجميع ، أصبح تعبير غلين أكثر شرا بينما صرخ بنبرة شريرة ” جي جي ، في الواقع أرى أنك لا تقلين جمالا عنها ، بعد الاعتناء بالحمقى من حولك سأعتني بك فلا تقلقي … تسك تسك .. أفكر في الطعم … ” .
كان تعبيره منحرفا و واضحا لأقصى درجة .
حتى أنه قد أخرج لسانه و ابتسم كالذواقة ، الأسوأ أنه لا زال يستخدم مظهر روزين الصالح ليقول كلماته الدنيئة ، هذا التناقض ببساطة جعل كراهية الفتاة و باقي سحرة المنطقة 19 تصل للحد الأقصى !
أخيرا إندلع ساحر من بين الحشد .
” أيها الساحر الأسود الشرير ، ستقتل على يدي ! ” مع زئير عال ، ظهر درع من العظام على جسده ، في الوقت نفسه قام بتجميع قوة عنصر الأرض بجنون ، فجأة اختفى مع انفجار صغير ، فوق غلين ظهر الساحر المبتدأ و بيده مطرقة عملاقة .
يبدو أنه أراد تحطيم غلين إلى خليط من اللحم و الدم لارضاء كراهيته .
أخيرا امتنع غلين عن التمثيل بوجه قبيح ، قال بتعبير هادئ و منخفض ” هذه الكراهية … ينبغي أن تكون كافية ! ” .
نظر إلى الساحر المبتدأ و مطرقته ، أخذ نفسا عميقا ثم هاجم بلكمة قوية مع اندفاع سحر التنافر و الجاذبية بجنون .
” بوووم ! ”
انتشر تموج قوي في الهواء و في كل اتجاه ، يبدو أن الزمان و الفضاء قد توقفا مؤقتا .
تجمد الساحر المبتدأ الذي يحمل المطرقة للحظة مع انكماش بؤبؤ عينيه ، طار جسده بشكل أسرع من قبل للوراء و اصطدم بمنزل عشوائي ، تحطم الدرع العظمي و درع عنصر الأرض لجسم هذا الساحر ، تدفق الدم من فمه بينما كافح من أجل موازنة نفسه .
أدى هذا المشهد على الفور إلى قيام أكثر من عشرين من نخبة سحرة المنطقة 19 إلى تقليص حدقة أعينهم ، لم يتمكنوا من منع أنفسهم من التنفس بفزع ، لم يسعهم إلا ينظروا لغلين كما لو كان وحشا .
قام غلين باعادة معصمه المخدر ، قام بوضع قناع الرماد على وجهه ، مع سخرية و تهجئة غامضة غير مسموعة ، ظهر عملاق من النيران السوداء أمام غلين ، مع زئير شرس حدق في سحرة المنطقة 19 .
” أووووو ”
زأر بشدة بينما نبض الدرع الدرع المكون من عناصر الماء و الرعد على جلده بشكل غير منتظم نظرا لاشتعال النيران السوداء .
فجأة أطلق من فمه الضخم صرخة تصم الآذان ، بدا أنه متحمس للغاية ، ثم في ظل تقلبات الطاقة التي لا يمكن وصفها ، بدأ عملاق الجشع الذي كان طوله ثلاثة أمتار فقط ينمو ببطء في الحجم ، بعد لحظة تحول إلى عملاق يبلغ طوله خمسة أمتار ، مع زوج من العيون الحلزونية ، ازداد ضوءها شراسة و وحشية حتى أن الزيادة المفاجئة في القوة أدى إلى تشويه المساحة من حوله .
قال غلين بحماس ” لقد نما كثيرا ؟ في هذه الحالة ، التخلص من هؤلاء الحمقى ليس بالمشكلة العويصة بعد الآن ” .
نعم غلين على بينة من مدى فعالية قدرة التهام الأرواح و الكراهية !
من خلال التهام الأرواح باستمرار ، يمكن لعملاق نيران الجشع أن ينمو و يتطور باستمرار كالتطور السلبي مما يجعله أكثر فأكثر قوة .
بطبيعة الحال هذا النوع من التطور محدود و من المستحيل أن ينمو و يتطور إلى ما لا نهاية .
أما بالنسبة لالتهام الكراهية ، فهي قدرة تعزيز مؤقتة بناءا على كمية الكراهية التي قام بابتلاعها عملاق نيران الجشع .
صدم الانفجار المفاجئ للقوة هؤلاء السحرة ، بعد موجة سحرية أخرى ظهر سيف أزرق بطول ثلاثة أمتار في يد العملاق مع رقص ثعابين الرعد .
نظر غلين إلى وحشه و شعر بالرضا و البطولة في قلبه ، يمكن مقارنة قوة العملاق مع قوة حراس الأكاديمية تقريبا ، في الحقيقة لو تم تقييد الحارس فغلين متأكد من أن عملاقه قادر على قمع الحارس أو حتى قتله .
” أنت ؟ … ”
بعد أن صدمت الساحرة المبتدئة ذات العيون الخضراء للحظة ، صرت على أسنانها ثم قامت بتلاوة تعويذتها سرا ، مع دوران عينيها تم ولادة اثنين من الجان الأخضر من العدم ، سرعان ما رفرفا بأجنحتهما على كتفي الساحرة ، تدفق الضوء من الإكليل على رأسها مع تطاير الأوراق و الأزهار من حولها .
كما اتخذ باقي السحرة وضعا مماثلا باستخدام أقوى ما لديهم في مواجهة غلين و وحشه العملاق ، شعر الجميع بالضغط الشديد كما لو أن ظلا خطيرا يهدد حياة الكل !
” موجة تلو الموجة ، لتختلط قوة السحر مع الضغط قبل اندلاع السحر ، نقطة الموارد بأسرها برميل من النيران سينفجر بعد قليل ليدمر اليابس و الأخضر ! ” .
أمسك غلين بعصاه و خطى خطوة إلى الأمام و قال بهدوء ! ” نظرا لعدم وجود حل آخر ، لا أستطيع إلا استخدام القوة … واحد ، اثنان .. ستة و عشرون ، حسنا 26 شارة ليس بالعدد القليل ! إنه كافي ” .
بعد إخراج حجر سحري عالي المستوى بيد واحدة ، ظهر ثلاثة خفافيش نارية على قمة عصا غلين ، تحوم حول درع النار …
” بوووم ! بوووم ! … شيوووو … ”
……..
بعد مرور ساعة واحدة !
كان وجه غلين شاحبا أثناء لهاثه ، الجرح على ظهره انقسم إلى عدة مجاس صغيرة متصلة ببعضها البعض بفعل تقنية التبديد ، التئم الجرح بسرعة ، شرخ ضخم على قناع الرماد تم قطعه إلى نصفين ، نظر غلين إلى العصا السحرية التي تم فصلها و كسرها ، قام ببصق الدم ثم وضع العصا جانبا .
” قعقعة … ”
ركض عملاق الجشع ( اختصار لاسمه عملاق النيران الجشع ) من بعيد .
تقلص جسد عملاق الجشع بالفعل كثيرا ، كما أضحى شكله غير منتظم مع تحطم درع الماء و الرعد و تبدد النيران السوداء .
من خلال الإدراك العقلي تنهد غلين ” تبا لقد فر البعض منهم ! ” ، من المؤكد أن التعامل مع عشرين ساحرا من النخبة أو أكثر ليس بالسهل على غلين ، خاصة الساحرة مع الجنيين اللعينين ، لديهما قدرة لا يستهان بها ، بشكل عام قوة الساحرة ذي العيون الخضراء لوحدها بالكاد تصل لمستوى قوة الأربعة الأوائل في أكاديمية إيسوتا السوداء ، لكن في أسوأ الأحوال لا تزال بقوة ألداس سيف النور ! ” .
بعد قوله ، أحصى غلين شاراته و تنهد مرة أخرى ” تنقصني شارتين ، إنس الأمر … سأنفق بعض الأحجار السحرية لشراء البعض ، لا حاجة لتعريض نفسي للخطر ، من الأفضل أن أعود بسرعة إلى حوض المعجزة المقدس ” .
مع أخذ هذا في الاعتبار ، تحول جسد غلين و عاد إلى مظهره الأصلي ، قام بتفريق عملاق الجشع ثم استعد لترك نقطة الموارد التي تم تدميرها و حرقها .
يمكن ملاحظة آثار الدماء و الحفر في كل مكان ، لا تزال آثار سحر الصقيع و الرعد شبه مرئية ، نيران غلين الخالدة التي لا تزال مشتعلة كما لو كان من المستحيل إطفاءها .
كما لو أن معركة بين مائة ساحر قد جرت هنا !
” حاليا باستثناء الأشياء التي يمكن ضغطها من جدولي الزمني ، ليس هناك تأخير على الإطلاق ، فقط لا بد من استكمال سحر النيران المتفجرة ، إذا تعلمته فإني … ” من خلال الحجر السحري استعاد غلين قوته السحرية بسرعة ، ثم ارتفع عن الأرض و طار في اتجاه حوض المعجزة المقدس بسرعة كبيرة !