دفاع الخنادق - الفصل 5
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
إعدادات القارئ
حجم الخط
A- A+نوع الخط
لون الخلفية
الفصل الخامس: أعظم عرض سيرك في العالم
[أضعف ملك شياطين، ذي الرتبة 71، دانتاليان التقويم الإمبراطوري: العام 1505، الشهر 8، اليوم 20 نيفيلهيم، قصر العمدة
الخارج كان مليئا بأصوات الناس.
أمام البوابة الرئيسية لقصر كبير عدة عربات كانت متواجدة هناك. وبدون أي توقف آنسات ورجال محترمون واصلوا النزول من العربات. أشكالهم وملابسهم كلها تختلف ولكن كان هنالك شيء واحد متماثل بينهم جميعا: جميعهم يملكون قرونا على رأسهم.
أنا كنت جالسا في عربة من تلك العربات وأنا أنظر إلى الخارج من النافذة.
“على ما يبدوا فإنه لن يحضر الكثير من ملوك الشياطين.”
“الحضور إلى تجمع ليلة والبورغيش ليس إلزاميا. ملوك الشياطين الذين يفضلون الوحدة على الأرجح لن يحضروا. ملك الشياطين ذي الرتبة الأولى باال وملك الشياطين ذي الرتبة الثانية أغاريس لن يحضرا.”
“إذا لما يجب علي أنا الحضور؟ هذا حقا مزعج.”
“هذا اللقاء اليوم يتم عقده من أجل نقاش تدابير مضادة للوباء. إنه سيكون من الصعب لجلالتك الذي يملك احتكارا على الدواء للوباء أن لا يحضر.”
“إذا هذه مشكلة بسبب كوني كفوء للغاية.”
بعد مدة من الصمت لابيس لازولي قامت بالتمتمة بصوت خافت.
“…….يا جلالتك. كما توقعت، هذه لا يجب عليها الدخول مع جلالتك.”
“هل ما زلتي تقولين ذلك؟”
أنا بدأت بالتذمر قليلا.
“أنت خطيبتي. أي مرأة سوف أخذها معي إلى حفلة الرقص هذه من غير خطيبتي؟”
في هذا التجمع لقد تم تجهيز نوع من أنواع الترفيه قبل بدأ النقاش بشكل رسمي. ونوع الترفيه ذلك هو حفلة رقص صغيرة.
أنا قد اخترت لابيس لازولي لتكون شريكتي في حضور الحفلة. هذا خيار واضح. ولكن، على ما يبدوا فإن أنستنا لالا هنا ليست مرتاحة مع قراري هذا.
“ليلة والبورغيش هو تجمع خاص بملوك الشياطين. فقط أسياد ذوي أعلى درجات المكانة يملكون الحق للحضور معهم. هذا ليس مكانا يجب على منبوذة ذي دماء مختلطة مثل هذه التواجد فيه.”
“وبالرغم من ذلك فإنه ليس هنالك أي قانون يقول بأن شريكك في الحفلة يجب أن يكون ملك شياطين أو مثل ذلك. إنه لا بأس أن أحضر أي شخص أريده.”
“بالرغم من أنه ليس هنالك أي قانون ضد ذلك إلا أن التقاليد……”
“أأأه، أنا لا يمكنني سماعك- أنا لا يمكنني سماعك-.”
لابيس لازولي قامت بإغلاق فمها.
قراري لن يتغير حتى ولو قمتي بالتحديق إلي بأعين الانزعاج تلك.
دانتاليان حاليا يتلقى كمية هائلة من الاهتمام كونه البطل الرئيسي في قصة رومانسية.
رجل قد أعماه الحب. هكذا أبدوا للأشخاص الأخرين. إنه من المستحيل أن أترك لابيس لازولي الأن لأحضر لوحدي.
بالإضافة، لقد بدأت تعجبني هذه التمثيلية. مغفل قد قام بغمس نفسه في الشغف لدرجة أنه قد فقد كامل عقلانيته الخاصة. أليس هذا مناسبا؟ ليس هنالك أي شخص سوف يكون حذرا بالقرب من مغفل مثل ذلك.
الأشخاص الأذكياء فقط سوف ينظرون إلي باستهزاء فقط. وبعد ذلك فإنهم سيسيئون الفهم ليعتقدوا بأن المسؤول الحقيقي خلف كل هذا هو لابيس لازولي. جميع الشكوك سوف تركز على لابيس لازولي بينما أنا سوف أستمتع بأيام حريتي…..
هل أنا لربما عبقري؟
هذه حقا الخطة المثالية.
شكرا للموت الأسود لقد استطعت الحصول على كمية هائلة من المال، والأن كل ما تبقى هو أن أقوم بعزل نفسي في قلعتي لأعيش بقية أيام حياتي كمنعزل. البوابة إلى الجنة متواجدة أمام عيني فورا.
“……..يا جلالتك، حاليا تعابيرك مشابهة للغاية للتعابير التي تكون على وجهك عندما تفكر بشيء منحرف.”
اخرسي.
بعد مرور 20 دقيقة المدخل الرئيسي قد أصبح فارغا مقارنة مع السابق. وفي هذا الوقت فإننا قمنا بالنزول من العربة والاتجاه إلى داخل قاعة التجمع. لقد انتظرنا حتى الأن كوننا لم نرد أن يعيق ملوك الشياطين الأخرين طريقنا.
حارس البوابة قام بالإعلان بصوت مدوي فور ملاحظتنا.
“ذي الرتبة 71، ملك الشياطين دانتاليان يدخل.”
وفورا جميع المجتمعين في القاعة التفتوا لينظروا إلى جهتنا.
أنا قمت بالاتجاه إلى ركن من أركان الغرفة متجاهلا نظرات الجميع. أصوات تهامس الجميع حولي قد وصل إلى أذاني. وبالرغم من أنني لم أكن قادرا على سماع ما يقولونه إلا أنني متأكد بأنها ليست كلمات جيدة. إنهم على الأرجح مشمئزون من حقيقية حضوري رفقة هجينة كشريكي.
أنا قمت بالهمس.
“أنا أحس وكأنني أصبحت مشهورا للغاية.”
“هذه الخادمة تعتقد بأنه لا يجب علينا المبالغة إلى درجة الإمساك بأيدي بعضنا البعض.”
“وما المشكلة كوننا نظهر كمغفلين بشكل مناسب؟”
بالمناسبة، حاليا نحن ممسكين بأيدي بعضنا البعض بشكل حميمي.
أنا قمت بالابتسام قليلا.
“لا تكرهي شيئا فقط مثل إمساكنا أيدي بعضنا البعض. أنا أيضا أخطط تقبيلك بعد قليل.”
“إذا فإنه سوف يتم قطع لسانك يا جلالتك.”
“أنا معجب أكثر بطريقة ردك العدائية تلك.”
“بالطبع يا جلالتك.”
“أوه، لازولي. لا تعيشي بأنانية إلى هذه الدرجة. نحن حاليا العشيقين الذين يمثلان في أكبر فضيحة على وجه القارة. الجميع يطالبون عرضا منا. ألا يمكنك التضحية بشفتيك تلك قليلا من أجل تقديم خدمة للمجتمع؟ ضحي قليلا من أجل الجميع.”
“إنه لحقا من صادم أن تتلقى هذه نصيحة حول التضحية من أكثر شخص أناني على وجه هذه القارة…..”
“أنا فضولي لذلك فإنه يجب علي أن أسأل. هل تعلمين بأنه كلما تكلمت بتلك الطريقة الباردة فإن شفتيك تلمعان بضوء مغري للغاية؟ لو من الممكن أنك تحاولين إغرائي بتلك الطريقة فإنه…..”
*دوس*
لابيس لازولي بدأت بالدوس على أصابع قدمي.
“يا لها من ردة فعل لطيفة. أنا بدأت أعجب بك أكثر فأكثر.”
“يا لها من مصادفة. هذه الخادمة قد بدأت تكره جلالتك أكثر فأكثر.”
“نحن سوف نصل إلى أرض وسطى يوما ما.”
“أرجوك أبقي في بالك يا جلالتك بأن تلك الأرض الوسطى لن تكون أبدا فوق سرير ما.”
“يا لها من واجهة بائسة.”
أنا قررت أن أتراجع قليلا هنا. حقا ليس هنالك أي شيء أكثر إمتاعا من إغاظة امرأة كفؤة.
جنيات قمن بالاتجاه إلينا حاملات صواني محملة بكؤوس مليئة بالنبيذ. أنا قمت بأخذ كأس من النبيذ الأبيض. لا بيس لازولي وأنا، بانسجام (أنا أعترف بأنني أستخدم هنا كلمات يمكن مناقشتها بشدة) استمتعنا بوقتنا ونحن ننتظر بدأ الحفلة.
باستثناء الجنيات فإنه لم يقترب منا أي أحد أخر. الجميع واصلوا النظر إلينا من بعد فقط. أنا بدأت أشعر وكأنني أصبحت فرسا نهريا في حديقة حيوانات.
بالرغم من ذلك فإنني استطعت إمضاء وقتي باستمتاع.
إنه لحقا من المثير الاهتمام رؤية كيف يبدوا ملوك الشياطين في الواقع ، في السابق لم أكن أستطع رؤيتهم سوى كصور مرسومة في [هجوم الخنادق]. ذي الرتبة التاسعة بايمون، ذي الرتبة الثامنة بارباتوس، ذي الرتبة الخامسة مارباس……. هل هذا هو مستوى أعلى ملوك الشياطين رتبة؟ إنهم أعداء أقوياء قد هزموا شخصيتي في اللعبة مرارا وتكرارا.
“أنا أتمنى أن أقدم ترحيبا لجميع السادة الذين استطاعوا الحضور هنا اليوم من أجل تجمع ليلة والبورغيش. إسمي هو أيفار لودبروك وأنا من شركة كيونكوسكا. بالمناسبة لقد تلقيت الليلة شرف كوني مضيف هذا التجمع.”
رجل عجوز محترم قام بالتقدم إلى منتصف القاعة. تصفيق صغير صدر من بضعة ملوك الشياطين. أنا أحسست وكأنه فقط ستة ملوك شياطين قاموا بالتصفيق بينما الأخرين فقط قاموا بالنظر إلى الرجل العجوز بأعين خالية من أية مشاعر.
ومن جهة أخرى فإنني قمت بالعبوس قليلا.
“أيفار لودبروك؟”
“نعم. ذلك الرجل هو أغنى رجل في عالم الشياطين وهو مالك شركة كيونكوسكا ومصاص دماء حقيقي. ذلك هو أيفار لودبروك. وذلك هو الشخص الذي قامت هذه بخيانته شكرا لك يا جلالتك.”
“همم..”
ذكر هاه.
أيفار لودبروك هو شخصية تظهر في اللعبة أيضا. ولكن أيفار لودبروك الذي أعرفه مختلف قليلا عن هذا المتواجد أمامي.
أنا قمت بالانتظار لأرى ما الذي سوف يحصل الأن باهتمام شديد.
“قبل أي شيء أخر، أنا أريد توضيح جدول أعمال اليوم. أولا، دوق الجحيم قد فارق الحياة الشهر الماضي. وبسبب عدم توفر أي وريث شرعي فإنه يجب علينا اختيار الدوق التالي بأسرع وقت ممكن. أنا أتمنى الحصول على أراء ملوك الشياطين هنا و……”
“مهلا. مهلا لحظة واحدة أيها الرجل العجوز.”
صوت فتاة قد صدر في القاعة.
الجميع التفت لينظر إلى مصدر الصوت.
القاعة لا تملك مصدر ضوء جيد لذلك فإنها تبدوا مكتومة في ظلام شديد نوعا ما. هنالك عدة شموع تطفوا في الأرجاء وهي مصدر الضوء الوحيد في هذه القاعة. الشموع الصفراء واصلت بالطوفان من مكان إلى أخر في القاعة مظهرة شخصا ما للحظة واحدة. ولكن هذا يدوم للحظة واحدة لتطفوا الشمعة إلى مكان أخر وليغطي الظلام ذلك المكان مرة أخرى.
“بسبب ذلك الوباء الملعون جميع طرق السفر عن طريق التنقل الآني قد تم إيقافها. جميعا قد وصلنا إلى هنا عن طريق الركوب على مكانس سحرية لعدة ساعات وهذه طريقة سفر جميعا لسنا معتادين عليها. وهل تعرف ما الذي يعنيه هذا؟ هذا حقا أفضل وقت لنقاش أمور سياسية تافهة ومملة.”
ضوء الشمعة قام بعكس وجه الفتاة.
الفتاة تملك شعرا أبيض مثل الثلج.
لربما أعينها تلمع بضوء ذهبي ولكنه لمن من المؤكد أنها تملك نظرة تسخر من جميع من في هذا العالم باستثناء نفسها. مهما نظرت إليها فإنها تبدوا وكأنها فتاة لا يتجاوز عمرها 14 سنة، ولكنها هي أيضا ملكة شياطين. ملكة شياطين قد عاشت لأكثر من 500- ذي الرتبة الثامنة بارباتوس.
بالمناسبة، أنا لا أعرف إن كانت تحاول أن تحقق منظرا متوازنا مع شعرها الأبيض إلا أن صدرها مسطح كليا مثل مسطحات سيبيريا العظيمة. إنها من جميع الجهات تبدوا مثل فتاة صغيرة.
“يا جلالتك بارباتوس. نحن نتفهم ذلك ولكن الموضوع ضروري…..”
“بالطبع. وباء ينتشر في جميع أرجاء القارة وهنالك سبعة ورثة في منطقة الجحيم يتسببون بحرب داخلية وبسبب الحرب الداخلية في مملكة ساردينيا فإن النبلاء الذين لم يستطيعوا الفوز قد بدأوا بالانقلاب. أين نحن باستثناء عصر فاسد؟ بالرغم من ذلك العالم كان فاسدا منذ 100 سنة، منذ 200، وحتى منذ 500 سنة العالم كان هكذا.”
بارباتوس قامت برفع الكأس في يدها اليمنى.
“حتى ولو تم تأخير التجمع لبضعة ساعات فإنه لن يتغير أي شيء يا مصاص الدماء العجوز. اشرب بعض النبيذ ولا تقل أي شيء أخر. اسمح لنا بالاستراحة قليلا.”
“أممم…..”
الرجل العجوز، أيفار لودبروك قام بفتح وإغلاق فمه بدون أن يجد أي شيء ليقوله.
مصاص الدماء الحقيقيين لربما هم نبلاء بين الشياطين ولكنهم مازالوا أقل مكانة من ملوك الشياطين. إنه من الصعب لأي شخص تجاهل اقتراح تأجيل التجمع مباشرة.
إلا لو كان ملك شياطين ذي رتبة مماثلة.
“جاهلة تماما مثل السابق يا بارباتوس.”
هذه المرة صوت مرأة ناضج صدر في القاعة.
“أنت يمكنك شرب النبيذ متى ما أردت. أنت دائما ما تغرقين نفسك في النبيذ طوال العام لذلك لما لا تحاولين الصبر قليلا لهذه الليلة فقط؟ هذا إن كنت تعرفين معنى كلمة ‘الصبر’ أصلا.”
ضوء شمعة قام بإظهار شكل هذه المرأة.
بشكل معاكس لبارباتوس فإن هذه المرأة تملك شعرا أحمر للغاية وأعينها تلمع وكأن الشخص الوحيد الذي تسخر منه في كامل هذا العالم هو بارباتوس.
لابيس لازولي قامت بالهمس في أذني بصوت خافت.
“تلك هي ذي الرتبة التاسعة، بايمون. كراهيتها تجاه بارباتوس معروفة للجميع.”
“أنا يمكنني معرفة ذلك بدون أي شرح. تلك الكراهية واضحة بسبب كون التوزيعات غير عادلة على الإطلاق. لو كنت في مكان بارباتوس فإنني على الأرجح كنت لأكره بايمون أيضا.”
“التوزيعات؟”
أنا قمت بالإشارة إلى بايمون باستخدام ذقني. لابيس لازولي اتبعت إرشادي لتنظر إلى ملكة الشياطين.
أعين لابيس لازولي قامت بالوصول إلى صدر بايمون. بشكل مختلف عن بارباتوس فإن بايمون تمتلك صدرا يستحق الفخر. هذا دليل على أن الطبيعة حقا ليست عادلة.
لابيس لازولي قامت بالتنهد.
“……يا جلالتك. أرجوك شارك في اللقاء بشكل جدي.”
“كلما رأيت تلك التلتين المرتفعتين فإنني أشعر بالانذهال. هذا نفس الشعور الذي تشعرين به عند رؤيتك منظرا طبيعيا خلابا.”
“أرجوك أدرك يا جلالتك بأنك تبدوا وبحق الأن قذرا للغاية.”
“لالا، أنا شخص يكره الخروج إلى الخارج أكثر من الموت. أنا حاليا أختبر الموت بشكل واقعي. لو مللت من إغاظتك فكيف سيمكنني مقاومة رغبتي في قتل نفسي؟”
لابيس لازولي أصبحت صامتة.
وبدل ذلك فإن الضغط على قدمي اليمنى قد ازداد.
أنا قمت بالابتسام متجاهلا الألم من أصابع قدمي.
“هذا هو ثمن تعذيبك لي بشكل يومي. لتعاني الأن من أجل متعتي.”
“…….هل حقا يا جلالتك كرهت إيقاظ هذه الخادمة لك في الصباح إلى تلك الدرجة؟”
“كل شخص يملك ساعتهم الجسدية. أنا شخص لا يجب عليه الاستيقاظ في الصباح على الإطلاق.”
“أنا أعتقد أن نوم 16 ساعة بشكل يومي لهو ليس بسبب ساعة جلالتك الجسدية. هذه الخادمة تعتقد بأن المشكلة ليست مشكلة جسدية بل تكمن المشكلة في عقلية جلالتك.”
“باختصار، هل تريدين القول بأن عقليتي خاطئة وأنها عفنة مثل أقذر الأماكن في العالم؟”
“اليوم، في هذا المكان فإن هذه الخادمة أدركت لأول مرة بأن جلالتك يملك قدرة استنتاج مذهلة.”
“لالا، أنا يجب علي النوم 15 ساعة في يوم واحد.”
“مهما كانت الكمية أو السبب، هذه الخادمة لا يمكنها السماح لك بأكثر من 7 ساعات.”
“ماذا؟ 7 ساعات؟”
حدة صوتي ارتفعت قليلا.
“7ساعات؟! هل أنت تمزحين معي؟ إنه من الأفضل لو أخبرتني أن أستلقي لأنهض فورا. الأشخاص بحاجة إلى 12 ساعة من النوم على الأقل.”
“هذه الخادمة لا تنام أكثر من 4 ساعات بشكل يومي منذ اليوم الذي جالت فيه هذه الأزقة الخلفية للمدن لمدة أكثر من 30 عاما.”
“أوووه، إذا هذه هي اللحظة التي نكتشف فيها لما أنت شخص متحجر القلب ومعدوم المشاعر إلى هذه الدرجة. وأخيرا لقد اكتشفت لما مشاعرك ثائرة بشكل يومي وكأنك تعانين من دورة شهرية أبدية.”
“يا جلالتك، معظم الأشخاص لا ينامون سوى 7 ساعات بشكل يومي.”
“ومعظم الأشخاص مخطئون. ألم تسمعي ما الذي قالته بارباتوس؟ ألم تشهد هي بأن العالم سواء في الحاضر أو الماضي قد كان قذرا؟ هذا كله بسبب قلة النوم. هذا استنتاج منطقي كليا ولا يمكن مناقشته.”
“ذلك مستوى من المنطق سوف يجعل حتى سقراط يبكي.”
(هههههههههههههههههههه…..)
ومرة أخرى، لابيس لازولي وأنا قد فشلنا في الوصول إلى أرض وسطى دبلوماسية.
15 ساعة و 7 ساعات، الفارق بين الإثنين كبير للغاية. لو واصلت الأمور هكذا فإن حربا ستندلع. المأساة ستتكرر.
نحن أيضا لسنا الوحيدين اللذان تتعرض علاقتهما لضرر. في القاعة بايمون وبارباتوس قد بدأتا حرب نفسية طاحنة ضد بعضهن البعض.
بارباتوس بدأت الضحك بسخرية.
“بايمون. أنستنا العاهرة الأنيقة! لقد سمعت خبر بأنك وأخيرا قد مارست علاقة مع سنتور البارحة. فخذيك يجب أن يكونوا متجمدين للغاية من ذلك، ولكنني أرى أنك استطعت الزحف ووصلت إلى هنا بشكل جيد. أو ربما هل فمك السفلي قد سبق وأصبح واسعا لدرجة أنه يمكنك التعامل مع شيء مثل سنتور بسهولة؟ هم-؟”
(سنتور: كائن جسده العلوي بشري وجسده السفلي حصان.)
“الأشخاص لربما سيعتقدون بأنك جاهلة بسبب كون كلماتك قذرة إلى تلك الدرجة. بارباتوس، أنت يجب عليك التحلي ببعض الأداب. لقد واصلت التصرف مثل طفل لأكثر من 500 سنة لذلك فإنه قد حان الوقت لتتصرفي مثل شخص ناضج قليلا.”
بايمون قامت برفع حافت فمها وبعد ذلك فإنها قامت بتغطية فمها باستخدام مروحتها.
إنها قد أظهرت بسمتها عن عمد قبل أن تقوم بإخفائها.
“بجسد مثل ذلك أنت لن تكوني حميمية أبدا مع رجل حقيقي. بما أنك لم تستطيعي بدأ ولو حتى علاقة حقيقية واحدة طوال حياتك فإنه لمن الطبيعي أن تظلي فتاة صغيرة. أوه يا عزيزتي، أنا أسفة. إنه لمن الخاطئ السخرية من شخص أخر بسبب شكل جسدهم…..هذه السيدة قد تجاوزت حدها.”
“-الأمر ليس وكأنني لا أستطيع الحصول على رجل ما، بل أنا عن عمد لا أريد الدخول في علاقة ما مع شخص أخر. أيتها الأنسة العاهرة. أنا عازبة بخياري. بالطبع فتاة مثلك ترمي جسدها من رجل إلى رجل أخر مثل منشفة قذرة لن تفهم أمرا مثل ذلك.”
“أها، لا داعي للتوضيح. هذه السيدة تفهم بشكل كامل.”
بايمون قامت بالابتسام قليلا بينما السخرية ملأت بسمتها.
“أنت لا يمكنك الحصول على أي فاكهة لذلك فإنه من المريح لك أكثر عقليا التظاهر بأنها جميعا حامضة وأنك لا تأخذين ولا واحدة منها عن عمد. بارباتوس، أليس من الممتع بحق رؤية الناس وهم يحاولون إقناع أنفسهم؟ أنا يمكنني القول أنني أحس وكأنني أرى درجة افتقارهم للذكاء…..”
“………”
بارباتوس قامت بإغلاق فمها بقوة لدرجة أن أسنانها بدأت تصدر صوت صرير من شدة الغضب.
أنا كنت متأثرا بشدة من المحادثة بين بارباتوس وبايمون، ولهذا فإنني قمت بإخبار لابيس لازولي بما أشعر به الأن.
“لالا، أنا لربما أملك كراهية هائلة تجاه العالم الخارجي، ولكن لو رافقتني تلك الفتاتين فإنني لن أمانع الخروج إلى الخارج. فقط الوقوف هنا والاستماع إليهما يضعني في مزاج جيد.”
“هذه الخادمة تعتقد بأن ذلك بسبب كون جلالتك عفنا كليا حتى الداخل.”
“هل تعتقدين بأنه سيكون من الممكن لي أخذهما في موعد معي في آن واحد؟ أنا سوف أخرج معهما ولأتراجع بعد ذلك إلى الخلف وأراقبهن وهن يتقاتلن.”
“الألهة ستكون مصدومة، الناس سيكونون مصدومين، وحتى الحكماء سيكونون مصدومين لدرجة أنهم سينهضون من قبرهم مرة أخرى بسبب شخصية جلالتك.”
لابيس لازولي قامت بالتنهد.
“طوال 300 سنة الماضية، بارباتوس وبايمون قد خاضتا حربا ضد بعضهما البعض لأكثر من 14 مرة. إنهن يملكن أسوء علاقة ممكنة بين ملوك الشياطين. هذه الخادمة تنصح جلالتك بسبب ولائها أن تتخلى عن حلمك الصغير ذلك.”
“إنهن يبدأن حربا ضد بعضهن البعض كل 21 سنة؟”
الحرب ليست بلعبة أطفال. إنها تستهلك كمية هائلة من الجنود، الموائن والوقت. إن لم يكن يكرهن بعضهن البعض بشدة هائلة فإنهن ما كن ليبدأن حربا كل بضعة سنوات.
“يا لهن من فتيات وحشيات للغاية. أنا مهتم فيهن الأن أكثر.”
“هذه الخادمة قد بدأت تقلق بشدة بشأن ذوقك في النساء يا جلالتك. هذه الخادمة فقط تتمنى أن تقول أن هذا القلق لا داعي له……”
“أين هي الثالثة؟”
لابيس لازولي قامت بإمالة رأسها.
“عفوا؟”
“أنا أتكلم عن الثالثة. الشخصية الثالثة. العالم هو بمثابة كون مصغر، ولهذا فإنه يملك عادة لإبقاء الأمور متوازنة. أنظري إلى هناك. الشخصية الأولى هي أنسة صغيرة تعيش والشتائم والكلمات القذرة على حافة لسانها، ومن جهة أخرى فإن الشخصية الثانية هي امرأة تتظاهر بأنها محترمة ولكنها تعيش حياتها وهي تقول كل ما تريده. توازن الكون محطم هنالك بشدة…..”
أنا قمت بهز رأسي قليلا.
“اللقاء بدون أي شخص وسيط ما كان ليدوم طوال السنوات الماضية. بالتأكيد هنالك شخص محترم يقدر على التحكم بتلك الفتاتين اللتان تتصرفان مثل أفراس نهرية في موسم التزاوج. مرأة مثل تلك هي على الأرجح مرأة ستلائم ذوقي أكثر.”
وكما توقعت.
“أنتما الإثنتين. إهدئا فورا.”
صوت نكد مدوي صدر في القاعة.
“بسبب مشاكلكما الشخصية اللقاء قد توقف. ما رأيكم في إظهار بعض الاحترام لأيفار لودبروك الذي تقدم ليكون مضيفنا اليوم.”
ملوك الشياطين الذين كانوا مشغولين بالنقاش والهمس بين بعضهم البعض قد أغلقوا فمهم فورا.
شمعة قامت بإظهار وجه المتكلم الجديد.
ذي الرتبة الخامسة مارباس.
الشخصية الجديدة يملك ثوبا أوروبي الشكل على كتفيه وذي حجم جسدي كبير……الشخصية الجديدة هو رجل أصلع عملاق.
لابيس لازولي قامت بالهمس.
“هذه الخادمة حقا لم تملك أي سبب لتقلق بشأن ذوق جلالتك في النساء.”
“……أنا أسحب كامل ما قلته سابقا.”
“مارباس معروف بشهرته بين النساء، ولكن هذه الخادمة لم تتوقع أنه يستطيع جذب حتى شخص من نوع جلالتك.”
فور تدخل ملك الشياطين الأكبر رتبة بين الحاضرين فإن جو القاعة أصبح أكثر هدوء. أيفار لودبروك واصل اللقاء بسرعة بعد تلقيه مساعدة مارباس. بينما أنا بدأت بشرب بعض النبيذ فإنني واصلت الاستماع إلى مختلف المواضيع التي يناقشونها.
♦♦♦♦♦
الوقت واصل المرور ببطء.
الأمور كانت لتكون ممتعة لو حدث جدال أخر ولكن كل من بارباتوس وبايمون قد ظلتا صامتتين. لذلك فإنني لم أستطع إيجاد أي نوع من أنواع الترفيه في هذا اللقاء.
هذا الموقف المضجر قد جعل أعيني تواشك على الانغلاق كليا. لولا لابيس لازولي التي واصلت قرص جانبي فإنني كنت على الأرجح قد سبق وغط النوم علي.
بينما أنا كنت أخوض معركة دموية ضد نعاسي فإن بايمون وأخيرا قد فتحت فمها مجددا.
“يا زملائي الأعزاء ويا أيفار لودبروك. قبل بدئنا نقاشنا حول الوباء، هنالك حادثة يجب علينا الاهتمام بها أولا.”
“وما هي تلك الحادثة يا جلالتك؟”
“حادثة قتل. أنا متأكدة أن الجميع هنا يعلم بشأن الحادثة المشينة التي حدثت منذ بضعة أيام. قريبنا أندروماليوس ذي الرتبة 72 قد تم قتله.”
أرا أرا؟
أنا قمت برمش عيني التي يغطيهما النعاس.
بايمون تجذب الأن موضوعا جديا بعض الشيء.
“أندروماليوس، لقد كان رجلا ليس بمحترم وبالرغم من أنه كان يتصرف بطرق غير مناسبة بملك شياطين إلا أنه مازال واحدا منا، ملك شياطين مثلنا.”
بخطى صغيرة بايمون بدأت بالاتجاه إلى وسط القاعة. كل خطوة قامت بأخذها قامت بإزالة القليل من النعاس في جمجمتي. بالوقت الذي وصلت فيه إلى وسط القاعة فإنني قد سبق وأصبحت يقظا بالكامل.
“مهما كانت القارة كبيرة فإن عدد ملوك الشياطين هو 72 فقط. نحن عرق مكون من 72 شخص فقط. قيمة كل واحد منا لثمينة لدرجة أنه لا يمكننا المقارنة مع الأعراق الأخرى. وواحد من أقربائنا ذلك تم قتله بدون رحمة.”
بايمون قامت بالالتفات لتحدق إلي.
المشاعر المتواجدة في تلك الأعين الحمراء هي بدون أي شك مشاعر عدائية.
“الجميع هنا بالتأكيد يعرفون جدية هذه الحادثة. المسؤول عن قتل قريبنا يجب أن تتم معاقبته بشكل عادل.”
وفور ذلك جميع ملوك الشياطين قد التفتوا إلى جهتي.
“…………..”
صوت تحذير بدأ بالصدور في عقلي.
الرغبة في النوم التي كانت متواجدة سابقا في عقلي قد اختفت فورا وفي نفس الوقت فإن وعي أصبح باردا للغاية. هجوم غير متوقع. موقف لم أجهز له مسبقا. عقلي بدأ بالعمل بسرعة بعد إدراكه بأنني في خطر.
لماذا؟
الزمن حولي بدأ يصبح أبطء فأبطئ.
‘لما تهاجمني بالرغم من أنني كنت واقفا بدون فعل أي شيء؟’
المعلومات البصرية التي أوقفت سابقا دخولها إلى دماغي من عيني قد بدأت بالتدفق فورا.
ملابس ملوك الشياطين.
التعابير على أوجههم.
شكل أفواههم وهم يهمسون لبعضهم البعض.
كل قطعة من المعلومات تم ‘تجميعها’ و ‘تحليلها’ بعد ذلك ليتم تخزينها فورا في دماغي.
أولا- بايمون.
لقد قامت بالنظر إلي لمدة صغيرة فقط قبل أن تلتفت بعض ذلك. حتى الأن فإنها مازالت في وسط إلقاء خطاب حامي ليس إلي، بل إلى ملوك الشياطين الأخرين.
ما الذي يعنيه هذا؟
‘إنها لا تهاجمني بسبب ضغينة شخصية ضدي.’
لو كان الأمر هكذا إذا.
‘إنها تهاجمني بسبب هدف سياسي ما. لهذا، وقبل مهاجمتي بشكل كامل فإن الأولوية هي إقناع ملوك الشياطين الأخرين.’
أنا قمت بقبول هذه الفرضية بشكل مؤقت.
وبذلك فإنني حصلت على نقط بداية لاستنتاجاتي. لقد حصلت على قطعة أساس واحدة. ومثل شجرة عملاقة تنموا على قطعة أرض صغيرة ، بحيث عدة فرضيات واحتمالات بدأت بالظهور في دماغي.
‘ما هو نوع المنافع السياسية التي يمكنها الحصول عليها من مهاجمتي؟’
‘دانتاليان هو مجرد حشرة. ليس هنالك أي نفع في طعنه’
‘إذا بسبب الموت الأسود.’
إجابة فورية قد ظهرت.
‘عن طريق استخدام موت أندروماليوس كعذر فإنهم سيحصلون على كمية العشب الأسود الهائلة التي أملكها. هدف بايمون يكمن هناك.’
‘شريك؟’
‘لو حاولت الحصول على كامل العشب الأسود من أجل نفسها فإن ملوك الشياطين الأخرين على الأرجح سيعارضون. هنالك شريك هنا. من هو؟’
المرحلة الأولى من استنتاجاتي قد تم إكمالها.
أنا قمت بالنظر حولي.
عدد ملوك الشياطين المتواجدين هنا هو 32. عدد الأشخاص الذين رافقوا ملوك الشياطين هو 32 أيضا. لو احتسبت المضيف، أيفار لودبروك، فإذا فإنه هنالك 65 شخصا في هذه القاعة. وجميع الأشخاص في القاعة حاليا ينظرون بيني وبين بايمون.
‘هنالك الكثير.’
أنا يجب علي التقليل من عدد المشتبه بهم.
أنا بدأت بتغيير طريقة تفكيري.
طبقا لطرق العمل المحفورة في وعيي.
كمية أكبر من الفرضيات.
كمية أكبر من الاحتمالات.
أسرع.
‘ماذا لو لم يكن هدفها الرئيسي هو مهاجمتي؟’
من وجهة نظر شخص أخر فإنني لا أملك القدرة على توقع حدوث وانتشار الوباء. هذا أمر مستحيل القيام به من وجهة نظر بديهية.
شخص ما قام بنشر الوباء عن عمد. إنه من الطبيعي أكثر التفكير بهذه الطريقة.
وإنهم أيضا سوف يفكرون بأن المذنب هو شخص أخر كون دانتاليان هو ملك شياطين معدوم الموهبة.
مذنب.
مذنب يملك القدرة على صنع الوباء ونشره.
أعيني اتجهت ببطء إلى ملك شياطين معين. فتاة ذي شعر أبيض تمسك بكأس من النبيذ الأحمر لتواصل الشرب من كأسها بدون توقف.
‘بارباتوس.’
‘فقط محيي الأجساد يستطيعون التحكم بالأوبئة.’
أعظم محيي أجساد في التاريخ.
ملكة الشياطين لتحقق لقب الساحرة العظيمة في فرع السحر الأسود.
من وجهة شخص ثالث فإنه ليس هنالك أي شخص قريب إلى كونه ‘المذنب الحقيقي’ أكثر من بارباتوس.
‘إذا الأمور هي هكذا.’
قلبي بدأ يبرد أكثر فأكثر.
‘ولهذا فإن المهاجمة الأن هي بايمون.’
الأن أنا قمت بالالتفات لأنظر إلى بايمون.
بايمون كانت ممسكة بمروحتها وكأنها تحاول إعلان شيء ما. حركاتها كانت بطيئة للغاية وحتى تنورة ردائها كانت متجمدة في الهواء وفمها كان يتحرك ببطء شديد.
الأحداث هناك لا يمكنها المواكبة مع سرعة تفكيري.
بايمون.
عدوة بارباتوس الدودة.
بالنسبة لها، بارباتوس هي المذنبة الحقيقية لنشر الموت الأسود.
دانتاليان ليس سوى مجرد قطعة شطرنج يتحرك بدل بارباتوس.
‘أنا أتساءل.’
أنا مدرك كليا لدرجة سوء موقفي الحالي.
بدون أن أدرك الأمر لقد انتهى بي الأمر عالقا في القتال السياسي بين نبلاء أخرين.
ولهذا فإن السياسيون لمزعجون بحق. إنهم يبدؤون مشاكل عديدة لوحدهم ويورطون أشخاص آخرين لا علاقة لهم بالأمر. إن لم يكونوا يتسببون بضرر كبير بحق فإنني لا أدري ما الذين يفعلونه.
المشكلة هي أن بارباتوس وبايمون يملكان علاقة سيئة لدرجة أنهما يتحاربان كل 21 سنة. علاقتهما الدبلوماسية شرسة بحد نفسها لدرجة أنه لا يمكن مقارنة علاقتي مع لابيس لازولي معهما.
كلما ساءت العلاقة بين ملكتي الشياطين هاتين فإن حرب تبدأ بين الشياطين.
وبالرغم من ذلك فإن بايمون بدأت بمهاجمة ‘دانتاليان، بيدق بارباتوس’. إنها تتهمني وهي مستعدة لأسوء نتيجة محتملة.
حجم الخطة لكبير للغاية لتبدأ بالتصرف اعتمادا فقط على إعتقاد ما. الحرب ليست أمر تقوم به بدون أي تفكير. الجنود يموتون، المؤن يتم استهلاكها، وحتى صحتك العقلية تعاني ضررا.
السبب الذي يجعل بايمون تتصرف الأن.
السبب الذي يجعلها تتهمني بكوني المجرم بالرغم من إدراكها كليا أن أسوء نتيجة ممكنة هي الحرب.
بمعنى أخر، دليل لا يمكن إنكاره.
‘بايمون لديها دليل ما.’
دليل بأن الموت الأسود لم يحدث عن طريق الصدفة.
‘ولكن ما نوع الدليل الذي يمكن أن تكون تملكه…..أها.’
أنا قمت بإطلاق صوت إدراك في عقلي.
لقد فمهت.
لما لم أفكر بشأن هذا سابقا؟
بعد نظري إلى بايمون وبارباتوس فإنني قمت بالنظر إلى الفتاة الواقفة بجانبي.
لابيس لازولي.
لو فكرت بشأن الأمر فإن الأمر لحقا بسيط للغاية.
في اليوم 06/27 لابيس لازولي كانت في المكان الذي انتشر فيه الموت الأسود لأول مرة وقد شهدت انتشار الوباء. لقد كانت حاضرة في نقطة البداية.
لابيس لازولي قد ذهبت إلى هناك فقط بسبب نصيحتي. ولكن، من وجهة شخص خارجي فإن الأمور ستبدو مختلفة كليا.
السوسكوبوس التي قامت بشراء العشبة السوداء عن طريق الصدفة، وعن طريق الصدفة كانت متواجدة في أول مكان انتشر فيه الوباء، وأخيرا عن طريق الصدفة لقد اتضح بأن دواء الموت الأسود هو العشبة السوداء.
هكذا ستبدو الأمور من وجهة شخص خارجي.
إنهم سوف يقولون بأن هذا غير ممكن.
وحتى بايمون على الأرجح قد حكمت ‘بأن هذا غير ممكن’.
بل على العكس، الاحتمال التالي هي احتمالية سيصدقونها أكثر. بارباتوس قامت بصنع الموت الأسود ولابيس لازولي استخدمت طريقة ما لنشره في المدينة. وبعد ذلك، لابيس لازولي قامت بالهرب إلى بيدق بارباتوس، دانتاليان……
المذنب الحقيقي هو بارباتوس.
البيدق هو دانتاليان.
الشخص ليقوم بتنفيذ الخطة هو لابيس لازولي.
هذا النوع من الهيكل المصنوع من الاحتمالات قد تم بناؤه في عقولهم.
أنا سأفضل قول بأن ذلك مجرد هراء سخيف ولكن من جهة أخرى بايمون أيضا سوف تقول بأن كلامي مجرد هراء سخيف.
لو قامت بايمون بالسؤال، ‘وكيف يمكنك توقع الموت الأسود مسبقا، ولما لابيس لازولي كانت متواجدة هناك؟’ أنا سيمكنني الرد فقط ب’أنا أعرف بشأن ذلك عن طريق اللعبة’. وحتى ولو كذبت وقلت بأنني ‘حظيت بحلم تنبؤي’ أنا لن يكون بإمكاني قول أي شيء لو رفضوا ذلك كمجرد هراء سخيف. بايمون سوف تحكم على الأمر فقط عن طريق التفكير بعقلانية وبشكل منطقي…..
‘بالرغم من أنها قد قررت مهاجمتي بسبب طريقة التفكير تلك.’
حسنا إذا.
تصرفات بايمون قد تم تفسيرها.
إذا فإنه قد تبقى الأن سؤال واحد.
من أخبر بايمون بشأن مكان تواجد لابيس لازولي؟
طوال الوقت الذي كانت لابيس لازولي متواجدة فيه في مكان انتشار الوباء فإنها قد غيرت شكلها باستخدام السحر.
فقط عدد صغير للغاية من الأشخاص يعرفون بشأن حقيقة تواجد لابيس لازولي في مدينة سايراكوز التي بدأ فيها الوباء بين 20/6 و 16/07. بالتحديد فإنه هنالك فقط شخصين يعرفان بشأن ذلك.
الشخص الأول.
‘أنا الذي أمرت لابيس لازولي بالذهاب إلى هناك.’
بالطبع، أنا لم أخبر بايمون بأي شيء.
الشخص المتبقي.
‘الشخص الذي بالطبع يعرف مكان تواجد لابيس لازولي كون ذلك عمله.’
بمعنى أخر رئيسها.
الشخص الذي تلقى تقريرها.
رئيس لابيس لازولي السابق.
أيفار لودبروك–
أنا قمت بالالتفات لأنظر إلى مصاص الدماء العجوز. الرجل العجوز المحترم ذي اللحية كان واقفا هناك لوحده. وكأنه لا يملك أي علاقة على الإطلاق بما يحدث هنا، مثل سرعوف ينتظر بعيدا في العشب فريسته. مصاص الدماء العجوز هذا حقا يجيد الاختباء.
‘نعم.’
أنت كنت تتحكم بكل شيء من الظلال بخباء.
‘أنت هو الشريك.’
الشريك قد تم كشفه.
المرحلة الثانية من استنتاجاتي قد تم إنهاؤها.
‘أنا سوف أعترف بالأمر.’
أيفار لودبروك هو مفترس جيد بعض الشيء.
مثل لبوءة، لقد حاول صيدي بحذر. منذ البداية حتى النهاية، لقد حاول خلق شبكة لا يمكن الهرب منها حولي. مبتدئون مثل ملك الشياطين أندروماليوس والمغامر ريف لا يمكنهم المقارنة معه.
إنه على الأرجح أقوى خصم واجهته منذ وصولي إلى هذا العالم.
ولكن، هنالك احتمالية لتكون جميع استنتاجاتي خاطئة.
قبل أن أبدأ صيد أيفار لودبروك هنالك حقيقة يجب التأكيد منها أولا.
أنا قمت بالتمتمة بصوت خافت.
“لابيس لازولي.”
فور تحريكي لساني.
الزمن الذي أصبح بطيئا للغاية حولي قد عاد إلى سيلانه الطبيعي. تحركات بايمون، همسات الآخرين، والهواء في القاعة، كل شيء قد استعاد سرعة تحركهم الطبيعية.
“……ولهذا فإن هذه السيدة تطالب بعقاب دانتاليان فورا. جريمة القتل هذه لا يمكن العفو عنها.”
بايمون قامت بالإشارة إلي بمروحتها لتتكلم بشغف.
“إنه سيكون من المناسب له أن يدفع مليون ليبرا كتعويض لقتله أندروماليوس ودانتاليان بنفسه يجب سجنه في السجن المتجمد لمدة 15 سنة.”
أنا أتساءل إن اعتقدوا بأن هذا عقاب شديد للغاية. الأشخاص هنا وهناك في القاعة بدأوا بالهمس بصوت أعلى من السابق. نصف الأشخاص في القاعة كانوا يشاهدون ما يحدث وكأنهم يشاهدون شيئا مثيرا للاهتمام بينما النصف الأخر كانوا يومؤون برأسهم بجدية وكأنهم يستمتعون بالموقف.
وفي هذا الموقف فإن لابيس لازولي قامت بالرد على مناداتي.
“نعم يا جلالتك؟”
“أنا أريدك أن تتبعي أمري التالي بدون أي اعتراض. خذي خمس خطوات مبتعدة عني وبعد ذلك قومي بالاتجاه إلى مدخل القاعة وكأنه قد طرأ شيء مهم.”
“…….هل يجب على هذه المغادرة من القاعة كليا؟”
صوت لابيس لازولي كان متجمدا بعض الشيء. أه، هذا أمر طبيعي كوننا حاليا تحت الهجوم من قبل ملكة الشياطين ذي الرتبة التاسعة.
وبسبب هذا فإنني قمت بالهمس إلى لابيس لازولي.
“لا، ليس هنالك أي داعي للقيام بذلك. من الأن فصاعدا أعظم عرض سيرك في العالم على وشك البدا، لذلك فإنه يجب عليك التواجد هنا للمشاهدة حتى النهاية. احرصي على أن تشاهدي من مقاعد الزوار المميزين.”
“الزوار المميزين……؟”
لابيس لازولي أصبحت حائرة من طريقة تصرفي التي لا تظهر أي قلق.
بينما أنا كنت أهمس للابيس لازولي فإنني كنت أنظر إلى جميع أرجاء القاعة بحذر.
65 شخصا مهما مجتمعون في هذه القاعة. حتى ولو كنت أملك افضل عقل فإنه لو أردت إبقاء عين مراقبة على 65 شخص في أن واحد فإنه سيجب علي بذل بعض المجهود.
“أنا سوف أبدأ عدا عكسيا من خمسة.”
أنا قمت بأمرها بصوت خافت.
“تحركي فور صدور الرقم واحد من فمي. خمسة، أربعة، ثلاثة، اثنان…….”
واحد.
لابيس لازولي قامت بتحريك قدميها فورا.
وطبقا لأوامري فإنها تراجعت عني بخمسة خطوات. وبعد ذلك فإنها اتجهت بسرعة إلى مدخل القاعة.
‘لو هنالك شريك أخر من غير أيفار لودبروك.’
أنا قمت بتركيز تركيزي ونظري على كامل الحاضرين هنا في القاعة في أن واحد.
‘إنهم لن يولوا أي اهتمام للدمية دانتاليان، بل إنهم سوف ينظرون إلى الشخص الحقيقي الذي قام بتنفيذ الخطة، لابيس لازولي.’
65 شخصا.
من بين جميع هؤلاء الأشخاص، الشخص ليواصل النظر إلى لابيس لازولي حتى النهاية هو ‘العدو.’
فور وصول لابيس لازولي إلى المدخل، 21 شخصا قاموا بالالتفات لينظروا إليها بشكل غريزي. ولكن هذا كان للحظة واحدة. الأشخاص فقدوا الاهتمام في تحركات السوسكوبوس وليلتفتوا بعدها موجهين نظرهم إلى بايمون أو أنا. بالنسبة لهم فإنهم لا يملكون أي سبب ليولوا أي اهتمام للابيس لازولي.
‘أخرج.’
أنا قمت بالابتسام.
أنا أتساءل إن كان هذا بسبب عمل عقلي بسرعة هائلة منذ بضعة ثواني ولكن كإشارة تعب فإن قطرة عرق واحدة قامت بالظهور على جبهتي.
‘أظهر نفسك يا فريستي.’
بعد مرور ثلاثة ثواني عدد المشتبه بهم قد أصبح 15.
بعد الثانية الخامسة، العدد قد تقلص إلى 4.
وأخيرا وبعد مرور 11 ثانية…شخص واحد فقط.
فقط أيفار لودبروك.
مصاص الدماء المتظاهر بكونه رجل عجوزا محترما واصل مراقبة لابيس لازولي وهو يعبس.
‘أها.’
أنا قمت برفع حافتي فمي قليلا.
‘إذا أنت تريد القول بأنه ليس هنالك شريك أخر باستثناء بايمون؟’
إذا، المرحلة الثالثة من استنتاجاتي قد انتهت.
جد دافع المذنب- جد شريك المذنب- وأخيرا قم بالتأكد من صدق فرضياتي- جميع الخطوات الثلاث قد تم تحقيقها.
‘ولكن أليس شخصين إثنين فقط لغير كافيين يا أيفار لودبروك؟’
بحق هذا العدد لغير كاف على الإطلاق.
أوه، يا مصاص الدماء الذكي.
ليس فقط بايمون، أنت كان يجب عليك جذب بارباتوس ومارباس إلى جانبك. لقد قلت بأنك أغنى شخص في عالم الشياطين. ألم يكن ليكون من الممكن رشوة بارباتوس ومارباس بالانضمام إليك لو استخدمت كامل ثروتك؟
ولكن لتحضر فقط ملك شياطين واحد.
أوه، والأكثر من هذا هو أن ملك الشياطين ذلك هو بايمون.
من أجل تمزيق الهجينة المنبوذة بجانبي فإنني قمت بإنفاق كامل ثروتي وأخذ دين بقيمة 10 ألاف ليبرا. لقد وضعت كامل مستقبلي على المحك. هذا ما يعنيه بذل الأسد كامل مجهوده من أجل صيد الأرنب.
لو هاجمك شخص بنية القتل إذا أنت يجب عليك أن لا تتردد في الرد بكامل ما تملكه.
أعمق جزء في روحي بدأ بالتذمر بعد لقائي مع هذه الدرجة من قلة الاحترام والآداب.
العالم حقا مليء بالأشخاص الذين يفتقرون إلى الأدب. كشخص يبذل قصار جهده ليعيش باحترام وأدب قدر المستطاع فإن مأساة هذا العالم لدائما ما خيبت أمالي.
كيف يمكن للأشخاص أن يكونوا عديمي الحياء إلى هذه الدرجة؟
لما الأشخاص يتصرفون بكسل إلى هذه الدرجة أثناء صيدهم أشخاص أخرين؟
لما الأشخاص الذين يتحملون كسلهم من أجل صيد شخص أخر يترددون في إنفاق المزيد من القطع النقدية وبذل مجهود أكثر، لما يترددون عندما يجب عليهم بذل قصارى جهدهم ووضع كامل ما يملكونه على المحك أثناء الصيد؟
أختي الصغرى الثانية قد قالت بأنني أملك أكثر عقل شيطاني من بين جميع البشر، ولكن تلك كلمات مخطئة. أنا فقط لا يمكنني فهم الأشخاص الذين يعيشون حياتهم بهذه الطريقة. أنا حقا لا يمكنني فهم هذا……
لا يمكنني فعل أي شيء تجاه هذا.
أنا سوف أعلمكم بشكل شخصي الأداب المناسبة.
أنا سوف أجعلكم تندمون عدم وضعكم حياتكم على المحك عندما أنتم قررتم تعكير الحياة المريحة لشخص أخر.
“هذا السيدة تقترح بدأ محاكمة رسمية. أنا، بايمون، ملكة الشياطين ذي الرتبة التاسعة، وأيضا كالحاكمة المسؤولة عن العدالة تطالب بإدانة ذي الرتبة 71 دانتاليان.”
نعم.
لبادئ الأمر، بايمون.
أنت هي المشكلة الأولى.
أنت، عن طريق التفكير بعقلانية قد حكمتي بأنني أنا بيدق بارباتوس. وأنني قد ساعدت في نشر الوباء والمراقبة فقط بينما ملايين الأبرياء يفقدون حياتهم.
في [هجوم الخنادق]، بايمون، على عكس ملوك الشياطين الأخرين هي لطيفة تجاه البشريين. إنها تملك هواية تزيين نفسها كبشرية وصيد الذكور في المدن. حتى في اللعبة، الشخصية الرئيسية ينتهي به الأمر وهو يلتقي ببايمون المتنكرة كبشرية وهو يجول المدينة عن طريق الصدفة.
بايمون تقع في حب البطل من النظرة الأولى. وحتى مواجهتها ضد البطل فإنها واصلت محاولة إغراءه. وحتى عندما قام البطل بغرز سيفه في جسدها،
-هذا جسد يشارف على الموت.
-هل يمكن أن تهدي قبلة أخيرة لهذه السيدة؟
إنها اعترفت بحبها للبطل بهذه الطريقة.
البطل لم يقدر رفض طلب بايمون الأخير لذلك فإنه قام بتقبيلها. بالرغم من أنه عدة شخصيات أخرى حاولت الحصول على قبلة البطل الأولى إلا أن من حصل عليها في النهاية هي بايمون، ملكة شياطين وعدوة للبشرية. إنها لقصة حب غريبة من وجهة نظري.
بسبب انتشار الموت الأسود عدد هائل من البشريين يواصلون الموت واحدا تلو الأخر. ومن وجهة نظر بايمون التي تعتبر البشر كعرق ذكي ذي حقوق متساوية فإن الموت الأسود هي كارثة لا يمكن غفرانها.
‘أنا لا يمكنني مسامحة بارباتوس بسبب هذه المأساة.’
‘أنا أيضا سوف أعاقب دانتاليان الذي يتصرف كبيدقها.’
حتى هنا الأمور لا بأس بها.
من وجهة نظر بديهية، هذه الفرضيات صحيحة.
إنه لأمر طبيعي للأشخاص أن يسيؤوا الفهم وليروا شخصا أخر كمجرم من حين لأخر. ولكن، عند التفكير بالأمر بشكل منطقي، عندما يحدث سوء فهم، ألا يجب عليك التحدث مع ذلك الشخص أولا؟
لذلك لما قررتي المهاجمة فورا؟
هل أنت تعانين من دورتك الشهرية؟ هل أنت أيضا لربما تعانين أيضا من متلازمة الدورة الشهرية الأبدية، وبسبب هذا فإنه لا يمكنك التحكم بمشاعرك الجياشة؟ هذه مشكلة كبيرة. أنا أنصحك بزيارة أقرب طبيب في الجوار وعلاج عوارضك تلك.
ولكن قبل ذلك، أنا سوف أصلح عقلك ذلك.
والأن كونوا أطفال جيدين لأعلمكم ما هي الأداب الحقيقية
[أضعف ملك شياطين، ذي الرتبة 71، دانتاليان، التقويم الإمبراطوري: العام 1505، الشهر 8، اليوم 20 نيفيلهيم، قاعة القصر
وسط أصوات الهمس والحديث في القاعة.
“…..الشخص الأعلى رتبة بيننا هنا هو أنا. إنه سيكون من المناسب لملك شياطين آخر أن يكون القاضي في النزاع بين ملكي شياطين.”
ذي الرتبة الخامسة مارباس وأخيرا تقدم إلى وسط القاعة. أنا أتساءل إن قرر بأنه لم يعد بإمكانه مواصلة التصرف كمجرد متفرج فقط.
“أيفار لودبروك، أنا سوف أتخذ منصب المضيف بشكل مؤقت. أنا أسف ولكن وزن هذه المحاكمة لأثقل مما أستطيع تركه بين يديك.”
“كما تأمر يا جلالتك.”
مصاص الدماء العجوز قام بالتراجع إلى الوراء بإطاعة.
“همم.”
مارباس قام بالوقوف في وسط القاعة.
طريقة وقوفه هناك تجعله يبدوا وكأنه شجرة عملاقة. توازنه لحقا يستحق الإعجاب. هذا الرجل الأصلع ذي الحجم الكبير ، حاليا هنالك تعبير انزعاج على وجهه وكأنه ليس معجبا بالموقف الحالي على الإطلاق.
“أنا ذي الرتبة الخامسة وكملك الشياطين المسؤول عن النبل أنا سوف أقبل طلب بايمون بشكل رسمي. المتهم هو ذي الرتبة 71، معدوم الاسم، ملك الشياطين دانتاليان.”
كلمات مارباس غطت القاعة بجو خانق.
صوته لم يسمح بأي معارضة. ملوك الشياطين قاموا بخفض رؤوسهم بينما الجنيات تراجعن إلى الخارج بسرعة.
“إنه من المحرم كليا التدخل في المحاكمة من قبل أي شخص باستثناء الأشخاص المرتبطين بالأمر فقط. الذي يتم اتهامه اليوم في ليلة والبورغيس، تقدم وواجه متهمك.”
إنه سيكون من المناسب فقط إطاعة المضيف.
أنا قمت بالاتجاه إلى وسط القاعة وبعد بضع خطوات فإنني قد وصلت.
“………..”
“………..”
بايمون وأنا بدأنا التحديق إلى بعضنا البعض بدون ترك أي فراغ بيننا.
مثلما كانت تبدأ المبارزات في العصور القديمة.
“عند انتهاء الطرفين من تقديم وجهة نظرهما فإننا سوف نقرر نتيجة المحاكمة عن طريق التصويت والمصوتون سيكونون ملوك الشياطين المتواجدين هنا. أولا، أنا سوف أقدم حق استجواب المتهم إلى بايمون.”
“نعم.”
بايمون قامت بالإمساك بتنورة ردائها ولتنحني قليلا.
الزمن بدى وكأنه قد توقف على حافة تنورتها.
“شكرا لقبولك هذه الجلسة.”
بايمون التفتت لتحدق إلي مجددا.
“دانتاليان، لما لا نؤكد بعض الحقائق أولا؟”
“كما تريدين يا جلالتك.”
أنا قمت بإيماء رأسي موافقا.
في الواقع، هذه أول مرة نلتقي فيها ولكنه هنالك كمية هائلة من المشاعر العدائية بيننا أكثر من أي مشاعر أخرى.
“أنت، في اليوم 16 من الشهر8، في الساعة 4 صباحا قمت بقتل ملك الشياطين أندروماليوس في ساحة هيرميس المتواجدة هنا في مدينة نيفيلهيم. هل هذه السيدة محقة؟”
“أنت محقة. أنا أعترف بحدوث ذلك.”
“وأنت، دانتاليان قد قمت بقتل أندروماليوس بالرغم من معرفتك كليا بأنه ملك شياطين. هل هذه السيدة محقة؟”
“أنت محقة مرة أخرى. أه، ولكن إن كنت سأجيب بدقة أكبر..”
أنا قمت برفع كتفي قليلا.
“أنا لم أعرف في بادئ الأمر بأنه ملك شياطين. بينما أنا كنت أشرب بعض النبيذ في الساحة مبتدأ قد ظهر وهو يتنمر ويضرب العجائز. لقد تساءلت من هو ذلك الوغد ولقد اتضح بأنه ملك شياطين. أنا حقا كنت مفاجئا.”
“……..بمعنى أخر، أنت لم تقتل ملك الشياطين أندروماليوس بشكل عرضي، بل لقد قتلته بنية القتل.”
أنا قمت بهز رأسي قليلا.
“أنا أعتذر يا جلالتك بايمون ولكن هنالك سوء فهم صغير.”
“سوء فهم؟”
بايمون قامت بالعبوس قليلا.
“وما نوع سوء الفهم الذي يمكن أن يكون متواجدا في حقيقة بسيطة مثل هذه؟”
“أنا أتحدث عن أندروماليوس. أنا أقسم هنا للسَّامِيّن بأنني كنت لأقتل ذلك الوغد الطفيلي سوءا كان ملك شياطين أو لا.”
ضوضاء صغيرة بدأت بالانتشار في القاعة.
بايمون عبست أكثر لتقوم بتحذيري.
“……دانتاليان، اليوم هي ليلة والبورغيس وأنت حاليا يتم اتهامك بجريمة قتل. ما رأيك في التحدث بطريقة أكثر تهذيبا؟”
“أووه، المعذرة، ولكنه لا يمكنني القيام بذلك. يا جلالتك، أنا سوف أواصل مناداة ذلك الوغد بوغد طفيلي وضميري سيظل مرتاحا. صدقيني ذلك الوغد كان يستحق الموت كليا.”
“أنت……!”
“بصراحة أنا نادم على الأمر قليلا. لقد كان يجب علي إهداء موت أكثر إيلاما لذلك الوغد. ولكن للأسف فإنني أنهيت الأمر عن طريق طعنه في العنق مرة واحدة فقط. حقا لقد كان مثل قطعة قمامة قذرة وهو يجول الأزقة في المجاورة. إنه لمن الواضح إلى أي درجة كان ضعيفا.”
الضوضاء في القاعة ازدادت.
أنا كنت أبالغ في كلماتي وأجعلها مهينة قدر الإمكان عن عمد.
مارباس قد قال بأن نتيجة المحاكمة سوف يتم تحديدها عن طريق التصويت.
وبسبب كون بايمون ملكة الشياطين ذي الرتبة التاسعة فإنها تمتلك عددا هائلا من الحلفاء بين ملوك الشياطين. لذلك لو حدثت مباراة تصويت عادية فقط هكذا؟ أنا بالتأكيد سوف أواجه هزيمة مدمرة كوني لا أملك ولا حتى حليفا واحدا بين ملوك الشياطين.
لذلك يجب علي الحصول على حليف الأن.
ملكة شياطين تكره بايمون بشدة.
ملكة الشياطين التي تفضل الكلمات القذرة والشتائم أكثر من أي شيء.
وأكثر شيء مهم، ملكة الشياطين ذي الرتبة العالية التي تمتلك عدد حلفاء مماثلا لبايمون.
‘بارباتوس.’
نعم، أنا لا أرد حاليا على بايمون، بل إنني أخاطب بارباتوس. والأن، شاهديني بحذر. هنا مبتدأ بالتأكيد يناسب ذوقك.
أنت تريدين الانتقام من بايمون أليس كذلك؟ أنت بالتأكيد مازلت تمتلكين بعض الغضب في داخلك جراء خسارة ذلك الجدال سابقا. أنا سوف أحقق تلك الرغبة بدلك يا بارباتوس. كل ما عليك فعله هو اختيار التصويت في صالحي فقط.
هذا سوف يكون تحالفا مذهلا، بالرغم من أنه سوف يكون مؤقتا فقط…….
“احذر من كلماتك، دانتاليان!”
بايمون قامت بالصراخ.
“أندروماليوس كان قريبنا.”
“أنا يمكنني الموافقة فقط على نصف كلماتك يا جلالتك. أندروماليوس لم يكن واحدا من عرقنا فقط وقريبنا، بل كان عضوا مشينا من عرقنا. أه، جميعا، رجاء. لنكن أكثر صراحة هنا.”
أنا قمت بالالتفات لأنظر حولي بسرعة.
“فقط لأن ذلك الوغد الطفيلي لم يرد دفع ثمن شرابه فإنه قام بالتهجم على مالك الحانة. المالك كان قزما عجوزا يشارف على الموت ذي ظهر منقسم من شدة العمل. ولكن هذا ليس كل شيء. لقد أجريت بعض البحوث لاحقا وقد اكتشفت بأن عدد المواطنين الذين قد قتلهم في نيفيلهيم فقط هو 54 شخصا.”
“ذلك……”
“والأكثر من هذا هو أنه هنالك 12 طفلا من بين أولئك الموتى. هل تعرفون كامل هذا؟ ذلك الرجل قام بضرب أولئك الأطفال حتى الموت فقط كونهم لم يخفضوا رأسهم له. ولو احتسبت عدد المصابين بسببه فإن عدد الضحايا يزداد حتى 327. وتذكروا بأن هذا هو عدد الضحايا المعروف بشكل عام فقط. جميعا، أنا لن أكون مفاجئا لو أخبرني شخص ما بأن ذلك الوغد الطفيلي قد اغتصب فتاة صغيرة وليرمي بعد ذلك جثتها في مجاري الصرف الصحي! أوه أيتها السَّامِيّن ! أرجوكم ألقوا بذلك الشياطين أندروماليوس إلى الجحيم ليلقى عذابا أبديا.”
“أنت، حقا……..!”
بايمون قامت بفتح فمها.
“يا لجرأتك، أمام هذه السيدة……… دانتاليان، هذه السيدة يمكنها اتهامك بالاستهزاء بالمحاكمة. أصلح نبرة صوتك فورا!”
حافة فمي اهتزت قليلا.
لنأخذ خطوة إلى الوراء للأن.
“……..أنا أعتذر يا جلالتك بايمون. أنا أود الاعتذار لجميع الحاضرين هنا على ما حدث اليوم. أنا لم أنوي إهانة الحاضرين أو المحاكمة.”
أنا قمت بوضع كفي على جبهتي وكأنني نادم بشدة على ما قمت به منذ قليل.
الصدق والصدق المبالغ فيه هما شيئين مختلفين قليلا. الصدق المبالغ هو المبالغة في أفعالك لدرجة أنك تزعج من حولك. ومن جهة أخرى الصدق بتوازن هو أن تقوم بطبخ نفسك لتبدوا لذيذا ولتقدم نفسك بعد ذلك إلى الأخرين على طبق فضي. وكأنك تخبرهم ‘أرجوكم استمتعوا بي.’
الجميع يحبون الأشخاص الصادقين والمتواضعين بدون مبالغة. لو تصرفت بشكل مهذب من حين إلى أخر فإن الأشخاص الأخرين لن يرونني كمصدر إزعاج إلى تلك الدرجة. أنا قمت بالنظر مرة أخرى إلى الحشد حولي بأعين جرو حزين.
“جميعا، كما يمكنكم الرؤية، أنا لست سوى مجرد مغفل لا يمكنه إبقاء ولا شيء ثمين واحد عزيز على قلبه بالقرب منه. ذي الرتبة 71، أنا لا أملك اسما خاصا بي ولا أملك أي إنجازات تستحق الفخر أو لقبا….. هذه هي حقيقتي.”
“………”
“ولكن، وبالرغم من ذلك، أنا لم أقم بضرب العجائز فقط لأنني لا أريد دفع فاتورتي. أنا لم أقم بمهاجمة 327 مواطنا بريئا وأنا لم أقتل 54 شخصا من بينهم.”
أنا قمت بخفض نبرة صوتي قليلا.
قبل أن أدرك الأمر فإن الصمت قد غطى على القاعة.
“……ذلك قد حدث في اليوم 16 من الشهر 8. بالتحديد منذ أربعة أيام. لقد سمعت صوت بكاء رجل عجوز وعندما نظرت إلى هناك فإن أعيني التقت بأعين أندروماليوس. يا جلالتك يايمون، هل لربما تعرفين ما الذي قاله ذلك الرجل عند رؤيته لي؟”
“……أنت تخفض أعينك….ذلك ما سمعته من شاهد….”
“بالتحديد لقد قال: ‘ ومن أنت؟ ألن تقوم بخفض أعينك؟’.”
عدة أشخاص حولي قاموا بطقطقة لسانهم.
أنا قمت بوضع ابتسامة مرة قليلا على وجهي.
“ما حدث بعد ذلك هو أمر حقا يستحق رؤيته أكثر من أي شيء أخر. أندروماليوس أتى إلى أين كنت جالسا وقام بمهاجمة الأشخاص الذين قمت بتعيينهم ليكونوا المرافقين الخاصين بي. لقد حذرته باحترام أن يتوقف عن ذلك. ولكن وبالرغم من ذلك فإن أندروماليوس لم يستمع ليواصل بعد ذلك مد يده على حبيبتي والتي هي تابعتي بقوة لدرجة أنها قد سقطت إلى الأرض.”
أنا واصلت التكلم فور التوقف قليلا.
“يا جلالتك بايمون، ما كان يجب علي فعله في موقف مثل ذلك؟ هل كان يجب علي السماح للمرافقين الذين قمت بتوظيفهم بالمغادرة لأتعرض أنا للأذى؟ أو هل كان من الأفضل لو واصلت المشاهدة فقط بينما يتم مهاجمة حبيبتي لدرجة أن التراب قد غطاها ؟”
“……….”
بايمون لم تجب.
بايمون المثقفة والمحترمة لا يمكنها التصرف هنا بدون التفكير في العواقب. بايمون قد حاصرت نفسها هنا بسبب حسها بالعدالة.
الأن.
وقت إظهار بعض الصدق والتمثيل بتواضع قد انتهى.
أنا بدأت برفع صوتي مرة أخرى.
“أنا سوف أقول هذا مرة أخرى جميعا. أندروماليوس. لقد كان وغدا طفيليا لم يستحق أن تتم مناداته بلقب ملك الشياطين. أليس المواطنون الأبرياء الذين عانوا بسببه هم من يستحقون التكلم بشأنهم؟ أليسوا هم الضحايا الحقيقيون الذين يستحقون تعويضا؟”
حرك عاطفتهم.
“بسبب طفيلي مثل أندروماليوس رأي الجميع بشأن ملوك الشياطين قد أصبح سيئا للغاية. أندروماليوس لم يكن قريبنا على الإطلاق. لو كان كل هذا حقا من أجل عرقنا، جميعا فإنه لا يجب علينا التضحية ب 71 شخصا فقط من أجل شخص واحد فقط. نحن يجب علينا التخلص من واحد من أجل الأخرين.”
اجعله عدو الجميع.
“لذلك فإنني أريد طرح سؤال عليك يا جلالتك بايمون. هل مازلت تعتبرين شخصا مثل أندروماليوس كواحد من عرقنا وقريبنا؟ هل مازلت سوف تواصلين حماية حشرة مثل أندروماليوس حتى النهاية بينما أنت تضحين ببقية عرقك؟”
تهديد مخفي.
عن طريق استخدام مختلف الكلمات وفنون البلاغة.
أنا قمت بالتحديق مباشرة إلى بايمون.
“يا جلالتك، أرجوك أجيب على سؤالي.”
“هذه السيدة……”
بايمون قامت بإغلاق فمها بدون قول أي شيء.
صمت خانق غطى على القاعة مجددا.
وفي ذلك الوقت.
*تصفيق*
صوت تصفيق صدر من ركن من أركان القاعة.
بارباتوس كانت واقفة هناك وهي تصفق وعندما التفت إليها الجميع فإنها قامت بإمالة رأسها لتبتسم.
“ماذا؟ إنه محق في كلماته.”
“…………”
“أنا أيضا كنت أريد قتل أندروماليوس سابقا بحق. ولكن ذلك الوغد لحقا شبيه بدودة قذرة فقد نجح في الإخباء مني وتجنبي كلما كنت هنا في نيفيلهيم. أحسنت عملا أيها المبتدأ. شكرا لك من أجل التخلص من تلك الحشرة بدلنا.”
بارباتوس واصلت التصفيق.
وبعد ذلك ملوك الشياطين الأخرين هم أيضا بدأوا بالتصفيق واحدا تلو الأخر. حتى أنه بدأ معظم ملوك الشياطين الحاضرين هنا بالتصفيق. عدد ملوك الشياطين الذين لم يقوموا بالتصفيق في النهاية يقارب 10. إنهم على الأرجح أتباع بايمون.
[عرضك الشيطاني قد سحر الحاضرين.]
[تعلق ملك الشياطين مارباس العاطفي بك قد إزداد ب1.]
[تعلق ملكة الشياطين بارباتوس العاطفي بك قد إزداد ب2.]
[تعلق ملك الشياطين زيبار العاطفي بك قد إزداد ب2.]
أنا أسف لأقول هذا، ولكن أنتم يا من لم تصفقوا قد أصبحتم الأقلية الأن.
نتيجة المحاكمة يتم تحديدها فقط عن طريق التصويت وللأسف نظام تصويت يظهر مراعاة للأقلية لغير موجود. هذه هي حدود النظام السياسي العتيق هذا. لو تعتقدون بأن هذا لأمر غير عادل فذهبوا وبدأوا بتأسيس الديموقراطية الخاص بكم . وأثناء ذلك، وما رأيكم في البدا بالانقلاب الفرنسي في نفس الوقت. بالرغم من أنه على الأرجح جميعكم سوف ينتهي بكم الأمر ورؤوسكم مقطوعة على المقصلة. أوه هذا لا يهم. دائما ما يحدث التقدم بعد دفع ثمن التضحية بالأقلية. فقط اقبلوا بقدركم هذا.
“صمتا. أنا قلت بأنه من المحرم تدخل أشخاص غير معنيين.”
مارباس قام بتحذير الجميع ليتوقفوا عن التصفيق فورا.
“وخصوصا أنت يا بارباتوس. ذلك التصفيق، لقد قمت بذلك من أجل التدخل في المحاكمة عن عمد. لا تكرري ذلك مجددا.”
“أنا آسفة بشأن ذلك أيها العجوز. أنا فقط كنت متأثرة بشدة. لقد مرت طويلة للغاية منذ أخر مرة ظهر فيها شخص موهوب من بين ملوك الشياطين ذوي الرتبة الدنيئة. عادة فإنهم دائما ما يكونون مجرد قطعة قمامة فقط. أنا لم أملك أي نية في إهانة شرف المحاكمة.”
“أنا لست مهتما بشأن نواياك. أنا فقط مهتم بشأن نتيجة أفعالك. بارباتوس، ألا تعتقدين بأنه لمجرد إضاعة للوقت التفكير بشأن بنوايا الأخرين طالما نحن لسنا في علاقة حميمية؟”
“همم؟ هل قمت بالاعتراف بحبك لي بشكل غير مباشر الأن أيها العجوز؟”
“لو أغلقت فمك فورا فإنني أشعر وكأن الحب حقا لربما سيظهر في قلبي.”
“ما هذا؟ أنا لا يمكنني تضييع فرصة حصولي على حبيب لأول مرة في غضون 500 سنة.”
بارباتوس قامت بإرخاء كتفيها وهي تضحك.
أنا استطعت فهم نوع العلاقة بين هاذين الإثنين قليلا. بارباتوس هي الأخت الصغرى الشقية مسببة المشاكل بينما مارباس هو الأخر الأكبر الذي يواجه توترا شديدا بشكل يومي وهو يحل مشاكل أخته الصغرى. الشخص الذي يتلقى كامل الخسارة في هذه العلاقة هو بدون أي شك الأخ الأكبر. أنا أعرف هذا كوني أملك خبرة التعامل مع ستة أخوات صغرى. أنا أقدم تعازي لك يا مارباس.
مارباس قام بهز رأسه قليلا وهو يتنهد.
“أنا سوف أنهي هذه المحاكمة هنا. كما قلت سابقا، النتيجة سوف يتم تحديدها عن طريق التصويت. والأن ليرفع يدهم اليمنى من……”
“مهلا لحظة.”
في تلك اللحظة بايمون قامت بالتكلم بتسرع.
مارباس قام برفع حاجب من حواجبه.
“ما الأمر؟ هل هنالك شيء أخر تريدين قوله؟”
“نعم، مازالت هنالك بضعة أسئلة تريد هذه السيدة طرحها على دانتاليان.”
“بايمون……”
مارباس قام بإزالة عدسته الزجاجية ليبدأ بمسحها قليلا.
صوت مارباس أصبح أكثر لطفا وكأنه يتكلم مع صديق قديم.
“أنا وأنت قد أمضينا 500 سنة ونحن نعرف بعضنا البعض. 500 سنة هي مدة طويلة من الوقت ألا تظنين ذلك؟”
“……نعم، لقد كان فترة وقت صعبة يا مارباس.”
“كما تعرفينني أنت بشكل جيد، فأنا أيضا أعرفك بشكل جيد. أنا سوف أعترف بصدق عن عدم إخفائي مزاجي المنزعج الليلة. بايمون، أنا أعرف كليا بأنه ليست هنالك أي فرصة لتدافعي بحق عن شخص مثل أندروماليوس. بل على العكس أنت نوع الأشخاص الذين يكره أشخاصا مثل أندروماليوس بشدة.”
بايمون أصبحت صامتة.
مارباس قام بوضع عدسته الزجاجية على عينه مرة أخرى. زجاج عدسته قام بعكس ضوء الشمعة بجانبه قليلا.
“الليلة هي ليلة والبروغيس. يا بايمون إنها ليلة والبورغيس. في وقت قد مضى، الحضور كان إلزاميا ولكن الأن هذه الليلة قد فقدت كرامتها وشرفها السابقين ونحن بالكاد نستطيع التأكد من حضور أغلبية ملوك الشياطين. باال، أغاريس، فاساغو وغاميغين…… أين هم ملوك الشياطين ذي الرتبة أعلى مني في هذا الوقت حيث القارة بأكملها تعاني مع وباء غير معهود؟”
بايمون قامت بخفض رأسها.
“مارباس، هذه السيدة تحترمك بشدة كونك أكثر شخص يهتم بعرقنا.”
“نحن نحترم بعضنا البعض. لذلك دعينا نتفادى الموقف الذي يضحك فيه علينا ملوك الشياطين الذين لم يحضروا الليلة، ملوك الشياطين الذين هم مشغولين للغاية بمسائلهم الخاصة وهم يغرقون أنفسهم في متعتهم الخاصة فقط.”
مارباس واصل التكلم.
“فقط حقيقة أن شخصا ما حاول الدفاع على أندروماليوس لأمر سيجعل من يسمع بهذا الأمر يسخر منا حتى الموت. أوه يا الهـي أنا يمكنني من الأن سماع ضحكة أغاريس الساخرة. أنا أطلب منك هذا باحترام. أرجوك لا تسيئي الوضع الحالي أكثر من هذا.”
بايمون قامت بعض شفتها السفلية بشدة.
“…….أرجوك أعطي هذه السيدة فرصة واحدة فقط.”
بايمون قامت بوضع يدها اليمنى على صدرها لتقوم بحني رأسها بشدة.
“أرجوك، اسمح لي بفرصة أخيرة.”
مارباس بدأ بحك ذقنه.
ملكة الشياطين ذي الرتبة التاسعة بين الشياطين قامت بحني رأسها والمطالبة بفرصة أخرى حتى بعد سماعها كلمات مارباس. إنه على الأرجح سيكون من الصعب لمارباس رفض طلبها هنا. هذه مشكلة للحفاظ على ماء الوجه وفخر الجميع. في النهاية فإن مارباس قام بإيماء رأسه قليلا.
“مم.”
ولكن، أنا لن أتدخل من الأن فصاعدا. قومي بما تريدين القيام به ولكن لا تتوقعي مساعدتي بعد هذا. إيماءة مارباس تحتوي على هذا النوع من المعنى المخفي.
بايمون قامت بالالتفات لتنظر إلي مباشرة.
“دانتاليان.”
الجولة الأولى قد انتهت.
نظرة بايمون تبدوا وكأنها تخبرني بأن الجولة الثانية على وشك البدا بحق الأن.
أنا بدأت التكلم بهدوء وببطئ.
“يا جلالتك بايمون. هنالك أمر أريد إخبارك به أولا.”
“تكلم.”
“أنا لا أملك أية مشاعر تجاه جلالتك على الإطلاق.”
بايمون قامت برفع حواجبها.
“ما الذي تقصده بذلك؟”
“حتى ولو وجدتي مشكلة يا جلالتك في حادثة أندروماليوس فإنني أتفهم أفكار جلالتك. في النهاية فإنني لا أحمل أي ضغينة تجاهك.”
بالرغم من كل شيء إنها مازالت مرأة مثقفة ومنطقية.
بالإضافة إلى أنها تملك صدرا مذهلا. أنا أعبد الكون وأحترم قوانين الطبيعة وأمدح صدور النساء الجميلة. بايمون، مازال لم يفت الأوان على التراجع الأن.
أنا قمت بالابتسام قليلا.
“نحن يمكننا تبادل نخب الأن في هذه اللحظة ولننسى كل ما حدث سابقا.”
تراجعي من هنا.
هذه فرصتك الأخيرة إن لم تريدي أن يتم تمزيقك من قبل أنيابي بشكل كامل.
ولكن.
“هذه السيدة قد طالبت هذه المحاكمة من أجل تحديد الحق والباطل. أنا لم أتي إلى هنا من أجل شرب النبيذ معك.”
ردا على نصيحتي فإن بايمون أظهرت وجه انزعاج. وكأنها بحق منزعجة من حقيقة أن شخصا ذي رتبة 71 قد اقترح شيئا مثل ذلك.
أنا قمت بإيماء رأسي عدة مرات.
في بعض الأحيان أنا أشعر وكأنني أتواصل مع الأخرين باستخدام لغة فضائية.
أنا لا أدري لماذا، ولكن عادة نحن نفهم بعضنا البعض فقط بسبب بعض الحظ السماوي ولكن في الواقع على ما يبدوا فإنني أتكلم لغة مختلفة كليا عن الجميع. مثلا عندما أخبر شخصا ما ‘إن لم ترد رؤية الدماء فلتتراجع فورا’ ففي لغتهم فإنهم على الأرجح يسمعونني وأنا أقول ‘أرجوك فلتلكمني في الوجه’.
أنا بحق أصدق بهذه الفرضية.
طوال حياتي لقد أعطيت مثل هذا النوع من التحذيرات مئات المرات لمختلف الأشخاص ولكن لما ولا واحد منهم قد استمع إلى تحذيري؟ دائما ما هنالك سبب مقنع حول لما أصبحت منعزلا.
أنا شخص من عرق مختلف كليا والوحيد من ذلك العرق. أنا نوع الحياة الذكية التي ولدت كمعجزة نتيجة حظ سماوي وتوازن طبيعي.
‘لا تتفوه بالهراء يا أخي الأكبر.’
‘أخي الأكبر ليس سوى مجرد جبان بدون أي صفات جيدة.’
بالطبع هنالك أشخاص قد رفضوا فرضيتي وقد قدموا فرضيتهم الخاصة.
وبالطبع أنا قمت برفض فرضيتهم كليا مثل باحث عجوز يستخدم سلطته من أجل إخفاء وتدمير فرضيات الأخرين.
“…….هذه السيدة قد قامت بتعيين مدير من مدراء كيونكوسكا كمستشاري الخاص لمدة من الوقت الأن. ذلك المدير قد أخبر هذه السيدة بعض الأخبار المقلقة منذ بضعة أيام.”
آها.
إذا فإنه هنالك مرسول ينقل الكلام بين أيفار لودبروك وبايمون. هذا ذكي منهما. منذ العصور القديمة المخططون الأذكياء لم يذهبوا إلى أي مكان بأنفسهم بل دائما ما أرسلوا أتباعهم بدل أنفسهم. ولهذا فإنني قمت بتوظيف سوسكوبوس ساحرة وكفوءة منذ مدة قصيرة. هذا أمر طبيعي كوني أعظم مخطط.
“هذه السيدة تعتقد بأنه لا يجب عليها إخبار الجميع بشأن الكارثة التي قد وقعت على القارة حديثا. الموت الأسود، هذه اللعنة المرعبة التي تقضي على حيوات كل من الشياطين والبشريين بدون أي رحمة…..”
بالإضافة فإنه مرض يملأ خزنتي حاليا بشكل جيد للغاية.
مرحبا يا سكان القارة. أنا أود أن أقدم بعض الكلمات إلى الأشخاص الذين يعانون مع الموت الأسود. لا تقلقوا، فقط مقابل 10 قطع ذهبية فإنه سيكون بإمكانكم الحصول على العلاج، العشبة السوداء. أنقذوا حياتكم باستخدام أموالكم.
أنا لا أظن بأن هذا لأمر شرير القيام به. لو حدثت الأمور على حسب التاريخ الحقيقي كما حدثت الأمور في [هجوم الخنادق] فإن اكتشاف العلاج هو أمر كان ليحدث بعد عامين من الأن. مما يعني أنه لمدة عامين الأشخاص واصلوا الموت بدون أن يقدروا على القيام بأي شيء.
ولكن حاليا الأشخاص يعرفون بشأن العشبة السوداء شكرا لمجهوداتي. ولكنني أنا أملك احتكارا كاملا على العلاج والأشخاص القادرين على شراء العلاج مقابل الثمن الذي حددته هم فقط الأقلية: النبلاء، الأغنياء و العائلات البورجوازية. أنا أنوي المحافظة على هذا الثمن مقابل العلاج لمدة عام إضافي على الأقل.
معظم العاميين الذين لن يقدروا على الحصول على المال من أجل شراء العلاج سوف يموتون. في هذه الكارثة العالمية فقط النبلاء والأغنياء سوف ينجون.
بالتأكيد الناس سوف يحقدون علي.
مثلما تحقد علي بايمون حاليا الأن.
لا بأس لو تم شتمي ومناداتي بشيطان مهووس بالمال.
خططي أعمق مما تتخيلون وتمتد أكثر من مجرد الحصول على بعض القطع النقدية.
بالرغم من كيف أبدوا أنا أنوي أداء واجبي كمواطن في هذا العالم. وهذا واجب أنا وحدي فقط يمكنني تحقيقه من بين جميع ساكنة هذا العالم.
“…..شكرا لرحمة السماء فإنه هنالك علاج لهذا الوباء. جميعا، هل لربما تعرفون من هو أول شخص ليكتشف أن العشبة السوداء بإمكانها علاج المرض؟ ذلك الشخص هو دانتاليان هنا. هذا ما أخبرني به مدير من مدراء شركة كيونكوسكا اليوم.”
الفوضى بدأت بملأ القاعة مجددا.
بايمون قامت برفع صوتها.
“وهذا ليس كل شيء. دانتاليان قام بشراء 30 ألف قطعة من العشبة السوداء قبل انتشار الوباء حتى. هذه السيدة بحق تعجز عن فهم هذا الجزء.”
“………”
“دانتاليان، أنت لم تعرف فقط بأن الوباء سينتشر بل الأكثر من هذا هو أنك كنت تعرف العلاج لهذا الوباء. العلاج لوباء قد انتشر لأول مرة في التاريخ.”
بايمون قامت برفع مروحتها والإشارة إلي.
“كيف يمكنك شرح هذا؟ الإجابة بسيطة. دانتاليان، أنت هو المذنب المسؤول عن انتشار الموت الأسود.”
صوت بايمون الصارخ هز سقف القاعة.
صوت تهامس وفوضى شديد انتشر بين الحاضرين في القاعة. هل ما قالته بايمون هي الحقيقة؟ هل حقا قام شخص ما بصنع الموت الأسود بشكل اصطناعي……؟ الجميع بدأوا بالنظر إلي وهذه الأسئلة في أعينهم.
“بايمون، الاتهام الباطل غير مسموح به في المحاكمة.”
مارباس قام بالتكلم بصوت صارم.
“إتهام دانتاليان بأنه المسؤول عن نشر الوباء. هل أنت تملكين دليلا لا يمكن إنكاره وأنت تقومين بتقديم هذا الاتهام؟”
“دانتاليان يملك مستشارة من شركة كيونكوسكا مثل هذه السيدة. شراء العشبة السوداء قد تم تنفيذه عن طريق هذه المستشارة. تفاصيل كيف حصل دانتاليان على العلاج يمكن بالتأكيد التأكد منها هنا.”
الضوضاء في القاعة قد أصبحت أكبر بسبب إجابة بايمون الواثقة.
مارباس قام بالالتفات لينظر إلى مالك ورئيس شركة كيونكوسكا. مصاص الدماء أيفار لودبروك كان واقفا هناك وعكازة في يده.
“يا مصاص الدماء، هل كلمات بايمون هي الحقيقة؟”
“أووه يا مارباس المحترم.”
مصاص الدماء العجوز قام بحني رأسه.
“هذا العجوز لا يمكنه سوى التردد بشأن إن كان أمر ما حقيقيا أم لا. ولكن لو أمرت يا جلالتك فإن هذا يمكنه تقديم الأدلة التي يحتاجها هذا النقاش متى ما كانت الضرورة.”
“هل تريد القول بأنه يمكنك تقديم الدليل في هذه اللحظة فورا؟”
“أرجوك فقط أعط الأمر لهذا.”
أصوات الحاضرين ازداد بشدة.
‘هل كل ما قالته هو الحقيقة؟’ الاشتباه قد واصل الازدياد.
أفكار الجميع بدأت بالاتجاه في هذه الجهة. بايمون وأيفار لودبروك كلاهما شخصين يملكان كمية هائلة من السلطة. بالتأكيد هذين الإثنين لن يصرا على حقيقة أن الوباء قد تم نشره بشكل اصطناعي بدون أي سبب. إنهم يملكان نوعا من الأدلة……..ولذلك فإن الجميع التفتوا ليحدقوا إلي بأعين مليئة بالشك.
وفي هذه اللحظة فإن صوت ضحك بدأ بملأ القاعة.
هذا أمر غريب كوني لم أستطع ملاحظة من يضحك. أنا مازلت مقسما تركيزي على مراقبة كامل الحاضرين في القاعة. أنا لم أستطع رؤية ولا حتى واحد منهم وهو يضحك، ولكن ولسبب ما فإن صوت الضحك واصل الارتفاع ولسبب ما فإن أعين من ينظر إلي انفتحت بشدة.
وفي هذه اللحظة فإنني أدركت بأن الضحك صادر مني أنا. هذا ليس بتمثيل أو عرض من قبلي. أنا أضمن هذا. أنا بحق لم أستطع التوقف عن الضحك.
أنا بدأت التكلم بصوت مليء بالضحك.
“على الأكثر أنا فقط قد تحملت كسلي وبذلت قصار جهدي. أنا كان بإمكاني أن لا أهتم بشأن شيء مثل الوباء وتركه لشأنه. ولهذا فإنني متعب. إنه لمقدر دائما أن يرد الجميع دائما على الأفعال الجيدة بالأفعال السيئة. حقا، سواء في هذا العالم أو في ذلك العالم هذا أمر مازال لم يتغير…..”
“…..ما الذي تتحدث عنه يا دانتاليان؟”
“أنا أعتذر يا جلالتك بايمون. وأنا أعتذر لكم أيضا يا أقربائي الأعزاء. لقد كنت متأثرا للغاية كوني قد شهدت جزءا واقعيا من الكون. أينما كنت، الأشخاص لا يتغيرون. قراري في عزل نفسي في كهف حقا كان قرارا صحيحا.”
أفلاطون كان مخطئا.
الأشخاص قادرون على الحفر أكثر في الكهف.
هذا يعني بأنها ليست طريقة واحدة لتجاهل الناس فقط.
(إشارة إلى نظرية أفلاطون المعروفة باسم كهف أفلاطون.)
أنا قمت بوضع بسمة على وجهي لألتفت إلى مارباس.
“أوه يا مارباس المحترم. أنا بالطبع أود إعلان براءتي. لهذا هل يمكنني أن أحظى بمحادثة خصوصية مع رئيس شركة كيونكوسكا لمدة قصيرة؟”
“محادثة خاصة؟”
“ليس هنالك أي داعي للقلق. أنا لربما قلت محادثة خاصة ولكنها لن تكون سوى تبادل بضعة كلمات بشكل خاص. أنا أدرك بعض الشيء لما يشك بي رئيس شركة كيونكوسكا. أنا فقط أتمنى رؤية إن كنت قادرا على حل سوء الفهم هذا بسرعة. هذا لن يستغرق الكثير من الوقت.”
مارباس قام بإيماء رأسه.
“لو كان ذلك كل ما تريده فإنني لا أمانع.”
“أنا أشكرك بصدق.”
أنا قمت بالإشارة إلى أيفار لودبروك ليقترب مني.
أيفار لودبروك قام بالاقتراب مني بسرعة ورأسه محني. مصاص الدماء ذي الموهبة في التمثيل والتمويه بدأ الاعتذار لي فور اقترابه مني.
“أنا أعتذر بشدة لك يا جلالتك. إن قوانين شركتنا تنص على نشر بعض المعلومات في مواقف محددة بالرغم من رغباتنا. مهما كانت نتيجة ليلة والبورغيس اليوم، أنا أقسم على أن شركة كيونكوسكا سوف تساعد جلالتك حتى النهاية.”
“تلك بحق كلمات مريحة.”
أنا قمت بالضحك قليلا.
ومن جهة أخرى فإن تعابير أيفار لودبروك كانت جادة للغاية. اضحك قليلا. ملك شياطين مثلي يضحك. لو تشاركت في الضحك معي فإن المتعة ستتضاعف. إنه لمن المهذب مسايرة الأخرين في أفعالهم قليلا.
أه، ولكن أليس هذا مصاص دماء لا يعرف معنى الآداب منذ البداية؟ لا بأس بهذا. أنا لا أمانع تعليم الأخرين. أنا سوف أعلمك بشكل شخصي.
“إنه لمن المؤسف أن يكون لقائنا الأول في هذا النوع من المواقف.”
“أنا أبادلك نفس الشعور يا جلالتك. أنا أقسم يا جلالتك بأنني أنا، أيفار لودبروك لن يتردد في جر جسده العجوز لو يعني هذا استرجاع شرف جلالتك.”
“جسدك العجوز. هممم، جسدك العجوز؟”
أنا قمت بالابتسام قليلا.
“أنا أسف يا رئيس ولكنني لا أراك عجوزا على الإطلاق.”
“عفوا؟”
“أنت مازلت تبدوا مليئا بالحيوية والعفوية بالنسبة لي.”
“هذا……هذا يقدر كلمات جلالتك اللطيفة.”
على وجه أيفار لودبروك تعبير حيرة قد ظهر. وكأنه يتساءل لما بدأت بمدحه في مثل هذا الموقف الغريب. يبدوا أن مصاص الدماء هنا يملك عقلا بطيئا بعض الشيء. على الأقل فإنه نوع التلاميذ الذين لا يحب المعلمون تعليمهم.
نوع التلاميذ الذين يحتاجون ساعة كاملة فقط من أجل فهم معادلة رياضية واحدة. عادة أنا لن أتلقى أقل من 100 ألف وون مقابل تعليم تلميذ ثقيل العقل مثل هذا. ولكن أنا سوف أعلمك اليوم بشكل مجاني.
“لا لا، أنا حقا غيور من شكل جسدك وشبابك.”
“……؟”
أمازال لم يفهم قصدي؟
أنا معلم يملك الكثير من الصبر. أنا متأكد أنه يمكنني جعل حتى أسوء تلميذ جيد على الأقل في مادة واحدة لو شرحت له الأمر من جميع الجهات. أنا لا أتخلى عن آمالي في الناس بسهولة.
لذلك فإنني قمت بالاقتراب من أيفار لودبروك.
أنا قمت بوضع فمي بالقرب من أذنه.
ومالئا كلماتي بكامل الخير والرغبات الجيدة المتواجدة في قلبي.
أنا قمت بالهمس في أذنه.
“أنا أتساءل كيف هي حالة جسدك الحقيقي.”
“……….”
صمت.
صمت مصدوم.
صمت يخبرك بأن الشخص أمامك لم يستطع إيجاد الكلمات المناسبة للرد.
أنا بحق أستمتع بهذا النوع من الصمت. وأخيرا تلميذي المسكين قد أدرك قوانين الطبيعة بفضلي. أنا حقا أشعر بفخر كمعلم بذل كامل قصار جهده من أجل تعليم تلميذه.
حتى اسم هذا القانون الذي علمته له لبسيط للغاية.
قانون الغابة.
إدراك من هو الصياد ومن هو الفريسة.
لأجعلهم يندمون على ملامسة فرو الأسد بتهور.
كلما جعلت مغفلين يعتقدون بأنهم يملكون قوة وسلطة كبيرة يدركون بأنهم ليسوا أي شيء أكثر من قطعة لحم فوق المشواة فإنني أشعر وكأنني أساهم في الكون وهذا يجعلني سعيدا. يمكنك القول بأن هذه واحدة من الأشياء التي استمتع بها في هذه الحياة.
“كيف…ذلك….”
صوت أيفار لودبروك بدأ بالارتجاف.
“كيف تعرف ذلك…….؟”
“شعرك الأشقر لحقا جميل للغاية.”
صمت جميل مرة أخرى غطى علينا.
أيفار لودبروك.
إنه من المستحيل أن لا أعرف بشأن حقيقة هذا العجوز المحترم.
[هجوم الخنادق] هي لعبة تلعب فيها من وجهة نظر البطل البشري. ولهذا فإن البطل لا يستطيع أن يحظى بعلاقة قريبة مع الشياطين. أنا أقصد بأنك تجول العالم فقط من أجل قتل الشياطين لذلك من يريد القيام بأمر مثل ذلك؟
بالرغم من ذلك هنالك مصاصة دماء تستسلم للبطل في القصة. إنها تتغلب على الفارق بين العرقين لتقع في حب البطل. هنالك حتى نهاية خاصة حيث يتزوج فيها البطل البطلة مصاصة الدماء.
إسم البطلة: أيفار لودبروك.
الأمر هو هكذا.
الهوية الحقيقية للرجل العجوز المحترم هذا هي فتاة قد توقف جسدها عن النمو بشكل أبدي تاركا إياها ذلك بجسد فتاة صغيرة.
لهذا فإنني كنت مفاجئا عند رؤيتي هذا الرجل العجوز لأول مرة كون شكله مختلف كليا عن شكله في اللعبة.
-أيفار لودبروك؟
-نعم، ذلك الرجل هو أغنى رجل في عالم الشياطين وهو مالك شركة كيونكوسكا ومصاص دماء حقيقي.
لقد استطعت إدراك معظم الظروف المخفية.
على حسب القصة التي تم الكشف عنها في [هجوم الخنادق]، قصة أيفار لودبروك هي كالتالي: في الماضي لقد أقسمت ولائها لملك شياطين معين ولكنه قد تمت خيانتها من قبل ملك الشياطين ذلك تاركا إياها في موقف على حافة الموت. بعد ذلك أيفار لودبروك قد أقسمت بأنه لن يتم أبدا استخدامها من قبل ملك شياطين أخر ومن أجل تحقيق ذلك الهدف لقد قامت بتحريك وعيها بين دماها وهي تلعن وتحقد على كامل ملوك الشياطين.
أيفار لودبروك قامت بخيانة تحالف ملوك الشياطين في لحظة حاسمة وهي سبب رئيسي في حصول قوات البطل على فوز ضد الشياطين. إنه هذا موقف مثالي يظهر بأن الانتقام لأمر يمكن تحقيقه حتى ولو بعد مئات السنين.
كشخص قام بلعب اللعبة بأكملها والحصول على كامل النهايات الخاصة بأيفار لودبروك- فأنا بالطبع أعرف بشأن شكلها الحقيقي وأنا أيضا أعرف بشكل كامل بأن جسدها الحقيقي هو حاليا متواجد تحت هضاب مملكة موسكو الجليدية.
هذا سر قد همسته أيفار فقط للبطل.
بما أن البطل لن يظهر في هذا العالم حتى العام 1515 من التقويم الإمبراطوري فإنه من المؤسف بأن هذا سر لا يعرف بشأنه أي أحد.
باستثنائي أنا.
“أنا لست قلقا بشأن شيء مثل جسدك العجوز. أنا فقط قلق بشأن الفتاة الصغيرة التي جسدها مدفون تحت هضاب متجمدة تهب عليها رياح عاتية…..”
“………”
“أأه، أنا حقا قلق. أنا أخاف بأن الذئاب لربما ستظهر فجأة لتمزقها إربا إربا. ومن يدري، ربما بضعة لصوص من الجبال قد يظهروا ليدنسوا جسدها كما يرغبون. لربما كامل ذلك سيحدث فقط لو قمت بإعطاء إشارة صغيرة.”
أنا قمت بطقطقة أصابعي.
“هنالك احتمالية بأن إشارة سحرية محددة قد ترسل كارثة على جسد تلك الفتاة الصغيرة. مثل تسبب صرخة صغيرة بانهيار ثلجي كبير. رئيس، لا تقلق كثيرا. لا بأس، لا تنظر إلي بتلك الأعين المليئة بالخوف. أنا فقط أتكلم عن احتماليات لا أكثر.”
جسد أيفار لودبروك بدأ بالارتجاف بشدة.
لا بأس لو توقفت الأن عن معاملته بهذه الطريقة الساخرة.
أنا قمت بتغيير نبرة صوتي من نبرة ساخرة إلى نبرة مهددة.
“أوه يا مصاص الدماء المسكين. هل غضبت عندما اعتقدت بأن لابيس لازولي قد خانتك؟ ‘لنقم بالدوس على هذه الفتاة التي تجرأت على إظهار أنيابها أمامي’. هل اتخذت ذلك النوع من القرارات؟ أأأه، لودبروك، يا أيها الصديق المسكين.”
“أنا بدأت بالضحك.
“اعتقاداتك كانت خاطئة كليا. لقد كنت مخطئا. لابيس لازولي لم تقم بصيدي. بالطبع إنها طفلة تستحق الاحترام والإعجاب ولكن هل هي قادرة على إخراج مسرحية كوميدية مذهلة مثل هذه…..؟”
لقد قمت بصيدها.
أنا قمت بالهمس في أذن أيفار لودبروك بلطف.
“منذ البداية حتى النهاية، كل هذا كان بسبب سوء فهمك الغبي. لابيس لازولي قد أقسمت ولائها لك. ولكن بما أنها طفلة ذكية فإنها كانت مدركة كليا بأن عودتها إلى الشركة سيؤدي إلى موتها تحت اتهامات باطلة. أه، لو لم تكن تلك الفتاة مسكينة تعيسة فإنني لا أعرف من هو أتعس منها. لقد انتهى بها الأمر منبوذة أكثر من السابق فقط بسبب خفاش عجوز قد عاش كامل حياته وهو يعتقد بأنه عبقري.”
ارتجاف جسد أيفار لودبروك ازداد بشدة.
أنا قمت بوضع يدي على كتفيه.
“شكرا على إساءتك الفهم. بسبب ذلك فإنني اضطررت إلى مواجهة مشاكل أقل بكثير مما توقعت. لابيس لازولي هي فتاة مذهلة. أنا أقدم شكري لك من أجل إعطائك لها لي.”
“ما الذي…..ما الذي يريد جلالته من هذا…..؟”
“أوه، أنا فقط أريد بعض اللطف والخير منك.”
أنا قمت بإحكام قبضتي على كتفي أيفار قليلا.
“أنا بحق لم أنشر أي شيء مثل الموت الأسود. كل ما عليك فعله هو قول الحقيقة. هذا كل ما في الأمر.”
لا تقدم الدليل الذي سوف يجعل كلمات بايمون أكثر إقناعا.
إنه تهديد يحتوي على هذا النوع من المعاني.
“أوه……وبالطبع أنت سوف تتصرف من الأن فصاعدا كدميتي. ثمن الخسارة. رئيس، أنا شخص صادق. أنا لن أتكلم أي كلمات منافقة بيننا، مثل إخبارك كلمات مريحة وكيف أنك لن تعاني أي شيء من الأن فصاعدا وكيف أنه يمكنك الاسترخاء فور انتهاء هذه الليلة. ألا تظن بأن النفاق لتقليل احترام شديد للأخرين؟”
“……”
“عدة أمور سوف تتغير.”
من داخل عظامك.
“أنا سوف أعطيك الكثير من الاقتراحات التي لن تكون قادرا على رفضها وأنت في الواقع لن تملك أصلا خيار رفضها. أنت لربما سوف تملك شعور إحراج من حين لأخر لتشعر وكأنك لست حتى بشخص، بل ستشعر وكأنك وحش محتجز في قفص خنزير.”
إلى عمودك إلى الفقري.
“من حين إلى أخر أنت سوف تظهر روحا انقلابية لتعارضني. هل لي أن أخبرك كيف سوف أرد على ذلك؟ أه، أنا لن أقتلك. في الواقع أنا لن أقوم بضربك حتى. أنا أعدك بذلك. ما الذي سأفعله هو….”
إلى جمجمتك.
“هو اقتلاع شعر جسدك الحقيقي.”
كل شيء سوف يصبح ملكي.
“أنا لن أخذ الكثير. أنا فقط سوف أقتلع شعرة واحدة من رأس جسدك الحقيقي في كل مرة عارضتني فيها. *قلع*. فقط بتلك الطريقة. ذلك كل ما سأقوم به. ما رأيك في هذا؟ ألا تستطيع الإحساس إلى أي درجة أنا رجل كريم للغاية؟”
“……..”
“بينما أنا أنظر إلى وجهك الجميل. قلع، قلع، قلع، قلع…..”
أنا قمت بالنفخ في أذنه بصوت *ووووش*.
جسد أيفار لودبروك اهتز مثل ورقة شجرة متساقطة.
ولهذا فإنه لا يمكنني إيقاف نفسي من الاستمتاع بتهديد الأخرين.
“هممم، أنا بحق أتطلع إلى اليوم الذي سوف تعارضني فيه. أنا بحق لا يمكنني الانتظار. ولكنني أنا سوف أتحمل. أنا سأتحمل بسعادة حتى ذلك اليوم. أنا أملك كمية هائلة من الصبر بالرغم من كل شيء. أنت يمكنك الاسترخاء من تلك الناحية.”
أيفار لودبروك بدأ بعض شفتيه بشدة وبقوة للغاية.
“هذا….لن يقسم ولائه لأي أحد.”
“ذلك أفضل.”
أنا قمت بالتربيت على ظهر أيفار لودبروك.
“استخدم هذه الفرصة لتتعلم.”
“…………”
“الأشخاص يجب عليهم مواصلة التعلم حتى ولو كانوا عجائز. لو أصبح المرء كسولا أثناء تعلمهم فإن ذلك سيعني بأنهم قد سبق وأصبحوا فاشلين ككائنات حية ذكية. الأشخاص يجب عليهم المحافظة على جسدهم ومعاملته كأكبر كنز في العالم. ألا توافق على هذا أنت الأخر؟”
أيفار لودبروك لم يستطع الرد.
أنا أعتقد بأن هذا يكفي لكي يتجاوز صدقي ورغبتي الفارق في اللغة بيننا.
التواصل بيني وبين الآخرين لصعب إلى هذه الدرجة. أليست هذه مأساة كبيرة؟ لأضطر إلى اللجوء إلى التهديدات فقط من أجل جعل الآخرين يحترمونني. على الأرجح حتى أوديب لم يكن يشعر بنفس حزني حاليا عندما قام بطعن أعينه.
أنا قمت بالالتفات إلى القاضي مارباس.
“أوه يا مارباس المحترم. محادثتنا قد انتهت. أنا لا أملك أي مانع لو أردتم الأن مواصلة المحاكمة.”
“جيد. بايمون، يمكنك الأن تقديم دليل لإثبات كلماتك.”
المحاكمة قد تواصلت الأن.
بايمون قامت بمناداة أيفار لودبروك بصوت واثق.
“لقد فهمت. لودبروك، رجاء قم بتقديم الدليل.”
“…..”
“لودبروك؟”
صمت خانق غطى على القاعة.
أيفار لودبروك مازال لم يرفع رأسه حتى الأن. بايمون قامت بمناداة اسمه عدة مرات ولكنه مازال لم يرد. بسبب الصمت الغير المتوقع فإن تعبير توتر قد ظهر على وجه بايمون.
مع مواصلة الصمت فإن حيرة بايمون قد انتقلت إلى الأشخاص الأخرين في القاعة حتى غطى صمت كلي على القاعة.
وأخيرا بعد كل هذا فإن أيفار لودبروك قام بفتح فمه.
“………كلمات جلالتها بايمون هي مجرد كذبة.”
صمت.
صمت خانق.
الصمت لم يغطي على الجميع لانهم فهموا كلمات أيفار لودبروك. بل العكس تماما. هذا الصمت هو نتيجة عدم فهم ولا واحد من الحاضرين في القاعة كلمات أيفار لودبروك.
“ما الذي قلته الأن-“
لذلك فإن أول كلمات صدرت من فم بايمون هي كلمات حائرة بدل كلمات تفهم.
“فقط ما الذي قلته الأن؟”
“هذا العجوز….قد قال بأنه لا يمكنه تقديم الدليل الذي تطالب جلالتها بايمون الحصول عليه.”
“ما الذي تحاول قوله…..هل جن جنونك يا لودبروك.”
بايمون قامت بالصراخ.
الصمت الذي غطى القاعة قد تحطم فورا. مثل تحول بحر هادئ فجأة في بحر ذي أمواج عاتية. غضب بايمون اللا محدود بدأ بالصدور من جسدها. الفخر الذي كان متواجدا على وجهها قد سبق وتم غسله من على وجهها من قبل الأمواج.
“لقد أخبرت هذه السيدة! بأن دانتاليان هو المذنب في صنع الوباء وأن تلك الفتاة المسماة بلابيس لازولي هي المسؤولة عن نشره. هل تحاول السخرية من هذه السيدة بكلماتك الكاذبة؟!”
“…….أنا أعتذر ولكن هذا العجوز غير قادر على فهم ما الذي تتحدثين بشأنه يا جلالتك. ألم تمر 10 سنين منذ أخر مرة التقينا فيها بشكل شخصي مثل الأن؟”
كم هذا جميل.
أنا واصلت مشاهدة جدالهما والبسمة على وجهي.
رؤية الأشخاص يحاولون إلقاء اللوم والمسؤولية على أشخاص أخرين لمنظر حقا يؤثر علي. أه، أنا حقا لا يجب علي العيش مع الأخرين. أه، عزل نفسي وإمضاء بقية أيام حياتي في غرفة لوحدي هي الطريقة المناسبة للعيش. إن هذا منظر يذكرني بأسباب عيشي.
أنت أيضا تشاهدين هذا المنظر يا لابيس لازولي. لقد وعدتك بأنني سوف أريك أعظم عرض سيرك في العالم. من جهة واحدة فإنه هنالك ملكة الشياطين ذي الرتبة التاسعة النبيلة، ومن جهة أخرى هنالك أغنى شخص في عالم الشياطين. ولكن أنظري إلى هذا. لقد وصلا إلى مرحلة محاولة إلقاء اللوم والمسؤولية على الأخر بشكل طفولي.
أنا أعتبر هذا أعظم عرض بالنسبة لك أنت التي تمت معاملتك كمنبوذة فقط بسبب الدماء في عروقك. استمتعي بهذا العرض على راحتك كوني قد جهزته بدون أي مقابل وبشكل مجاني. أنا شخص يهتم بأتباعه بشكل جيد لو قررت القيام بالأمر بالرغم من كيف أبدو. لا بأس أن تتأثري بهذا العرض.
“ذلك أمر طبيعي كونك قد تواصلت معي باستخدام تابعك.”
“هذا العجوزغير قادر على فهم ما الذي أخبرك به تروكيل يا جلالتك بايمون. بالرغم من كل شيء هنالك شيء واحد يعرفه هذا العجوز. أنا لا أملك أي دليل يشير إلى أن جلالته دانتاليان له أي علاقة في نشر أو صنع الوباء.”
“هذا الخفاش الوضيع الجبان……!”
وجه بايمون الجميل قد أصبح مليئا بالعبوس والغضب. بالرغم من أنها مرأة ذات جمال يجعلها تبدوا وكأنها لوحة فنية إلا أن وجهها الغاضب لمرعب بحق.
“إذا الأمور سوف تكون هكذا. أنت سوف تدفع ثمن الدماء بدمائك. هذا هو قانون شركتك، شركة كيونكوسكا أليس كذلك. هذه السيدة سوف تحقق ذلك القانون……!”
هالة شبيهة بالدماء بدأت بالإحاطة بجسد بايمون.
كمية الطاقة السحرية كانت كبيرة لدرجة أنه يمكن رؤيتها بشكل واضح للغاية. اهتزاز الطاقة السحرية جعلها تبدوا وكأنها عشرات الألسنة الملتصقة ببعضها البعض.
بايمون ليست مجرد ملكة شياطين بل هي ملكة شياطين قد حققت لقب ساحرة عظيمة في السحر.
من بين جميع عرق ملوك الشياطين المكون من 71 شخصا، هذا إنجاز قد نجح فقط 4 أشخاص في تحقيقه وهي واحدة من أولئك الأربعة.
“أنا سوف أتصرف باسم الانتقام.”
بايمون قامت بصراخ قسمها.
هذه كلمات تم تمريرها من العصور القديمة في هذا العالم. إنه إعلان مقدس يعلن بأن المرء سوف يستخدم كامل ما يملكه، حتى حياته من أجل تحقيق هدفه والحفاظ على قسمه. بايمون تنوي بحق وضع كل شيء على المحك من أجل قتل أيفار لودبروك.
وفي تلك اللحظة فإن مارباس قام بالدوس على الأرض باستخدام قدمه اليمنى.
*بوووووووم*
كامل القاعة قامت بالاهتزاز.
القاعة اهتزت وكأن هزة أرضية قد وقعت والهزة كانت قوية لدرجة أن عدة أشخاص قد كان على وشك الوقوع إلى الأرض.
مارباس قام بالتحديق بغضب إلى بايمون وهالة خانقة باردة حوله.
“-أوقفي أفعالك المهينة فورا.”
الألم ظهر على تعابير بايمون.
“ولكن، مارباس!”
“لقد قلت توقفي فورا. أنت يجب عليك أن تكوني حذرة وإلا فإنني أنا أيضا سوف أعلن قسمي هنا. بايمون، أنت هي من طلب مني فرصة أخيرة. فقط لأجعل نفس واضحا، بالنسبة لي ليس هنالك أي فرصة أخرى بعد ذلك.”
“أوووه……..!”
بايمون قامت بعض شفتيها بشدة.
طاقتها السحرية لم تبدأ بالهدوء بل على العكس إنها قد ازدادت قوة.
“مالك شركة كيونكوسكا هناك قد تلاعب بهذه السيدة! إنه يحاول الأن التراجع بالرغم من أنه قد أمر تابعه، تروكيل بأن يري دليلا لهذه السيدة. هذه السيدة سوف تعدم فورا هذا الخائن.”
“مهما حدث لا يهم!”
مارباس قام بالصراخ.
“حتى ولو أتى باال إلى هنا بنفسه أنا لن أسمح بإسالة أية دماء في ليلة والبورغيس. أنت سوف تحافظين على محايدتك طالما أنت هنا. لو حقا أردت إسالة الدماء هنا الليلة يا بايمون فإن ذلك سيعني بأنني أنا وكامل ملوك الشياطين من حزب الشياطين المحايدين سوف يصبحون أعدائك بما في ذلك الثلاثون ألف جنديا تحت إمرتنا. بايمون، أنا أقسم لو واصلتي التصرف بهذه الطريقة فإنني سوف أدمر حزب الجبال الذين تقودينه والأراضي التي يعيش عليها حزبك سوف يتم تدميرها ولعنها لثلاث مئة سنة لكي لا تنبت عليها ولو عشبة واحدة.”
صوت غاضب غطى وهز كامل القاعة.
الشموع التي كانت تطفوا في القاعة اهتزت بشدة. الضوء والظلام في القاعة بدئا بالاهتزاز بشدة وحتى الأعمدة اهتزت من شدة قوة صوت مارباس.
الجميع قاموا بأخذ خطوة إلى الوراء. قوة مارباس أرغمت الجميع على التراجع.
من بين جميع ملوك الشياطين الثلاثين المجتمعين هنا، فقط القليل منهم استطاعوا تحمل ضغط مارباس ومواصلة الوقوف في نفس المكان. على الأقل بارباتوس هي الوحيدة التي مازالت تشرب النبيذ بدون أي اهتمام.
“أيها العجوز–لو احتجتني فأنا أيضا سوف أساعدك رفقت حزبي، حزب السهول. بصراحة، ألا تشعر ببعض القلق لو بدأت حربا ضد حزب الجبال فقط باستخدام حزب المحايدين فقط؟ التحالف بينك وبيني سوف يكون تحالفا جيدا.”
“اخرسي فورا يا بارباتوس. أنا لست في مزاج للمزاح.”
“أنا فقط كنت أظهر لك نوايا الحسنة.”
بارباتوس قامت بالضحك قليلا.
وبشكل مخالف لها فإن تعابير بارباتوس لا يمكن وصفها سوى بكلمة بشعة. من شفتيها رياح ساخنة بدأت بالخروج وكأنها بركان على وشك الانفجار.
“تروكيل……!”
بايمون قامت بإخراج كلمات من فمها واحدة تلو الأخرى ببطء.
“إنه المرسول الذي قام بتمرير الأوامر إلي من أيفار لودبروك. إنه واقف الأن خارج القاعة حاليا. أنا سوف أستدعيه وسأثبت في هذه اللحظة بأن أيفار لودبروك خدع وسخر من هذه السيدة.”
لحظة صمت خانق غطت على القاعة مرة أخرى.
مارباس قام بإزالة العدسة الزجاجية من على عينه لينظر إلى بايمون.
“هل أنت متأكدة؟”
“هذه السيدة تقول هذه الكلمات وهي متأكدة من الحقيقة.”
“….أنت بحق تستنزفين كامل ثقتي.”
مارباس قام برفع ذقنه.
“أدخلوا الشاهد المسمى تروكيل.”
الجنيات تلقين الأمر ليغادرن القاعة فورا.
الحزن قد غطى علي قليلا.
أأأه.
فكري قليلا يا بايمون. مهما كان هذا الشخص تروكيل، إنه مازال مجرد مرسول. أنت لا يمكنك الحصول على شهادة موثوقة من شخص مثل ذلك.
أنا أتفهم حقيقة احترامك لكامل الأعراق والأجناس. بالنسبة لك الموت الأسود هو أبشع نوع من الكوابيس. أنت على الأرجح شاركت في هذا اللقاء مصممة على إيجاد المذنب المسؤول عن التسبب في هذه الكارثة. ولكن الشخص الذي اعتقدت بأنه حليفك، أيفار لودبروك قد قام بخيانتك فجأة. لذلك فإنه لأمر طبيعي أن يملأ الغضب عقلك. ولكن بالرغم ذلك فإنه يجب عليك النظر إلى الأمام. الغضب هو أقصر طريق إلى الهلاك.
بعد مدة قصيرة، عفريت عجوز قام بالدخول إلى القاعة.
بايمون قامت بالإشارة إلى العفريت.
“نعم، ذلك هو تروكيل!”
بايمون بدأت استجوابها وصوتها مليء بالغضب.
“تروكيل، أنت سوف تكون شاهدنا. أنت، تبعا لأوامر أيفار لودبروك قد تصرفت كمرسول. هل أنا محقة؟”
“…….”
تروكيل قام بالنظر إلى جميع أرجاء القاعة.
العفريت كان يستخدم عكازة ليبقى واقفا. بالرغم من التجاعيد على وجهه إلا أن أعينه مازالت تلمع بالذكاء. لسبب ما أنا أحسست بأنه ليس عجوزا على الإطلاق، فقط أنه قد عاش لمدة طويلة من الوقت.
العفريت قام بالنظر إلى أيفار لودبروك لمدة صغيرة ليومأ رأسه. لم يتم تبادل أي كلمات بينهما.
تروكيل قام بفتح شفتيه ببطء.
“……إنه لشرف لي أن أكون في حضرة كامل ملوك الشياطين هنا. كيروك. هذا، بدون أي شك هو مدير من مدراء شركة كيونكوسكا وأنا أيضا شخص لديه علاقة قريبة مع أيفار لودبروك.”
فور إفصاح تروكيل عن هويته فإن الضوء عاد مجددا إلى وجه بايمون. إنها على الأرجح اعتقدت بأنها وأخيرا قد فازت.
بايمون بدأت بطرح الأسئلة مثل مسدس ألي.
“هذه السيدة لن تلف وتدور حول الموضوع. تروكيل، أنت قد أخبرت هذه السيدة بأن دانتاليان قد ساعد في نشر الوباء باستخدام طرق مجهولة وأنه أيضا ساهم في صنعه. هل هذه السيدة محقة؟”
“نعم، بالطبع أنت محقة يا جلالتك.”
الضوضاء عادت إلى القاعة مجددا.
أيفار لودبروك قام بإغلاق عينيه . ومن جهة أخرى فإن بايمون قامت بالابتسام وجو فرح حولها. شكلها هو شكل شخص قد حصل على فوز بعد تحمل كمية هائلة من الصعوبات ليحصل بعد ذلك على الفوز.
ولكن.
“أنت محقة فيما قلته يا جلالتك. أنا بالتأكيد قد أخبرتك بأن دانتاليان هو المسؤول عن الموت الأسود. ولكن، تلك كانت مجرد كذبة. لقد كان اتهاما باطلا بدون أي دليل.”
“ماذا……؟”
كلمات العفريت قد جمدت فورا البسمة على وجه بايمون.
تروكيل واصل التكلم بهدوء.
“هذا العجوز قد رغب في الحصول على العشب الأسود في حوزة جلالته دانتاليان. بالطبع إنه من المستحيل لشخص مثلي القيام بأمر مثل ذلك لوحدي. ولكن هذا يملك داعمين إثنين. الأول هو أنت يا جلالتك بايمون والثاني هو رئيس شركة كيونكوسكا، أيفار لودبروك. لقد اعتقدت بأنه سيكون من الممكن تحقيق هدفي لو استخدمت إسميكما.”
“تروكيل…….فقط…..ما الذي تقوله…..”
بايمون قامت بفتح فمها قليلا.
تعبير صدمة هائلة كان على وجهها وكأنها مازالت لم تستوعب ما يحدث.
تروكيل قام بحني رأسه وهي يتكئ على عكازته.
“أنا أقدم اعتذاراتي. هذا العجوز هنا يعرف كليا بشأن درجة اهتمام جلالتك بشأن كامل الأشخاص على وجه القارة. هذا هنا قد استخدم قلب جلالتك الرحيم من أجل إشعال كراهية تجاه جلالته دانتاليان. جلالته دانتاليان هو مجرد شخص ذي رتبة 71 بعد كل شيالعجوزء. هذا قد اعتقد بأنه فور بدأ المحاكمة فإنها ستنتهي فورا بتصويت في صالح جلالتك بايمون.”
“…….”
“والأكثر من ذلك هو حدوث حادثة قتل جلالته دانتاليان جلالته أندروماليوس وهذا العجوز قد رأى تلك كفرصة ذهبية. لأهدد جلالته دانتاليان بتهمة قتل ملك شياطين. وباستخدام تلك الفرصة فإنني كنت أنوي الحصول على كامل العشب الأسود في حوزة جلالته. ولكن جلالته دانتاليان قد فاق توقعات هذا وقد استطاع إثبات براءته. بحق أمر مؤسف……”
تروكيل قام بالنظر في جهتي لمدة قصيرة.
أنا قمت بالتحديق إليه ووجهي خال من أي مشاعر.
بدون أي قصد أنا قمت بطقطقة لساني بانزعاج. أنا يمكنني توقع ما الذي يحاول ذلك التاجر فعله. إنه ينوي إنهاء عرض السرك العظيم.
القاضي، مارباس قام بالتكلم بصوت مدوي.
“أيها العفريت الصغير. لقد اعترفت بنفسك بأنك قد استهزأت من بايمون وأردت استغلالها من أجل تحقيق رغباتك الأنانية. هل أنت مدرك لجرائمك؟”
“نعم يا جلالتك. هذا العجوز يعرف متى يجب عليه الاعتراف بالهزيمة. هذا العجوز قد حاول الحصول على كمية هائلة من الربح عن طريقة استخدام مدير شركة كيونكوسكا وجلالتها بايمون. وأنا قد فشلت. هذا كل ما في الأمر.”
العفريت قام بهز رأسه.
“لو هنالك شيء جلالتها بايمون قد أخطأت في القيام به فإنه الوثوق في عفريت خبيث وعجوز مثلي. لذلك بما أن كل شيء هو غلطتي أنا- بالرغم من أنني لست شخصا ذي مكانة…”
بسرعة.
قبل أن يستطيع أي شخص القيام بأي شيء.
تروكيل قام بسحب خنجر من ملابسه-
“إلا أنني سوف أعتذر على أفعالي باستخدام حياتي الصغيرة.”
-وليقوم بطعن الخنجر في عنقه.
[مدير من مدراء كيونكوسكا، العفريت البخيل، تروكيل. التقويم الإمبراطوري: العام 1505، الشهر 8، اليوم 20 نيفيلهيم، قاعة القصر
لقد فشلنا.
لقد أدركت هذا فور دخولي إلى القاعة.
بالرغم من أنني لم أرد الاعتراف بالأمر إلا أنني لم أملك أي خيار سوى تقبل الأمر عند رؤيتي جلالتها بايمون التي كانت دائما ما تنظر إلي بتعبير لطف وهي تنظر إلي بتعابير بشعة حاليا.
………لقد كنت مستعدا.
التجار دائما يجب عليهم احترام التبادل المتساوي.
حتى ولو كان دانتاليان مجرد ملك شياطين ذي رتبة 71، وحتى ولو كانت لابيس لازولي مجرد هجينة منبوذة، هما أيضا شخصان يبذلان كامل ما في وسعهما لمواصلة العيش.
حياة مقابل حياة.
يجب عليك وضع حياتك على المحك لو أردت إنهاء حياة شخص أخر.
كيروك.
إنها معادلة بسيطة.
…..لقد حلمت بعالم حيث لا يتحكم فيه نظام حكم هرمي.
فقط كونك قد ولدت كملك شياطين فإنك تجد نفسك واقفا على القمة منذ البداية. وفقط لأنك ولدت بين شيطان وبشري فإنك تجد نفسك واقفا في الحضيض وأنت تعامل مثل القمامة. هذه هي حالة عالم الشياطين الحالية. أنا أردت تغيير ذلك….
بالرغم من أنه هنالك بعض الاختلافات إلا أن أيفار لودبروك يحمل نفس الرغبة في قلبه مثلي. في هذا العالم القذر فإنه هنالك حس صداقة بيني وبين أيفار لودبروك.
لو أراد شخص ما تغيير العالم فإنهم سيكونون بحاجة إلى المال. ولهذا فإننا قمنا بإنشاء شركة كيونكوسكا. طوال مئات السنين الماضية لقد تغلبنا على كمية هائلة من الصعوبات والخصوم من أجل الوصول وبصعوبة إلى مكانة أعظم شركة في عالم الشياطين…..
أأأه.
أنا حقا أردت رؤيته.
مجتمع عادل ولو أكثر قليلا.
أنا فقط أردت العيش في عالم أقل تمييزا.
…..أنا فقط أردت رؤية عالم أجمل قليلا.
“كيروك..!”
أنا استطعت الإحساس بنصل الخنجر وهو يخترق عنقي.
وكما هو متوقع فإنني بدأت أشعر بدمائي وهي تسيل من عنقي إلى الأرض.
القوة بدأت بالاختفاء من ركبتي. جسدي سقط ببطء وشيئا فشيء فإنني اقتربت من الموت. أنا أمكنني الإحساس بكامل هذا بشكل واضح.
أيفار، اهتم بالباقي.
أنا لم أستطع رؤية العالم يتغير ولكن أنت على الأرجح سوف تكون قادرا على رؤية الأمر حتى النهاية. أنت تملك عقلا ذكيا بالرغم من كل شيء.
ولكن، أنا قلق من أنك لن تجد أي شخص سوف يتفهم جنونك. لا تبقى وحيدا. يوما ما أنت سوف تجد شخصا ليبقى بجانبك مرة أخرى…..
وأخيرا أنا التفت لأنظر إلى دانتاليان.
ليس هنالك أي سبب مميز خلف هذا الأمر. فقط عيني التفت إليه عند سقوطي إلى الأرض. ولكن وبعد نظري إلى ملك الشياطين ذي الرتبة 71 فإن أعيني إنفحة بشدة.
“…..!!!!”
وجهه كان خاليا من أية مشاعر.
لا يمكن للكلمات وصف درجة خلو وجهه من أية مشاعر على الإطلاق.
بالرغم من حصوله على فوز مفاجئ إلا أنه ليس هنالك أي أثار سعادة على وجه دانتاليان على الإطلاق. إنه لا يبدوا متفاجئا بانتحاري حتى. وكأن هذا أمر طبيعي- إنه كان ينظر إلي وكأنه يفهم تماما وكليا لما قررت قتل نفسي.
هل الأمور كانت هكذا……هل الأمور كانت هكذا!
بعد رؤيتي ذلك الوجه فإنني أدركت فورا. ملك الشياطين دانتاليان ليس مجرد فريسة. خيانة لابيس لازولي لشركتنا وقتل أندروماليوس هي جميعا خطط قد خططها ذلك الرجل. أنا لا أدري سبب أو أهدافه من تنفيذ هذه الخطط ولكن تلك الأعين. تلك الأعين، أعين قاتل لكافية لإقناعي كليا بأن دانتاليان هو في الواقع المتلاعب بالدمى الذي تلاعب بكل شيء منذ البداية.
أأأه، أيفار لودبروك.
لقد كنا مخطئين منذ البداية.
لقد قفزنا إلى لوحة الشطرنج بدون أن ندرك حتى من هو خصمنا الحقيقي. وبسبب هذا فإنه من الطبيعي لنا أن نخسر بهذه الطريقة. هل أدركت الأمر يا أيفار؟ هل أنت مدرك حقيقة أن ذلك الرجل هو الخطر الحقيقي……
أنا أردت فتح فمي لأحذر أيفار. لأترجاه ليكون حذرا من دانتاليان.
ولكن للأسف فإنني لم أملك حتى القوة الكافية لفتح شفتي. شيئا فشيء حياتي وصلت إلى نهايتها والمنظر أمامي قد بدأ يغطي عليه الظلام.
أنا لربما حلمت بعالم جميل، ولكنني لم أستطع عيش حياة جميلة. لقد ارتكبت كمية كبيرة من الأفعال الشريرة. بدون شك السَّامِيّن سوف يلقون بي إلى الجحيم…..
أووه يا بيرسيفون الرحيمة.
أرجوك أظهري بعض الرحمة على روحي المسكينة.
وفورا الصمت الأبدي قد غطى على وعيي……….
[أضعف ملك شياطين، ذي الرتبة 71، دانتاليان، التقويم الإمبراطوري: العام 1505، الشهر 8، اليوم 20 نيفيلهيم، قاعة القصر
الخنجر اخترق عنق العفريت بسهولة.
الخنجر قد اخترق عنقه من الجهة الأمامية ليخرج من الجهة الخلفية.
جسد العفريت الصغير سقط إلى الأرض.
صمت مجمد غطى الغرفة.
دماء حمراء بدأت بالسيلان على أرض القاعة.
“أه……؟”
أما بالنسبة لبايمون.
“أه…..أأه……؟”
أما بالنسبة لبايمون فإنها واصلت فقط التحديق إلى جثة العفريت.
ذلك العفريت كان تاجرا قد وثقت به بايمون بدون أي ذرة من الشك. إنه لمن الواضح أن هذين الإثنين كانا يعرفان بعضهما البعض منذ مدة طويلة للغاية.
ربما بسبب انصدام بايمون فإنها قد فقدت القوة في ركبتيها لتسقط إلى الأرض. الدماء التي سالت من جثة العفريت شكلة بركة صغيرة ملطخة تنورة رداء بايمون بلون أحمر.
“أأه….أه…أأه…….”
ومثل مسجل محطم فإن بايمون لم تستطع القيام بأي شيء سوى إطلاق صوت أنين مرارا وتكرارا.
إن هذه نهاية ما كان بإمكانها توقع حدوثها منذ 30 دقيقة. بايمون لربما لم تستطع القيام بأي شيء سوى الأنين الأن ولكنه بإمكاني تفهم المشاعر التي تملأ قلبها حاليا.
ولهذا فإنني قد قمت بتحذيرها.
لكي لا تتجاوز نهر الروبيكون ولنتصالح بكأس نبيذ. ولكن وبدون أن تدرك أي شيء فإن بايمون حاولت إرغامي الشرب من كأس مسمم. هذه بحق مأساة الأن.
أنا قمت بالهمس بصوت يمكنني أنا فقط سماعه.
“أفسدت المزاج….”
حقا لقد سببت الكثير من الفوضى أيها العفريت الهرم.
في بادئ الأمر أنا أردت إخراج مسرحية كوميدية. أيفار لودبروك وبايمون سوف يلومان بعضهما البعض حتى انتهاء اللقاء.
في النهاية فإن واحدا منهما كان ليدمر شرفه وفخره. هذا هو السيناريو الذي قمت بكتابته. الجميع كانوا ليصفقوا بشدة بعد رؤيتهم قتال بين نمر وأسد حتى الموت. ولكن، هذا العفريت الهرم هو معامل ما كان بإمكاني توقع تواجده…..
تروكيل قد تحمل كامل أخطاء أيفار لودبروك وبايمون وليأخذهم معه إلى القبر. سوء فهم بايمون كان بسبب خداع تروكيل وجهل أيفار لودبروك هو بسبب تروكيل أيضا.
كلاهما مجرد ضحية. وتروكيل هو المذنب. والأكثر من هذا هو أن الجثث لا تتحدث. اليوم الذي تكشف فيه الحقيقة لن يصل أبدا.
أنا أقدم لك بصدق كامل احترامي من عمق قلبي يا أيها العفريت الهرم على إصرارك ذلك.
أيفار لودبروك وبايمون قد واجهاني بدون أي احترام. إنهما لم يضعا حياتهما على المحك. ولكن أنت مختلف. أنت واجهتني بكل ما تملكه. على عكس هذين الإثنين أنت لم تنسى آدابك المناسبة.
ذلك بحق كان منظرا مذهلا رائعا.
أنا يجب علي الاعتراف. أشخاص مثلك لأكثر من مؤهلين للتدخل في حياتي المريحة.
“-نحن سوف نحدد نهاية المحاكمة الأن عن طريق التصويت.”
مارباس بدأ بالتكلم مجددا.
الشاهد الوحيد قد قتل نفسه وبايمون قد فقدت إرادتها. إنه على الأرجح قد أدرك بأنه ليس هنالك أي داعي لمواصلة المحاكمة أكثر من هذا.
“القضية الأولى هي حادثة القتل. حادثة القتل حيث قتل فيها ملك الشياطين ذي الرتبة 72 معدوم الاسم، أندروماليوس من قبل ملك الشياطين ذي الرتبة 71 معدوم الاسم، دانتاليان. الْمُتَّهِم قد طالب بمليون قطعة ذهبية كتعويض من أجل قتل أندروماليوس من دانتاليان، وليتم سجن دانتاليان بنفسه في السجن المجمد لخمسة عشر سنة.”
مارباس قام بالنظر إلى الحاضرين.
“أولئك الذين يعتقدون بأن دانتاليان مذنب ليقوموا برفع يدهم اليمنى، وأولئك الذين يعتقدون بأنه بريء لتقوموا برفع يدكم اليسرى. الْمُتَّهِمُ والْمُتَّهِم وأنا الذي اتخذ دور القاضي لا يملكون الحق للتصويت.”
الحاضرون قاموا برفع أيديهم فور انتهاء مارباس من شرحه.
من بين ملوك الشياطين 29 الحاضرين هنا، الأشخاص الذين صوتوا مذنب هم 9.
الأشخاص الذين صوتوا بريء هم 19.
مارباس قام بإيماء رأسه.
“أنا أعلن بأن دانتاليان بريء من القضية الأولى.”
باستثناء أتباع بايمون، معظم ملوك الشياطين قد صوتوا بريء. في الواقع هذا نصر محطم. ولكن الطعم في فمي مازال طعما مرا. كل هذا بسبب تضحية ذلك العفريت الهرم النبيلة. أنا لم أعد متحمسا كالسابق…..
“القضية الثانية هي بشأن الموت الأسود. الْمُتَّهَمُ قد ادعى بأن دانتاليان هو المذنب الحقيقي خلف نشر الوباء. أولئك من يعتقدون بأن هذه الكلمات صحيحة قوموا برفع يدكم اليسرى، وأولئك الذين يعتقدون بأن هذه كلمات باطلة قوموا برفع يدكم اليمنى.”
الأشخاص الذين صوتوا مذنب هم نفس التسعة أشخاص السابقين.
الأشخاص الذين صوتوا بريء هم 15 شخصا.
“أنا أعلن بأن دانتاليان بريء من القضية الثانية. لذلك وباسم ملك الشياطين ذي الرتبة الخامسة مارباس والمسؤول عن النبل أنا أضمن بأن دانتاليان بريء من كامل هذه التهم. أولئك الذين يملك أي معارضة لهذا القرار يجب أن يتذكروا بأن ذلك سوف يكون تحديا لشرفي.”
تصفيق صدر من ملك شياطين محدد. بارباتوس بدأت التصفيق مجددا. إنها بدأت بالتصفير حتى وهي تحتفل بنتيجة المحاكمة.
“هاهاها! هذا ما تستحقينه أيتها العاهرة. أنا دائما ما كانت أنتظر رؤيتك وأنت يتم تحطيمك منذ اليوم الذي بدأت فيه برفع أنفك والتصرف بفخر. بما أن الأمور قد وصلت إلى هنا، ما رأيك في إمضاء بعض ‘الوقت’ مع ذلك العفريت في السرير؟ أنا متأكدة أنكما ستكونان حبيبين مثاليين وأنت بالتأكيد لن تمانعي حالته طالما كان ذكرا!”
…….بالرغم من أن طريقة وكلمات احتفالها لقذرة بعض الشيء.
حاليا بايمون واصلت التحديق بأعين خالية من أية حياة إلى جثة تروكيل.
لتكون قادرا على السخرية من مرأة في حالة مثل هذا، أنت بحاجة إلى أن تملك أعصاب عنيفة وشرسة للغاية. هذا أمر مذهل بمعنى أخر. أنا أصبحت متأكدا أنه لو أردت المحافظة على حياتي المسالمة فإنه من الأفضل لي أن لا أتورط مع بارباتوس.
بالإضافة إلى أن صدرها مسطح.
صدرها مسطح مثل مسطحات سيبيريا-
هذا جزء مهم لذلك فإنني قمت بتكريره مرتين.
لو كنت شخصا منطقيا محترما فإنه من الواضح أنك سوف تفضل النضج على قلة النضج، الكثرة على القلة. عقدة اللوليتا لمرض عقلي جمعيا. أنا أتمنى أن تزور أقرب مصحة نفسية لعلاج نفسك.
“حسنا، نحن سوف نناقش الأن عقاب بايمون. دانتاليان، بالرغم من برائتك إلا أن بايمون حاولت اتهامك. المرء يجب عليه دفع ثمن الفشل. اقترح ما هو برأيك عقاب مناسب.”
“عقاب هاه…..”
أنا قمت بالنظر إلى أرض القاعة.
في الماضي، المحاكمة كانت تحمل معنى مبارزة. وكلا الطرفين يضعان شرفهما على المحك ليتقاتلان بشأن من هو البريء والمذنب. لو خسر الْمُتَّهِمُ فإنهم كانوا يتلقون نفس الحكم الذين كانوا يحاولون وضعه على الطرف الأخر. هذا يعني لو أردت أن تلعن شخصا ما فإنه يجب عليك أولا حفر قبرك.
في هذا الموقف فإن بايمون سيجب عليها دفع مليون قطعة ذهبية وليتم سجنها في السجن المجمد لخمسة عشر سنة. ومرة أخرى فإنني أدركت نوع التصميم الذي كانت تحمله بايمون عند بدئها هذه المحاكمة. هل الأمر هكذا إذا. إنها هي الأخرى كانت مستعدة لتحمل المسؤولية نوعا ما بالرغم من أنه لا يمكن مقارنتها مع العفريت….
وفجأة، ومن العدم صندوق خيارات ظهر أمام عيني.
[1-سامح بايمون.]
[2-عاقب بايمون.]
بعد رؤيتي هذين الخيارين فإنني تأكدت من أن هذا خيار مهم.
هذا خيار سوف يؤثر بشكل كبير على العالم بشكل مماثل لاختياري قتل أندروماليوس.
مارباس قام بمطالبة مني الرد بسرعة بصوته.
“دانتاليان.”
“………..”
أنا قمت بالنظر إلى جثة العفريت.
تروكيل، أنت لم تترك أي وصية خلفك. ولكنني استطعت فهم ما هي رغبتك الأخيرة كليا. أنت أردت أن لا يعاني أيفار لودبروك وبايمون مهما حدث. هذه هي على الأرجح رغبتك الأخيرة التي لم تستطع قولها.
أنا سوف أحترم رغبتك الأخيرة تلك كطريقة أظهر فيها لك احترامي وتعازيي لك.
“لا داعي لأي عقاب.”
“عفوا؟”
“لقد قلت بأنه ليس هنالك أي داعي يا مارباس المحترم.”
أنا قمت برفع رأسي والنظر إلى مارباس.
بسمة ضعيفة كانت متواجدة على شفتي. هذه بسمة من أجل إظهار تعبير تعب. أه، في الواقع أنا متعب قليلا كونني قد استخدمت عقلي بشدة منذ قليل.
“حتى ولو كنت متهما بشكل باطل إلا أن هذا كله قد حدث فقط لأن جلالتها بايمون كانت في وضع مؤسف وقد وقعت ضحية للخداع أليس كذلك؟ لقد سبق وتم إثبات هذا الأمر للجميع في هذه القاعة، والمذنب خلف كل هذا هو العفريت على الأرض هناك. لقد كان شريرا مطلقا، ولكنه قد سبق ومات وليس هنالك أي سبب لنحمل المسؤولية لأي شخص أخر.”
“بمعنى أخر…..هل تريد القول بأنك لن تطالب بأي عقوبة من بايمون؟”
“نعم يا جلالتك. كالشخص المتهم في هذه المحاكمة وكالشخص الذي فاز في هذه المحاكمة بسبب القوانين فإنني أطالب باستخدام حقي كملك الشياطين ذي الرتبة 71 لكي لا يتم عقاب جلالتها بايمون بأي شكل من الأشكال بسبب هذه الحادثة.”
أنا قمت بالابتسام قليلا.
“في بادئ الأمر، هذه ليلة والبورغيس المقدسة. هذا ليس مكانا من أجل نطق كلمات قذرة مثل عقاب وغيرها فيه.”
الأشخاص حولي بدأوا الهمس والتحدث. إنهم على الأرجح لم يتخيلوا بأن الشخص الذي تم اتهامه سوف يتخلى عن حقه بهذه السهولة. جميعهم يحملون تعابير صدمة على وجوههم. ومن جهة أخرى فإنني قد أصبحت هادئا كليا بعد رؤيتي ذلك العفريت وهو يقتل نفسه.
أنا لم أرد أن أصبح شخصا يتحدث بمبالغة عن ‘الاعتراف بالأخرين’ و ‘الاحترام’ طوال الوقت. أنا فقط أريد الاعتراف بالعفريت تروكيل وإصراره. ولذلك فإنني قررت احترام رغبته الأخيرة. ولذلك فإنني سأظهر هذا عن طريق أفعالي بدل الكلمات فقط.
مسامحة بايمون هنا اليوم بالتأكيد له حركة سياسية خطرة. في عالم السياسة فقط بسبب حقيقة معارضتنا بعضنا البعض هنا اليوم قد تعني بأننا سوف نبقى أعداء طوال حياتنا.
اليوم، بدون التحدث عن النتيجة أو الحقيقة، العلاقة بيني وبين بايمون قد أصبحت علاقة ‘أعداء’. لتغيير هذه العلاقة إلى نوع أخر سيكون أمرا صعبا ولربما مستحيل تحقيقه كليا حتى.
وهذا ما يعنيه أن تحترم شخصا ما.
لتحمي كلمات الشخص الأخر حتى ولو كان يعني هذا بأنك ستتحمل بعض الأذى.
أنا واثق من أنني لن أحزن حتى ولو واجهت بعض الصعوبات من أجل احترام بعضنا البعض.
لو اعتمدت على كلمات أختي الصغرى الثانية فإنني أمتلك أكثر عقل شيطاني.
وإن اعتمدت على كلماتي فإنني فقط تلميذ مهذب يعرف بعض الآداب.
“يا مارباس المحترم. الشيء الوحيد الذي أريده الليلة هو كأس دافئ من النبيذ المعسل فقط.”
[1-سامح بايمون.]
فور انتهائي من التكلم فإن صندوق الخيارات قد ذاب.
وقريبا كلمات جديدة بدأت بالظهور.
كل كلمة قد تفككت لتشكل كلمة جديدة. إن هذه تجربة شبيهة برؤية منزل وهو يبنى من تلقاء نفسه.
[خيار رحيم.]
[القارة مصدومة بسبب رحمتك.]
[الشهرة قد ازدادت بعض الشيء.]
الكلمات لمعت بضوء ساطع في وسط الهواء.
الكلمات تحطمت بعد ذلك لتختفي كليا إلى مكان ما.
“…….”
مارباس واصل التحديق إلي. أعينه الزرقاء تعطيك الإحساس وكأنك تنظر إلى بحر هادئ للغاية. أنا لم أقم بتفادي أعين مارباس لأنظر إليه مباشرة.
“لتفكر بشأن واجبك فوق الحقد. هذه كلمات من السهل قولها ولكن الكلمات يصبح تحقيقها أصعب كلما صغرت وكلما طالت الكلمات فإن تحقيقها يصبح أسهل. هذا ليس أمر يمكن للجميع القيام به. بالإضافة، عدد الأشخاص الذين يرفضون فرصة للحصول على انتقامهم بشكل حق ضد شخص حاول إدانتهم بشكل باطل لصغير للغاية.”
مارباس قام بالتربيت على كتفي.
“أنت شخص مذهل يا دانتاليان. كالمضيف لليلة والبورغيس هذه فإنني أود تقديم شكري لك. أنا أتطلع لليوم الذي سوف تتخلص فيه من مكانتك كملك شياطين معدوم الاسم ولتصبح ملكا يملك لقبا يستحق الفخر.”
[تعلق ملك الشياطين مارباس العاطفي بك قد إزداد ب 9.]
بدل الرد أنا فقط قمت بخفض رأسي قليلا.
مارباس قد قال سابقا بأنه لا يثق بالكلام المطول. لذلك لأتخطى حدود الكلام القصير فإنني قررت الرد بالصمت لأساير اعتقادات مارباس. مارباس على ما يبدوا هو الآخر قد فهم نيتي. مارباس قام بإيماء رأسه والتربيت على كتفي مجددا.
“……..ولكن، حتى ولو لم يكن هنالك أي عقاب رسمي فإنه لمن غير المنطقي إنهاء هذا الأمر بدون ولو حتى كلمة اعتذار واحدة. بايمون.”
مارباس التفت لينظر إلى بايمون. إنها مازالت جالسة هناك بجانب جسد العفريت. إنها تبدوا مثل دمية قد قطعت خيوطها. مارباس قام بمخاطبتها وتعبير تألم وحزن على وجهه.
“إعتذري لدانتاليان هنا فورا.”
بايمون التفت ببطء.
“….إعت…ذار…..؟”
“نعم، تلك هي المسؤولية التي يجب عليك تحملها.”
“كذب……تروكيل……كذب.”
بايمون حاولت النهوض ولكنها قد فشلت. على ما يبدوا فإنها قد فقدت كامل الطاقة في قدميها لذلك فإنها قد سقطت مجددا إلى الأرض. بايمون قامت برفع رأسها لتنظر إلي.
“هل تروكيل…… خان هذه السيدة؟”
أنا قمت بإيماء رأسي.
“نعم يا جلالتك.”
“بريء…..؟”
“نعم، أنا حقا لم أقم بصنع الموت الأسود وأنا لم أقم بنشره أيضا. كل تلك هي مجرد كذب قام بصنعها ذلك التاجر، تروكيل.”
بايمون قامت بخفض رأسها مجددا. لحظة صمت قد مرت. أنا لا أملك أي طريقة لأعرف ما الذي تفكر بشأنه حاليا. وبعد مدة قصيرة رفقة اهتزاز كتفي بايمون فإن صوتا خافتا قد صدر منها.
“أ…….فة…..”
في بادئ الأمر نحن لم يمكن لنا فهم ما الذي تقوله. مثل راديو محطم كلماتها قد صدرت لتتوقف ولتعيد نفسها مجددا. هذا أمر تكرر مرارا وتكرارا. صوت بكاء كان ممزوجا بين الكلمات. ولكن، وبالرغم من هذا فإن بايمون واصلت تكرير نفس الكلمات حتى أصبحت عالية وواضحة.
“أنا……..أس……فة…..”
إنها كلمات اعتذار.
بركة دماء قد تجمعت على الأرض وقد بدأت دموع بايمون بالسقوط عليها . شيء أخر بدأ بالتجمع هناك. إنها دموع بايمون. كل مرة سقطت دمعة من دموعها إلى بركة الدماء فإن اهتزاز صغير ينتشر في بركة الدماء مثلما يحدث عند إلقاء حجر في بركة مياه هادئة.
“أنا آسفة…….”
“…….”
“أنا آسفة……. أنا آسفة……”
صمت غريب غطى القاعة.
صوت بايمون مازال خافتا قليلا ولكنني أحسست بأنه يمكن لكامل الحاضرين سماعه كليا.
إنه على الأرجح كان من الصعب عليهم مواصلة مشاهدة هذا. ملكة شياطين والتي أظن أنها من أتباع بايمون قامت بالتقدم من الحشد إليها ولتبدأ بمساعدتها على النهوض. بايمون قد تم جرها إلى الخارج من قبل ملكة الشياطين تلك. مجموعة مكونة من 15 شخصا قد اتبعت ملكة الشياطين إلى الخارج ولم يحاول أي شخص إيقافهم.
“لقد كان هنالك الكثير من التعقيدات، ولكن.”
مارباس بدأ بالتكلم راغبا في تغيير الموضوع.
“هذا لا يغير حقيقة أن اليوم هو يوم ليلة والبورغيس. بالرغم من أنه هنالك أمور متبقية على جدول أعمالنا إلا أنه يمكننا تأجيل تلك حتى الغد. أنا سوف أوافق الأن على اقتراح بارباتوس وأتمنى تقديم كأس شراب لجميع الحاضرين هنا.”
مارباس قام بالتصفيق مرة واحدة بيديه.
وفورا جنيات يحملن صواني محملة بمختلف كؤوس النبيذ وأطباق الطعام قد دخلن إلى القاعة. عدة خادمات من عرق الإيلف دخلن حاملات عدة طاولات وكراسي. القاعة قد تحولت فورا إلى قاعة طعام. أنا أيضا قد حصلت على شرف أن يتم تقديم كأس نبيذ لي من مارباس بشكل شخصي.
أشخاص ذوي قوة وسلطة لنادرون. أشخاص ذوي قوة وسطلة وعقل منطقي وفطرة سليمة لنادرون لدرجة أنهم على وشك الانقراض أكثر من أي شيء أخر في العالم. أنا قمت بقبول كأس مارباس راغبا في الحفاظ على واحد من هذا العرق النادر.
لبقية ذلك اليوم بايمون وأتباعها لم يظهروا وجههم مجددا.
[أضعف ملك شياطين، ذي الرتبة 71، دانتاليان، التقويم الإمبراطوري: العام 1505، الشهر 8، اليوم 21 نيفيلهيم، قصر العمدة
حفلة الطعام والنبيذ لم تنتهي حتى بعد مرور منتصف الليل.
أنا لم أتخيل أبدا من قبل أن ملوك الشياطين هم مدمنو نبيذ إلى هذه الدرجة. وخصوصا بارباتوس هي الأكثر إذهالا من بينهم. لقد قامت بأخذ برميل عملاق من النبيذ لتبدأ بالشرب منه مباشرة.
والحاضرون فقط قاموا بالتصفيق والتشجيع. ذلك كان منظرا جنونيا. بالإضافة على ما يبدوا بارباتوس قد أصبحت مهتمة في لأنها واصلت إرغامي على شرب المزيد. لو حاولت الرفض ولو قليلا فإنها كانت لتقول ‘هاااااه؟ هل ترفض النبيذ الذي أهديه لك أنا؟’ ولتثار مشاعرها بشدة. هل هنالك أي شخص أكثر بربرية من هذا؟
بعد فقداني القدرة على مواصلة الشرب معها فإنني قمت بالخروج إلى خارج القاعة وإلى أروقة القصر. في الواقع أنا أردت الهرب من البوابة ولكن هنالك فرصة أن تمسك بي بارباتوس هناك.
شكلها الخارجي هو شكل فتاة صغيرة لذلك أين ذهب كامل ذلك النبيذ الذي شربته؟ أنا بحق لم أستطع فهم هذا الأمر. في رأيي بارباتوس بحاجة إلى أن يتم تشريحها من قبل العلماء فورا. أنا متأكد من أنهم سوف يجدون ثقبا أسود في معدتها بكل تأكيد….. المشكلة هي أن العلم في هذا العالم ليس متقدما إلى تلك الدرجة. وكنتيجة لذلك فإنه من المستحيل حل هذا الأمر ليبقى لغزا لا يمكن فكه….
أنا أحسست وكأن عقلي فارغ كليا. أنا بالتأكيد قد أصبحت ثملا. أنا كنت أمشي في الأروقة الخالية ولكن لسبب ما فإنني أحسست وكأن العالم بكامله ينبض حولي.
اللعنة. هذا كله بسبب قول تلك الطفلة التي ولدت على مسطحات سيبيريا: “أنا سوف أريك كنزي المخفي” ولترغمني بعد ذلك على شرب نبيذ مكون من خلط 6 أنواع أخرى من النبيذ معا. ما الذي قصدته ب”هذا شرف عظيم. ليس الجميع بإمكانهم تذذوق هذا”؟ إذهابي وأشربي حتى الموت…..
أنا استطعت سماع صوت خطوات خافتة خلفي. بعد التفاتي فإنني وجدت بأن لابيس لازولي واقفة هناك. أنا قمت بفتح يدي باحترام.
“أووه، لالا! لالا حبيبتي! أعينك الزرقاء مثل بحر خلاب وصوتك مثل أغاني الملائكة في أذاني.”
*سعال*
في الواقع، لقد بالغت في فتح يدي بشدة.
ماذا؟ أنا ثمل. كل هذا خارج نطاق تحكمي.
“……..يا جلالتك، لقد تصرفت بتهور.”
“ماذا؟ هل أنا عظيم للغاية لدرجة أنك وقعت في حبي؟”
“هذه الخادمة قد قالت بأن جلالتك قد تصرف بتهور كبير.”
“إلى درجة أنك تريدين تقبيلي؟ ذلك أمر عظيم! لو عرفتي إلى أي درجة أتبعت نفسي من أجل الحصول على عاطفتك فإنك ستشعرين بالأسف علي لدرجة أنك سوف تقدمين كامل شفتيك لي.”
“يا جلالتك.”
أنا قمت بإغلاق فمي.
لابيس لازولي واصلت التحديق إلي بشدة.
“أنت يا جلالتك متهور، غير مسؤول، وطائش.”
“….ألست متأثرة للغاية بسبب نصري؟”
“نعم.”
“ذلك صادم بعض الشيء.”
هذا صدمة تقارب تقريبا الصدمة التي تلقيتها عندما اعترف لي فتى من نفس قسمي في المدرسة الابتدائية بحبه لي.
“بايمون ليست مجرد ملكة شياطين ذي الرتبة التاسعة، بل أيضا هي قائدة حزب الجبال والمعروف عنه بأنه أعظم حزب في قوات تحالف ملوك الشياطين. إنها تقود عدة أتباع أولياء وإنها تملك علاقات قريبة مع أشخاص ذوي مكانة في جانب البشر. بكلمات أبسط، أنت يا جلالتك قد حولت واحدا من أهم الأشخاص في عالم الشياطين إلى عدوك.”
“مهلا، مهلا لحظة واحدة يا لالا.”
أنا قمت بتلويح يدي بشدة.
“أنا لست متهورا، وأنا لست غير مسؤول وأنا لست طائشا. هذه كلمات أسمعها لأول مرة في حياتي. وهي مهينة للغاية.”
“حقا؟ إذا ما نوع الخطط التي تجول في عقل جلالتك والتي دفعتك إلى جعل أغنى رجل وقائدة أعظم حزب في عالم الشياطين إلى أعدائك؟”
“ذلك……ذلك…..”
هذا أمر غير نافع.
عقلي مازال ثملا بسبب النبيذ لذلك فإنه لا يمكنني التفسير بشكل جيد. هذه ليست مجرد خطة بسيطة يمكن التكلم عنها ببساطة وأنا ثمل. إنها بمثابة أكثر ألة معقدة في كامل العالم.
“ذلك……للغاية….”
“للغاية؟”
“مذهلة…..ورائعة لدرجة ترعب…….ذلك النوع من الخطط!”
“أنت بحق تملك قدرة إقناع مذهلة يا جلالتك. هذه الخادمة متأثرة لدرجة أن هذه الخادمة فقدت القدرة على التكلم.”
“لربما أعيني وأذاني تخدعاني في نفس الوقت ولكن لسانك يتحرك بشدة بالرغم من حقيقة فقدانك القدرة على التكلم.”
“إنه لمن المريح أن جلالتك مازال يملك ما يكفي من العقلانية لملاحظة ذلك.”
“أووووه!”
مثل ممثل مجنون أنا قمت بالصراخ إلى السقف.
“أنا أسف يا لالا! أنت محقة! لقد جن جنوني كليا! بعد أن تم اتهامي من قبل بايمون وبعد رؤيتي ذلك الخفاش العجوز يضحك من الجانب فإنني فقدت كامل تحكمي بنفسي وإنفجرت! ولذلك فإنني علمتهم درسا! أنا بحق لا أدرك كيف يمكنني التكفير عن خطئي العظيم هذا من أجل أنستنا السوسكوبوس هنا! “
أنا قمت بالالتفات بكامل جسدي لأنحني. أنا قمت بالانحناء في الجهة المعاكسة كليا لمكان وقوف لابيس لازولي. بالطبع ليس هنالك أي شخص هناك. شكرا لضوء القمر الصادر من النافذة أنا استطعت رؤية وبالكاد شكل الأرض.
لا، إنه لا يمكنني القول بأنه لا يوجد هنالك أي شيء على الإطلاق في جهة انحنائي. قطة رمادية كانت جالسة على النافذة وهي تلعق كفها. أنا قمت بإمالة جسدي أكثر منحنيا للقطة.
“أنا أعتذر يا بايمون! أنا أعتذر يا أتباع بايمون ويا مساندي أيفار لودبروك! لقد جادلت وحطمت هذين الشخصين اللذان تحبونهم للغاية! لقد تهماني بجريمة لم أرتكبها وقد رفعا أنفيهما عاليا فقط لأنهما يملكان سلطة أصغر من ظفر إصبعي الأصغر في هذا الكون العملاق، والأكثر من هذا هو أنهما لم يعرفا حتى كيف يظهرا الاحترام المناسب للأخرين. ولكن وبالرغم من ذلك الجميع بالتأكيد قد أحب ذلك الإثنين بشكل كبير للغاية. أووه، السَّامِيّن سوف يرسلن غضبهن علي من السماء! أوه، إيربوس، أوه نيميسيس، السَّامِيّةالأكثر رعبا. لو، ولو أنتن حقا هناك في السماء- لو، ولو أنتن لا تفعلن أي شيء حاليا سوى النظر إلي من كرسيكن هناك-“
أنا قمت بالنظر إلى السقف مثل مرسول يتلقى كلمات إلهه. جسدي تحرك بصدق ونبرة صوتي ارتفعت. أنا بدوت وكأنني أتلقى جائزة أفضل ممثل في العالم.
“أنا لربما مثقف ومحترم للغاية لأصدق في وجود شيء مثل الألهة، ولذلك فإنه لا يمكنني التكلم بالتأكيد بشأن كونكن هناك أم لا، ولكن، ولو، ولو أنتن هناك في السماء، بالرغم من أن فرصة كونكن هناك لصغيرة للغاية لدرجة أنها منعدمة كليا إلا أنه لو أنتن حقا هناك-أيتها الألهة! لا تقمن بمسامحة قطعة القمامة دانتاليان هذه الذي سخر من قائدة أعظم حزب وأغنى شخص في عالم الشياطين وعاقبنني فورا.”
“……..”
“ولكن، ولو كان بإمكاني إخباركن برأيي الخاص- بالرغم من أنني أعقد بأن رأيي الخاص هذا هو الحقيقة المطلقة وليس هنالك أي شك بشأنه وبالرغم من أنه يجب علي أن أكون محترما كليا أمام السَّامِيّن إلا أنه يجب علي طرح رأيي الشخصي هذا من باب الاحترام فقط- لو تتفقن مع رأيي الشخصي بأن بايمون وأيفار لودبروك هما شخصين ذي حظ سيء للغاية وهما عفنان مثل لحم خنزير قد سبق وتعفن لدرجة أنه لا يمكن حتى إعادة تدوريهما- فإذا يا أيتها السَّامِيّن الملعونات! أرجوكن لا تقمن بأي شيء، لا تقمن بأي شيء على الإطلاق واسمحن لي بمواصلة عيش حياتي كما أريد! بما أنني كفوء أكثر من ألهة يمضين كامل وقتهن جالسات وهن يتبولن طوال اليوم بألاف المرات.”
……………
صمت.
القطة الرمادية كانت مصدومة لدرجة أنها نظرت إلي بأعين مفتوحة. القطة بالتأكيد قد نسيت حتى أنها كانت تلعق فروها منذ بضعة ثواني وحتى كفها قد تجمد في وسط الهواء. هذا ليس أمرا غريبا. إنها قطة قد حظيت بشرف رؤية إيماني القوي بالرغم من كل شيء. هذا حدث يشابه تواجد شخص ما على الجبال ليظهر فجأة موسى من العدم. أنا يمكنني تفهم مشاعر القطة. أنا يمكنني تفهم حتى هذه قطة. هذه هي درجة التفهم التي تملأ قلبي.
“هوووو….هووووو….”
أنا بدأت التنفس ببطء.
أثر الثملان بدأ يختفي من عقلي.
أنا قمت بالالتفات والنظر إلى لابيس لازولي. إنها مازالت تحدق إلي بوجهها الخالي من أية تعابير أو مشاعر مثل العادة. أنا قمت برفع إصبعي الأوسط لأشير إلى السقف.
“أنظري إلى ذلك. لا شيء قد حدث.”
“……..”
“عن طريق التفكير بمنطقية فإنه سيكون بإمكاننا الحصول على ثلاثة استنتاجات من هذا. أولا، السَّامِيّن قد سامحن أفعالي المتهورة والغير مسؤولة والطائشة. أوه، لالا، أنت بحق فتاة كفؤة وهنالك فرصة أنه أنت لربما كفؤة أكثر مني- بالطبع هذا أمر يمكن نقاشه بشدة- إلا أنه بشكل واضح أنت لست كفؤة أكثر من الألهة. لذلك، ثانيا، بما أن السَّامِيّن قد سامحنني فإنه يجب عليك أنت مسامحتي أيضا. هذا ما يعنيه إمتلاك أسلوب تصرف متواضع. وثالثا وأخيرا، السَّامِيّن قد اعترفن بأن بايمون وأيفار لودبروك مشابهين للحم خنزير قد سبق وتعفن. لذلك فإن تهديدهما ليس بمشكلة بشكل ديني، قانوني وأخلاقي. والأن إذا تفضلي لو كان لديك أي شيء لتقوليه ضد منطقي المثالي كليا.”
لحظة صمت غطت الرواق.
نحن قمنا بالتحديق إلى بعضنا البعض لمدة.
لابيس لازولي قامت بفتح فمها.
“هل إنتهيت يا جلالتك من التكلم؟”
“مم.”
“هل يجب على هذه الإشارة إلى أن جلالتك بدأ كامل نقاشه بناء على ‘مفهوم زائف’؟”
“لا.”
“وهل يجب على هذه الخادمة تذكير جلالتك بدرجة الخطورة السياسية لإعلان شخص ما إلحادهم القوي في مكان عام؟”
“ليس هنالك أي داعي.”
“وكيف تظن يا جلالتك يجب على هذه الخادمة الرد على سيادتك الذي هو مذنب بشكل منطقي، سياسي وديني؟”
“بعدم القيام بأي شيء.”
“هذه لخادمة قد ظنت ذلك.”
“لالا، أنا بحق لا أستطيع شرح الأمر لك بشكل مناسب لأنني مازلت ثملا بعض الشيء ولكنني أؤكد لك بأنني قد سبق وخططت خطة مثالية والتي سوف تجعلك تفقدين القدرة على التكلم. أنا سوف أشرحها لك بعد الاستراحة لمدة قصيرة وبعد ذلك حتى أنت أيضا سوف تبدئين بمدح خطتي. لذلك للأن لنعد إلى غرفتنا ولنستلقي على السرير معا لنناقش البقية……”
“هذه الخادمة تعرف.”
“هاه؟”
“هذه الخادمة تصدق بأن جلالتك بحق يخطط خطة مثالية وكاملة.”
أنا قمت برمش عيني.
“ذلك…أه…ما الذي يجب علي قوله…غير متوقع.”
“هذه تعرف بأن طبيعة جلالتك الحقيقية هي مثل مفترس فتاك. عنكبوت بالتحديد. قبل أخذك ولو خطوة واحدة، جلالتك دائما ما يخطط عشر خطوات إلى الأمام ولو ليس هنالك أي ضمانة لصيد مثالي فإن جلالتك ينتظر بصبر. الأشخاص لربما سيعتقدون بأن جلالتك هو مجرد كسول عديم النفع عندما يرون جلالتك وأنت لا تتحرك ليسخروا منك بسبب ذلك في العلن، ولكن في الواقع جلالتك فقط ينتظر أن تسقط فريستك في شبكتك.”
“…..شكرا لك على المديح؟”
عقلي كان فارغا بعض الشيء لذلك فإنني لست متأكدا كليا ولكنني أظن هذه أول مرة مدحتني فيه لابيس لازولي بهذه الطريقة. أنا قمت برفع حواجبي قليلا بدون أن أعرف كيف يجب علي الرد هنا.
“إذا لما عاملتني بتلك الطريقة السيئة؟”
“هذه الخادمة قد حكمت بأن جلالتك بحاجة إلى تابع بجانبك ليوبخك كون عقلية جلالتك عفنة وملتوية كليا.”
“لالا، أنا رجل ناضج كليا. أنا لا أملك أي سبب يجعلني أحصل على أم جديدة في حياتي لأستمع إلى تذمرها…..”
وفي تلك اللحظة.
ببطء.
لابيس لازولي قامت بالإمساك بربطة عنقي.
وفي لحظة حيرتي الصغيرة لابيس لازولي قامت بالجذب.
أنا لا أعرف ما هي القوانين الفزيائية التي تكمن خلف هذا ولكن النتيجة واضحة كليا.
لابيس لازولي قامت بسرقة قبلة من شفتي.
“……….”
“……….”
أنا استطعت الإحساس بشيء ناعم على شفتي.
ولربما بعد عشرة ثواني فإننا افترقنا ببطء عن بعضنا البعض.
عادة عندما يفترق شخصين فإن الأمر يترك إحساسا غريبا حتى ولو تبادلا مئات المحادثات، ولكن وفي لحظة الصمت هذه، أنا أحسست أنه من الطبيعي كليا أن نفترق قليلا. بعد انتهاء القبلة واسترجاعنا المسافة بيننا أنا أحسست وكأن هذا البعد لطبيعي للغاية.
لابيس لازولي قامت بالهمس.
“أنا أيضا لا أنوي أن أتصرف كأم لجلالتك.”
“……لالا.”
أنا بدأت التكلم بحذر.
“أنا أعترف بأنني قد قلت بضعة كلمات مثل تقبيلك وغيرها خلال الفترة الماضية. ولكن، تلك كانت كلمات فقط من أجل رؤية ردة فعلك المحرجة ولم يكن هنالك أي معنى أخر خلفها. لو ،وعن طريق الصدفة كلماتي قد خلقت سوء فهم بيننا فإنني أود الإعتذار هنا بصدق و….”
“أنا أعرف ذلك أيضا يا جلالتك.”
لابيس لازولي قامت بمقاطعتي.
ومرة أخرى قامت بجذبي من ربطة عنقي.
“لذلك أرجوك اخرس قليلا.”
نحن قمنا بدفن جسدينا في الأماكن التي لا يصل إليها الضوء في الرواق.
بعد القبلة الثانية، من تحرك أولا، يد من أمسكت بجسد الاخر أولا، من قام بدفع جسد الأخر إلى الركن المظلم في الرواق ومن بدأ بإزالة ملابس الأخر أولا، نحن لا نتذكر ذلك وليس هنالك أي معنى في نقاش من بدأ.
الشيء الوحيد الذي أستطيع تذكره بوضوح كليا هو أعينها الزرقاء.
مياااااااو.
قطة رمادية قامت بالمواء.
القطة قامت بتمطيط جسدها بكسل تحت ضوء القمر.