ورثة السماوات - الفصل 201 : آسف معلمي
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
إعدادات القارئ
حجم الخط
A- A+نوع الخط
لون الخلفية
الفصل 201:
-آسف معلمي-
(قراءة ممتعة)
لقد مر تقريبا يوم منذ فقد رين وعيه بينما آرثر وصل للمكان الذي يسمى بحدود نهاية العالم، كان ذلك المكان عبارة عن مدينة صغيرة تابعة لعائلة الأوزوريس والتي تحافظ على إستقرار عالم دو بكونها الحارس الوصي عليه، كان آرثر جالس على الكرسي بجانب رين الفاقد للوعي بينما يفكر حول ما حدث البارحة، فهو قد ظن أن رين كشفه حقا ولكن يبدو أن هناك خطبا بذاكرة رين لذا يجب عليهم أن يفكو الختم على عقله قبل أن يجن رين أو يموت من الضرر العقلي، كان آرثر في حيرة من أكره قبل أن يتنهد قائلا:
“اااه يبدو أن الوقت لازال بعيدا على فك الختم، ولكن يجب أن نفعلها في غضون عام أو سيموت رين…”
بينما كان آرثر يحادث نفسه فإن رين بدأ الصراخ مجددا بينما يبكي بشدة:
“ااااااااااااااااه معلميييييي…..”
كان آرثر يراقب ما يحدث لرين فهو يعاني من ألم عقلي جراء الختم بينما يصاب بصداع حاد، وأيضا هناك الألم النفسي الذي تعرض له كون معلمه مات أمامه، قبل أن يقول مجددا:
“ليتني لم أخبره أن سيلفر مات حقا…”
قبل أن يفقد رين وعيه البارحة فهو سأل آرثر عول سيلفر إذا كان لا يزال حيا، ولكن إجابة آرثر زادت حزنه كثيرا، فلا بد أنه كان يأمل إجابة غير أن سيلفر ميت حقا…
قام آرثر بإستدعاء طائر العنقاء الصغير بينما يأمره بإرسال بعض الطاقة لرين، وماهي سوى دقائق قبل أن يهدئ رين ويعود لينام بهدوء….
في تلك اللحظة قام آرثر بالنهوض من كرسيه ليخرج قليلا قبل أن يستيقظ رين بينما يقول:
“أين أنا….؟”
قام آرثر بالإبتسام:
“لقد فقدت وعيك البارحة لذا حملتك كامل الطريق إلى هنا سنذهب إلى ما بعد هذا البحر نحو مقر إقامة العشائر الثلاثة، لذا غير ملابسك وتعالى للأسفل فهناك بعض الأشخاص الذين ينتظرون إستيقاظك هناك…”
تفاجئ رين مما يقوله آرثر قبل أن يغادر، فهو يتذكر أنه ودع شيو فان وتلك الفتاة قبل أن يفقد وعيه…
تنهد رين قبل أن يقوم بإخراج بعض الملابس الجديدة من خاتمه الفضائي، كان لونها أسود مع بعض اللون الذهبي…
قام رين بفتح باب غرفته بينما ينزل للأسفل بينما يتسائل حول هوية الأشخاص الذين يريدون لقاءه، ولكن فور نزول رين فهو وجد المكان شبه مزدحم، يبدو مثل الكطعم في الأسفل وفي الأعلى كان هناك عدة غرف يعني أنه نزل…
كان رين يمشي بهدوء قبل أن يذهب ناحية أحد الطاولات بينما يجلس، وماهي سوى ثواني قبل أن تتقدم الندلة بينما تقول:
“ما الذي ستطلبه أيها السيد الصغير ؟”
لا يعرف رين المأكولات التي تباع هنا ولكنه قام بالتكلم قائلا:
“أريد أفضل طبق لديكم مع بعض الشراب….”
في العادة الشراب لا يقدم للصغار ولكن هذا الفتى أمامها يرتدي بعض الملابس الغالية وقد طلب أغلى طبق هنا لذا في الغالب هو شخص لا يجب عليها معاداته أو رفض طلبه، لذا فهيا إنحنت قليلا بينما تذهب لإحضار طلبات رين…
كان رين جالسا بينما يراقب الجو في الخارج من النافذة التي بجانبه بينما يقول بداخله بذهول:
‘يبدو أنها مدينة ساحلية، إنها أول مرة لي هنا وأول مرة سأرى بها البحر….’
بينما كان رين جالسا فإن فتى في الخامسة عشر من العمر ذو شعر ذهبي وعينين حادتين قد تقدم ناحية رين رفقة رجلين ضخمين من الخلف بينما يقول ببسمة:
“هاي أيها الصغير، ما رأيك أن تنقلع من هاته الطاولة بهدوء…”
ألقى رين نظرة خاطفة ناحية ذلك الفتى قبل أن يدير وجهه مجددا دون أي ذرة مبالاة…
بووووم
قام ذلك الفتى بوضع قدمه على الطاولة بينما يصرخ بغضب:
“أتريد الموت بشدة أيها الفتى، يبدو أنك غريب ولا تعرف من أكون، لذا سأمهلك فرصة لتركع وتطلب العفو”
في تلك اللحظة حل الهدوء على كامل تلك المنطقة بينما بعضهم يتهامسون:
“من هو ذلك الفتى الذي يعارض السيد الصغير ؟ يبدو أنه يسعى لموته”
“أجل فالسيد الصغير هو الإبن الثاني لأحد القادة بعشيرة تشي…”
“أشعر بالأسف على ما سيحدث لذاك الفتى…”
كان الجميع ينظرون ناحية طاولة رين وهذا جعله يشعر ببعض الضيق قبل أن يقف ليتقدم بوجه ذلك الفتى بينما يقول بهدوء:
“المكان واسع وهناك بضع طاولات فارغة يمكنك أخذ إحداها ولكن لا تدخلني في مشاكل لا طائل منها، لذا أغرب عن وجهي رجاءا…”
تفاجئ الجميع مما يقوله رين، بالنسبة لهم كان يجب عليه النهوض سابقا قبل أن يغضب السيد الصغير شين..
وووش باااا
قام ذلك الفتى المدعو شين برفع يده ناحية وجه رين ولكنه تفاجئ أن رين قام بإمساكها بينما يضغط عليه بقوة وعنف قبل أن يصرخ بألم:
“اااااه أفلت يدي أيها الوغد، أنا الإبن الثاني لأحد القادة التابعين لعشيرة تشي، لو لم تتركني فأنت تسعى لموتك….”
كان الجميع مصدوما مما يحدث فلا يبدو أن رين فعل شيئا ولكن قوة رين قد فاقت قوة ذلك الفتى بكثي…
في تلك اللحظة قام الرجلين خلف شين بالإنقضاض على رين ما جعله يفلت ذراع شين فحراسه أقوياء بعض الشيء..
بوووم بوووم بوووم
قام رين بالتصدي لكل ضربات أولئك الرجال بينما يوجه بعض اللكمات والركلات، مستوى قوتهم الروحية هو مستوى روح بخمس نجوم وفي الأحوال العادية يمكن لرين قتلهم بسهولة ولكن قوتهم الجسدية عالية ببساطة، لذا لو أراد الفوز فهو يجب أن يخرج كامل قوته…
وووش وووش وووش
بااااا بااااا
في تلك اللحظة ومن العدم ظهر فتى وفتاة بينما يوقعون بالحارسين أرضا ويضغطون على رؤوسهم بقوة قبل أن يقول الفتى أولا:
“من الذي تظنون أنكم ترفعون يديكم عليه أيها الأوغاد…”
في تلك اللحظة وقف شين مكانه بينما ينحني لذلك الفتى قائلا:
“أيها السيد الصغير أكازاكي، ذلك الفتى تجرأ على معاداة عشيرتنا، لذا أردت أن أوقفــ….”
وقبل أن يكمل كلامه فإن أكازاكي قام بإفلات الحارس على الأرض بينما يقول بغضب:
“إخرس…”
صمت شين فورا بينما يشاهد تقدم أكازاكي سليل مباشر لعشيرة تشي وأحد المرشحين لمنصب الزعامة ومن الجانب الفتاة التي هناك كان شينومي أوزوريس الذي لن يجرأ أحد على لمسه، فحتى العشائر الثلاث تحسب مليون حساب قبل لمسها بكلمة سيئة…..
في تلك اللحظة فور وصول أكازاكي بجانب رين، فإن الجميع كان ينتظر أن يقوم بضرب رين أو يفعله له شيئ، ولكن حدث عكس ما يتوقعه الجميع، أكازاكي إبتسم بينما يضم يديه وينحني للأسفل قائلا:
“أعتذر بدل هؤلاء الأوغاد التابعين لعشيرتي أيها الزعيم…”
كان الجميع صامتا تماما لو سقطت إبرة لسمعها الجميع، بينما يتسائلون حول هوية هذا الفتى الذي ينحني له أكازاكي، كان رين يبتسم بينما يقول:
“لقد مر زمن أكازاكي…”
وقف أكازاكي أمام رين قبل أن تنقض شينومي على رين من الخلف بينما تمسكه من عنقه:
“أيها الوغد لقد إشتقت لك، أين كنت ؟”
كان رين يختنق بينما بالكاد يتنفس تحت ذراعي شينومي قبل أن يصرخ أكازاكي بغضب:
“فلتتركيه أيتها الحمقاء أنتي تخنقينه…”
قامت شينومي بإفلات رين الذي بدأ بحك عنقه فهيا كادت تخنقه، قبل أن يبدأ الشجار بجانبه..
“أتدعوني بالحمقاء أيها الوغد، أتريد الموت ؟”
“لولا الزعيم لما كنت قاتلتك”
“هو زعيمك أما أنا خالته الصغيرة، لا تتدخل بما لا يعنيك..”
“سحقا لك، سأقتلك حقا…”
كانت رؤوس الإثنان تتناطحان في بينهما ما جعل رين يبتسم قائلا من الجانب:
“تبدوان كحبيبين رائعين…”
وسط صراخهم فإنهم إلتفتو لرين بغضب بينما يصرخون معا:
“نحن لسنا حبيبين….”
“نحن لسنا حبيبين….”
تفاجئ رين من كلاهما فنية قتلهما إتجاهه كادت تقتله بسنما يقول بداخله.
‘تبا ما الذي حدث لي أنا زعيمك، وأنا إبن أختك وخالتك، لا أعلم أي نوع من الأشخاص يحيطون بي’
في تلك اللحظة دخل آرثر ما جعل الجميع ينحنون واحدا تلو الآخر قبل أن يصل بإتجاه شينومي وأكازاكي اللذان يتشاجران دون أن يلقيا أي إنتباه لحضوره الملفت ما جعله يغضب بعض الشيء..
بوووم بوووم
قام آرثر بضرب كلاهما على رأسه ما جعلهما يتراجعان قليلا:
“مازلتما تتشاجران منذ كنتما صغار، أنتم لن تكبرو مطلقا…”
في تلك اللحظة تكلم آرثر:
“يبدو أن موعد رحلتنا قد وصل، لنذهب…”
في تلك اللحظة تكلم رين:
“إنتظرو لحظة أنا لم آكل شيئا…”
في تلك اللحظة جاءت النادلة مسرعة، فهيا كانت تحمل طلبات رين ولكن إنتهى بها الأمر بالبقاء في الخلف بسبب القتال السابق..
قام رين بالجلوس قبل أن تحضر تلك النادلة طبق الأخطبوط المشوي بينما تضع قارورة النبيذ بجانبه، تفاجئ رين من مجسات الأخطبوط أمامه قبل أن تتجعد حواجبه بينما يقول:
“اااه يبدو أني نسيت بأنها مدينة ساحلية، هل لديكم سمك عادي”
كان منظر مجسات الأخطبوط مقرفا لرين لهذا لم يرد أكله، فورا قامت النادلة بأخذ طبق الأخطبوط المشوي بينما رين كان ينظر ناحية زجاجة النبية فإن أكازاكي أمسك بها قائلا:
“أظنك مازلت صغيرا لتشرب هذا، لذا سآخذه أنا….”
تفاجئ رين مما فعله آرثر ولكنه لم يقل شيئا بينما يسمع كلمات آرثر مجددا:
“لقد إرتكبت خطيئة كبيرة يا فتى، لقد قتلت ذاتك، أنت الآن بدون أحلام ولا حب بهذا أنت لن تصل لشيء ولن تشعر بشيء مطلقا، أنت تحاول مسايرة الوضع لا غير، أنا محق أليس كذلك…؟”
صمت آرثر بينما ينتظر إجابة رين ولكن لم ينطق ولا كلمة قبل أن يقول آرثر مجددا:
“ليس وكأنك ستتحدث، ولكن تأكد أن الأحلام تجعلك تسعى لتحقيقها، بينما الحب يجعلك تتعلم ماهية الشعور….”
كان آرث يفهم حالة رين جيدا وهذا سبب قوله هذا الكلام، ومن الجانب بينما كان آكازاكي يقوم بتوبيخ شين وحراسه فإن شينومي كانت جالسة بجانب آرثربينما تستمع لكل كلمة يقولها، يمكن القول أنها إحدى المرات القليلة التي شاهدت بها آرثر جاد ويقول كلاما حكيما مثل هذا…
بعد بعض الصمت فإن النادلة قاطعت صمتهم بينما تقدم وجبة رين الذي بدأ الأكل بهدوء قبل أن يجلس أكازاكي هو الآخر فور أن قام بتوبيخ شين وحارسيه، كان الجميع صامتا بينما رين يأكل بهدوء قبل أن يقوم آرثر بفتح زجاجة النبيذ بينما يشرب…
قام آرثر بالشرب بشراهة حتى أنه أكمل نصفها مرة واحد قبل أن يحمل قارورة النبيذ قائلا:
“أنت فقط تدفع نفسك بين ثنايا الماضي، لم يبقى هناك وقت للندم، عليك البدء من جديد يا فتى… الفائزون هم من يتلقون المجد ويكتبون التاريخ، أما الخاسرون فهم مجرد تاريخ على ورق…”
بدت كلما آرثر حكيمة جدا حتى أن أكازاكي وشينومي إستمعا لها بصمت بينما رين أوقف الأكل، لقد كان هناك بعض الألم داخل صدره، لقد أصبح يحس ببعض الإختناق..
قام آرثر بالوقوف بينما يحمل زجاجة النبيذ ليخرج من المطعم مخلفا بضع كلمات أخرى:
“لا تنسى ما وعدت به معلمك….”
“على كل، حين تكملون أمام أنتظركم أمام مصفوفة النقل…”
كان رين جالسا فاقط بينما ينظر ناحية طبقه بهدوء بينما يفكر في كل كلمة قالها آرثر الآن، بينما يخمن حول ما وعد به معلمه… لم يعلم رين ما يفعله حقا بينما يحاول التذكر كون قلبه محاطا بالظلام…
“لقد وعدتني أن تصبح أقوى وتقف على القمة…”
في تلك اللحظة بدى وكأن الأمر حقيقة بينما يقف رين ويدير رأسه لكل جانب بحثا عن مصدر ذلك الصوت ولكن دون فائدة..
لقد كان صوت سيلفر، في الغالب هيا مشاعر الإشتياق والحزن الذي يشعر بها رين جعلته يتوهم صوت سيلفر…
في تلك اللحظة وقف أكازاكي وشينومي بينما يقول كلاهما:
“أرجو من الجميع المغادرة حالا….”
لم يفهم أحد ما يحدث ولما يطلبون منهم الخروج ولكن أكازاكي صرخ مجددا:
“فلتخرجو فورا وسأعوضكم عن كل شيء لاحقا…”
لم يفهم أحد ما يحدث ولكنهم شاهدو ردة فعل أكازاكي المنفعلة وهذا جعلهم يخرجون بسرعة…
لم يكن الأمر سوى دقائق فقط ليكون ذلك المطعم خالي تماما بينما يقوم أكازاكي بتفعيل قوته لإرسال بعض الهالة التي قامت بإغلاق كل النوافذ والأبواب، ولكن حتى شينومي وأكازاكي قاما بالخروج رفقة مالك المطعم ليبقى رين جالسا في تلك الطاولة وحيدا…
كان رين جالسا ويفكر ويفكر حتى يكاد عقله ينفجر وقلبه يتمزق قبل أن يقول:
“أظنني حدت قليلا عن المسار أليس كذلك يا معلمي ؟”
بدأت عينا رين تومضان ببريق خفيف قبل أن تنزل أول دمعة على خده ما جعل رين يتفاجئ ويقول:
“أنا أبكي….؟”
“آسف معلمي…”
كانت أول دمعة لرين منذ زمن تنزل بصعوبة ولكن فور نزولها فإن شلالا من الدموع بدأ يهبط على الطاولة…
“لا أريد أن أبكي، أريد معلمي سيلفر، معلمييييي……”
“اااااه……”
من الخارج بدأ أكازاكي سماع صرخات رين وبكاؤه رفقة شينومي وحتى من خرجو من هناك تفاجؤو بينما يتسائلون حول ما يحدث مع الفتى الذي بقي هناك قبل أن تتنهد شينومي:
“أشعر بالأسف على رين، لا يزال صغيرا على تحمل كل هذا…”
كان أكازاكي يوافقها الرأي ولكنه قال:
“رغم أنه صغير ولكنه يجب أن يتحمل فهوأملنا ومفتاحنا ومصدر قوتنا، يجب أن يصبح أقوى مهما تطلب الأمر….”