رحلة ساحر - الفصل 87 : مقتل جاد
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
إعدادات القارئ
حجم الخط
A- A+نوع الخط
لون الخلفية
تم حظرنا من شركة إعلانات وبتالي لم يصبح للموقع اي دخل فقط تبراعتكم.
كما اننا نواجه بعض المشاكل ونقوم ببعض الإصلاحات في الموقع .
رابط بيال الموقع لدعمنا.
riwyatspace@gmail.com
في السماء واجه شخصان بعضهما البعض .
من خلال قناع الرماد المحطم نظر غلين إلى الشخص الآخر الذي يشبه الثور ، بجسم ضخم و عضلي ، مع آثار من قوة الرعد ، قال بنبرة مهيبة ” فأس معركة الرعد ! جاد ! ” .
هذا الرجل الذي تمتع بقوة الثور ارتدى درعا أسود اللون ، لم تظهر الخوذة على رأسه سوى زوج من العيون الحمراء المتوهجة ، تغطي الدروع خطافا مع خصائص مختلفة ، قام بحمل فأس عملاق مبالغ به طوله متر و نصف على ظهره ، حافته ممتلئة بآثار الدم .
” قناع رمادي ؟ غلين ؟ لم أتوقع أن نلتقي مرة أخرى ” كان صوته باهتا بعض الشيء ، كما لو كان مستعدا لمصارعة ثيران مع بعض الجنون .
من ناحية أخرى قام غلين بتقييم فعاليته و قدرته في المعركة مع فعالية و قدرة جاد .
وفقا له ، تم استعادة 80 بالمائة من القوة السحرية لغلين ، تضرر قناعه أما عملاق الجشع فلا زال منهكا ، على عكس جاد الذي كان في كامل حالاته ! آخر مرة هاجمه مرتين بيده العارية عند مدخل الأكاديمية ، هجومه تجاوز 150 نقطة بالفعل …
أصبح تعبير غلين جديا !
لكن رغم هذا ، لا زال لديه بطاقة رابحة لم يستخدمها بعد ، مفتاح صداقة برج إيسوتا السوداء ، أخذ غلين نفسا عميقا و هدأ من روعه ” يبدو أن هذه المعركة لا مفر منها ؟ ” .
كان هناك سخرية مرحة لكن مملة بعض الشيء من هذا الساحر الشبيه بالثور ، كما لو أنه قد شخر بشكل عرضي .
” همف ! نظرا لأنك ترفض الانضمام إلى منظماتنا الأربع ، و لست واحدا من العشرة الأوائل بعد ، هذا يعني أنك ستكون هدفنا نحن الأربعة بما أنك جزء من قائمة الصيد ! ” مد جاد يده ، سقط فأس الرعد خلفه بشكل غير متوقع في يده ، في غمضة عين انفجر ضغط الهواء مع ضجيج قوة الرعد الأزرق ، كما لو كان كرة من الرعد على وشك الانفجار !
من الواضح أن المعركة حتمية ، نظر غلين إلى فأس المعركة في يد جاد ، مد ذراعه هو الآخر و سقط خنجر الخطيئة في يده ، اشتعل الخنجر بالنيران الخالدة ، انعكس جلد وجه غلين من تحت قناعه .
واجه ساحران بعضهما البعض في السماء لكن انطلاقا من الزخم كان غلين في وضع غير مؤات بتاتا .
من ناحية غلين برداءه الكبير و الفضفاض و الغامض مع حمله للخنجر الصغير ، من ناحية درع جاد و فأس المعركة الضخم و شخصيته العنيدة …
من ناحية الزخم يمكن على الفور معرفة الفرق .
” غلين هل تستطيع الاجابة عن سؤالي ؟ ما الذي فعلته في أراضي اتحاد العشرين قطرة دم ؟ ” كان جاد بالفعل على وشك الاندفاع مع تألق الرعد من حوله بجنون .
بعد أن فكر لبرهة قال جاد بهدوء ” تعلم ؟ انس سؤالي ! الآن بما أنك مدرج في قائمة الصيد … ” .
” بوووم ! ”
مع انفجار هز السماء ، اندفع جاد بفأسه بينما أنزل غلين خنجره للدفاع .
” دينغ ! … شررر ”
بعد صرير من الاحتكاك بين العظام و المعدن ، طار جسد غلين للوراء لأكثر من عشرة أمتار لا إراديا ، لكن ما أثار دهشة جاد هو وجه غلين المسترخي ” من المؤكد أن قوة هجومه تبلغ من 75 ~ 80 نقطة فقط ” .
قلص جاد عيونه و نظر إلى غلين مع تعبير عدم تصديق .
كيف يمكن أن يكون ؟
لماذا أصبح هذا الرجل قويا فجأة ؟ إن لم يكن بمساعدة قوة الرعد بالاضافة لقمع الفأس لخنجر غلين ، لربما هو الذي طار إلى الوراء بدلا عنه … كان هذا سخيفا !
سخر غلين في قلبه ، لقد نما إلى هذا الحد بعد عشرة أعوام ؟
بالتفكير في هذا ، أظهر غلين تعبيرا باردا و بينما كان على وشك الاندفاع شعر بالخدر مما جعل تعبيره يتغير ” رون عنصر الرعد النادر الشلل ؟ ” .
استيقظ جاد من صدمته و بعد رؤية سلوك غلين ، سخر قائلا ” الآن بعد أن أصبحت قويا كالعشرة الأوائل لكن لم تقاتل من أجل هذه المكانة ! لا تزال مجهولا و في طي النسيان … في هذه الحالة ستقتل هنا … فلتبق في الماضي غامضا للأبد ” .
بعد قول هذا كان جاد على وشك اتخاذ إجراء و لكن فجأة أصبح مندهشا أيضا !
احترق درعه بالنيران الحمراء ، لكن بدلا من تلاشيها بعد قمعها بقوة الرعد ، بدا أنها تصبح أكثر شراسة ، حتى مع حاجز الدرع الأسود فقد شعر بالوهن ، هذا النوع من النيران عنيد و ساخن !
في حالة صدمة لم يستطع جاد إلا أن يحشد المزيد من قوة الرعد لقمع النيران الخالدة ، لكن كاضافة الوقود للنار ، تم تعزيز النيران الحمراء و ضخها !
شعر غلين المشلول من بعيد بالذهول بعد رؤية سلوك جاد ، لم يستطع إلا أن يسخر من أدائه و جهله و وبخه سرا لكونه غبيا بجدارة !
إذا لاحظ الساحر الذكي خصائص النار الخالدة ، فسيجد أن عدم قمعها بالقوة السحرية سيؤدي إلى التأثير على خصائصها و إضعافها و العكس صحيح ، الدرع المعدني هو العدو الأول للنار الخالدة ! ( هذا يعني لو اعتمد جاد على درعه من دون سحر لما أضرم النيران في نفسه … لكن و لأنه جاهل برون النار الخلود ! فقد استخدم السحر و لا زال يستخدمه لمقاومة انتشارها ) .
لكن جاد ؟
تم إحاطة كرة الرعد بالنيران الخالدة ، كانت عيون جاد تحت الخوذة مليئة بالعنفوان و الشراسة .
” غلين دعنا نرى من سيقتل أولا ! ” مع انفجار الرعد في السماء ظهر بجوار غلين ، حلق الفأس لقطع رأسه مع ضوء بارد في نهاية الحافة .
ابتسم غلين ، الثور الذي لا يفضل القتال بحكمة ؟ سيكون التخلص منه أسهل بكثير …
مع تدوير معادلة التنافر و الجاذبية في ذهنه ، انفجر جسد غلين بقوة تنافر مستهدفا فأس جاد ، طار للوراء لحوالي عشرة أمتار مع أزيز احتكاك للهواء ، نجا بسهولة من فأسه .
” بوووم ! ”
مع انفجار الصاعقة ، هاجم جاد بفأسه مجددا و لكن يبدو أن غلين لم يهتم ، التوى جسده مع الفراغ و ظهر مرة أخرى على بعد خمسين مترا …
” بوووم ! ”
مرة أخرى تابع جاد و صرخ ” انتبه إلى أين تركض ! أيها الجبان ” .
لكن على العكس استخدم غلين خنجره ، و مع احتكاك الأسلحة طار غلين لأكثر من عشرة أمتار ، على الرغم من إصابته بالشلل إلا أنه لا زال ينظر لوجه جاد بسخرية ، تم تغذية شعلة النيران الخالدة و الملتفة حول كرة الرعد بجنون ، لم يعد من الممكن فهم تقلباتها السحرية ! يكاد جاد أن ينتهي !
يمكن القول أن جاد يقتل نفسه بالفعل و من دون علم ، هذه هي خطيئة و حزن الساحر الذي لا يقاتل بحكمة …
” أنت !؟ ”
أخيرا شعر جاد بالذعر مع اهتزاز خوذته .
بعد تفكير سريع اختار طريقة أخرى للتخلص من النار الخالدة ، و هي أن يستخدم قوته لفصل جزء من كرة الرعد حتى يتمكن من فصل النار الخالدة عن درعه ( رعبه ناجم عن تغذي النيران على قوته السحرية ، لكنه لم يكتشفها بعد ) .
زأر جاد و لم يتردد ، انفجر جسده و طار في اتجاه عشوائي بعيدا على أمل التخلص من غلين و فصل النيران الخالدة !
مد غلين راحة يده المخدرة ، بعد التواء جسده تابع جاد ثم قام بتدوير صيغة الشد و التنافر و علٌق نفسه بجاد بإحكام كالمرساة .
صرخ جاد ” غلين اللعنة ! … ” شعر بكرة الرعد التي لم تعد تحت سيطرته بعد الآن ، تغير تعبيره .
استعاد غلين توازنه و تحكم بعناية في المسافة بينه و بين جاد ، قال ببرود ” قائمة الصيد ؟ هممم كما تريد … إذا كنتم جميعا الأربعة أو كما يسميكم البعض القادة الأربعة لمدرسة إيسوتا السوداء ، ستقتلون في المستقبل ؟ هل سيظل اسمي على قائمة الصيد ؟ ” .
” لن تنجح ! ” زأر جاد ، طار بأقصى سرعة محاولا التخلص من غلين .
أظهر فم غلين قوسا شريرا فجأة ” على الرغم من ضيق وقتي في المستقبل لكن ربما … ”
بمساعدة عملاق الجشع و اذا استعد جيدا للمعركة ، فهو واثق من قدرته على مطاردة و قتل الأربعة الأوائل !
نظر غلين إلى جاد الذي وصل بالفعل إلى حدوده ، تدفق ضوء ذهبي على جبينه ، ببطئ تشكل شعاع ذهبي في اتجاه جاد .
أحس جاد فورا بالذعر بعد غليان دمه فجأة ، كان على وشك الرد لقمعه قبل أن تهتز كرة الرعد على صدره و تنفجر ، غطته النيران الخالدة الحارة بينما تم غمر السماء !
” لا ! … ”
ومض ضوء مبهر ، انتقل صوت الانفجار عبر المسافة ، بلغ قطر الانفجار سبعة أو ثمانية أمتار مع تدحرج الحرارة جنبا إلى جنب مع قوة الصدمة !
انتشر درع ناري أمام غلين لتغطيته ، أغمض عينيه و تمتم ” لا بد أن لديه عددا لا بأس به منها … ” ( يقصد الشارة ) .