عبد الظل - الفصل 132
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
إعدادات القارئ
حجم الخط
A- A+نوع الخط
لون الخلفية
الدومين الجديد لموقع فضاء الروايات الجديد riwyat.org
كما اننا نواجه بعض المشاكل ونقوم ببعض الإصلاحات في الموقع .
رابط بيال الموقع لدعمنا.
[email protected]
إدعم الرواية لزيادة تنزيل الفصول مترجمة عبر بيبال:
او من هنا :عبد الظل ١٣٢. نهاية الخط
بمنتصف المدينة الملعونة، ارتفع تل شاهق بين الأنقاض. وعند قاعدته، كان هناك جدار مقوس الشكل مصنوع من الرخام الأبيض النقي واقفًا وسط الخراب. كان سالمًا ونظيفًا للغاية، كما لو كان محميًا من اللمسة الحتمية للظلام الدامس بواسطة قوة سامية ما. خلف الجدار، التف طريق واسع مرصوف بالحجارة إلى أعلى التل.
نظر صني إلى الأعلى أثناء مروره أسفل الجدار المقوس، في محاولة لتخيل الحشود من الناس الذين كانوا يرتدون ملابس إحتفالية ويفعلون الشيء نفسه في الماضي البعيد. كان من الصعب والمحزن قليلاً التفكير في مظهر هذه المدينة القديمة قبل الكارثة الغامضة.
قالت ايفي بنبرة حزينة، دون أن تدير رأسها:
“هناك مناطق في الأنقاض لسبب ما تتجنبها مخلوقات الكابوس. القلعة واحدة منهم. قيل لي أنه عندما جاءت مجموعة النائمين الأصليين إلى هنا، آملين على نحت موطئ قدم لهم في المدينة، كان هناك مرسول برج واحد فقط قد بنى عشه في غرفة العرش. هؤلاء المجانين تمكنوا حقًا من قتله.”
أعطتها نيفيس نظرة.
“مرسول البرج؟”
ضحكت الصيادة.
“أوغاد قبيحون ذوو ريش أسود وأجساد شاحبة، لا بد أنكم قابلتوهم وهم يصطادوا في المتاهة. لقد أتوا من البرج.”
ترددت نجم التغيير.
“من أي رتبة وفئة هم؟”
ارتجفت ايفي قليلاً.
“نائمة ساقطة. ولهذا قلت أن هؤلاء الأشخاص كانوا مجانين بعض الشيء. ولكنهم كانوا حفنة قوية.”
ظلت صامتة لفترة ثم أضافت.
“لا بد أن قتلهم تطلب الكثير من الجهد، في النهاية.”
بتحول مزاجهم إلى الأسوأ بواسطة الجملة الأخيرة تلك، استمروا في المضي قدمًا بصمت. التف الطريق الحجري حول التل، متسلقًا ببطء منحدراته الهائلة. وانتهى بسلالم طويلة تمتد إلى حصن هائل ولكن جميل أيضًا بشكل غريب. ومع ذلك، لم يكن هناك أحد يقوم بحراسته. الطريق بأكمله كان فارغًا.
أشار صني إلى إحدى الحواجز الحجرية وسئل:
“لماذا لا يوجد حراس؟”
هزت ايفي كتفيها.
“ليس لدى جونالوج ما يكفي من الناس لإدارة جدران القلعة. ولكنهم لايزال بإمكانهم رصد أي شيء يقترب من التل. بإمكانهم النظر للمدينة بأكملها من فوق، ولديهم تدابير وقائية مختلفة تُطبق. لقد رصدونا بالفعل.”
التفت صني بجسده قليلاً، غير مستمتعًا بشعور أن تتم مراقبته من قبل بعض الغرباء غير المرئيين والذين من المحتمل أن يشكلوا خطرًا عليه.
بعد وقت طويل من المشي على الطريق الملفوف المرصوف بالحجر الأبيض، وصلوا أخيرًا إلى قمة التل ورأوا القلعة العظيمة بكل مجدها.
بدت أكثر روعة عن قرب.
مبنية من الرخام النقي مثل الجدار المقوس عند قاعدة التل، وتمتد إلى السماء كالجبل الأبيض المصنوع بأيدي بشرية. كان البرج الأمامي واسعًا ومُهيبًا، مع بوابة مزينة طويلة وسلالم فخمة تؤدي إلى منصة حجرية شاسعة ينتهي عندها الطريق.
على جانبي البرج الأمامي، كان هناك برجان آخران، متصلان به بجسور جوية مقوسة، والتي ترافقها أبراج مرافقة أصغر حجمًا. ومن خلفهم ارتفع الجزء الرئيسي للقلعة أعلى منهم، كما لو كان يحاول أن يتحدى البرج القرمزي المشؤوم الذي كان يلوح في الأفق فوق العالم بعيدًا.
وقفت كل من الأبراج الشاهقة، والأبراج الصغيرة، والحصون. وشكلوا تشكيلاً معقدًا ومتناغمًا.
كان المنظر بأكمله جميلاً وملفتًا للنظر بشكل لا يُصدق، وفي الوقت نفسه كان يصدر شعورًا بالثبات المنيع. كما لو أن القلعة قد بُنيت لسَّامِيّن وليس لبشرًا.
الشيء الوحيد الذي كان يفسد الصورة هو العشرات من الجماجم البشرية المعلقة فوق البوابات على سلاسل صدئة.
كشر صني، حيث تم إسقاطه في الواقع القاتم مرة أخرى من خلال هذا المنظر المروع.
توجهت عينه للأسفل، حيث لاحظ للتو فقط عشرات من الأكواخ هزيلة الصنع المتراكمة على المنصة الحجرية. تم بناؤها بواسطة أجزاء من الحطام، والخشب المتعفن، وقطع من جلود الوحوش، كانت الأكواخ تتشبث بالحجارة بشكل فوضوي كما لو كانت خائفة من أن تهبها الرياح.
بعد لحظات قليلة، أصابت أنفه رائحة كريهة ومألوفة بشكل غريب. كانت تلك هي بالتأكيد الرائحة المختلطة للأحياء الفقيرة. لم تكن بنفس قوة الرائحة السامة للضواحي، ولكنها كانت نفسها بالظبط.
لم يكن بوسع صني سوى إخراج إبتسامة ملتوية.
‘ يا الهـي ، لقد عدت للمنزل.’
بين الأكواخ، كان الناس النحيلين ذوو العيون الفارغة منشغلين في الكفاح من أجل وجودهم المثير للشفقة. كانوا يرتدون مزيجًا غريبًا من الخرق القذرة والذكريات اللامعة، وأولئك الذين يرتدون الدروع منهم كانوا بارزين كأنهم شيئًا نادر الحدوث. كان معظمهم صغارًا للغاية، بالكاد أكبر سنًا من صني نفسه. كان بإمكانه شم رائحة إرهاقهم ويأسهم من مكانه.
أراد صني الضحك حقًا.
بعد كل ما مر به منذ أن أصيب بتعويذة بالكابوس، اكتملت دورة الحياة أخيرًا وعاد مباشرة إلى نقطة البداية. فقط هذه المرة كانت أسوأ بكثير.
ألم يكن هذا أطرف شيء على الإطلاق؟
إن لم يكن هذا هو القدر، فهو لم يكن يعرف ماهية ذلك. آه، يا للسخرية….
أعاده صوت نجم التغيير إلى الواقع.
“صني؟ هل أنت بخير؟”
رمش عدة مرات، ثم التفت لمواجهتها ببطء وقال بعد توقف قصير:
“نعم. كنت أتذكر الماضي فقط.”
يبدو أن صوته كان به شيئًا غريبًا، لأنها أعطته نظرة طويلة قبل أن تبعد رأسها بايماءة قصيرة.
“جيد. لا ترخي حظرك بعد.”
ثم نظرت لايفي وسألت:
“ماذا نفعل الآن؟”
نظرت الصيادة حولها وهزت كتفيها.
“سيحل الظلام قريبًا، لذا أنصحكم بالعثور على ملجأ قبل ذلك. ابحثوا حولكم عن كوخ فارغ. بمرور كل موسم، يوجد دومًا العديد منهم. خلاف ذلك، يمكن لإثنين منكم دفع الجزية ودخول القلعة. ولكن الثالث عليه البقاء بالخارج.”
وقفت نجم التغيير قليلاً ثم قالت:
“ماذا عنكِ؟”
ابتسمت ايفي.
“ماذا عني؟ الكوخ الفاخر هناك المكون من غرفة واحدة هو ملكي. لا تسيئوا الفهم، لقد تم بناؤه بأفضل نوع من القمامة التي يمكنك العثور عليها هنا… على الرغم من أنها لا تزال قمامة. على أي حال، أنا سأعود للمنزل، وأعد لنفسي عشاءً دسمًا ثم أنام. انا متعبة حقًا من اليومين الماضيين. آسفة لكني لا استقبل الضيوف.”
حدقت نيفيس بها، كان من الواضح أنها تريد قول المزيد، ولكنها أومأت رأسها ببساطة فقط.
“فهمت. شكراً لك على كل ما فعلتيه من أجلنا. لن أنسى ذلك.”
ابتسمت ايفي، وربتت على كتفها ثم التفتت نحو صني وكاسي.
“إلى اللقاء، يا أحمق. إلى اللقاء يا دمية. أراكما بالجوار.”
وبذلك، بدأت تُصفر لحنًا مبهجًا وهي تغادر.
وجد الثلاثة أنفسهم وحدهم فجأة، تائهين وغير متأكدين عما يجب فعله، لم يوليهم سكان المستوطنة الخارجية الكثير من الاهتمام، فقط في بعض الأحيان قاموا بإلقاء نظرة غير مبالية على الغرباء الثلاثة. كان جمال كاسي فقط من جذب عددًا من النظرات المفتونة المظلمة.
بعد مرور دقيقة أو نحو ذلك من الصمت المشوه، أخرجت نجم التغيير شظيتي الروح الخاصة بالحجر المتدحرج، وحدقت في الكريستالات اللامعة بيدها.
كان عليهم اتخاذ قرار.
ترجمة بواسطة: Laa Hisham