الموت قبل الانتقام ليس خياراً ممكناً - الفصل 3
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
إعدادات القارئ
حجم الخط
A- A+نوع الخط
لون الخلفية
تحذير : قد تكون بعض العبارات والجمل الواردة في هذه الرواية غير مناسبة لمن هم دون الخامسة عشرة رجاءاً لا تقراً إن كنت دون الخامسة عشرة
الفصل الثالث : السجن(1)
مضى شهران كاملان منذ آخر مرة سمعت بها تاتيانا من أمها وهذا أمر يدعو للقلق فهي سألت كارلا ويبدو أن الامبراطورة لم تسأل عنها ولو مرة واحدة عنها …
“تلك الأم المهووسة بمعاقبتي وإخراج غضبها من والدي علي هادئة بشكل غريب …أنا سعيدة لتركي وشأني لكن هذا يعني أمراً واحداً أنها تخطط لشيئ خطير كفاية ليشغلها عني “.
كانت تاتيانا تقضي معظم وقتها بالمكتبة الشرقية التابعة لقصر الامبراطور والمتواجدة بالقرب من برج سحرة الامبراطور .
ومع أن المكتبة مفتوحة لجميع سكان القصور كافة كقصر الامبراطور والامبراطورة او قصور الملكات الثلاث والمحظيات من خدم ونبلاء يعملون هناك وحتى امراء واميرات
الا ان احداً لم يتواجد في تلك المكتبة المقفرة …فبعد تولي والدها العرش قام ولسبب مجهول بإنشاء مكتبة جديدة في الجناح الغربي للقصر الرئيسي حيث كانت أكبر وأكثر تنوع للكتب بحيث لم يعد هناك داع لزيارة أو الاهتمام بالكتبة الشرقية الرثة …عدا أن كل قصر من القصور الامبراطورية تواجد بها مكتبة خاصة بها .
لكن تاتيانا الصغيرة أحبت دوماً الذهاب للمكتبة الشرقية لهدوئها ولخلوها من الأشخاص فهي لن تقلق حيال كلماتها أو تصرفاتها كأميرة هناك .
وفيما كانت تاتيانا تحدق بالكتب لتختار أيها ستقرأه هذا الأسبوع ؛لفت انتباها كتاب غريب يحمل عنواناً غير مألوف بالنسبة لها (ندمي الشديد على إعادة النهاية ) ” ها ؟ ماهذا العنوان الغريب لم أر مثله للآن …هممممم ربما علي قرائته ”
وجدت تاتيانا محتوى الكتاب فريداً من نوعه ومشوقاً بحيث أنها ولأول مرة تُخرج معها كتاباً من المكتبة خفية حيث وضعته بفستانها خوفاً من أن تراه كارلا وتخبر والدتها عنه وفيما هي تدخل غرفتها من بابها السري استرعى انتباهها ضوضاء قادمة من الطابق السفلي خرجت نحو بهو القصر لترى مالذي يحدث وإذ بالفرسان الامبراطورين وقد انقضوا عليها وكبلوا كلتا يديها …سرت رعشة في جسد تاتيانا ثم تجمدت في مكانها من الخوف لتسمع كارلا تثير الضجة وتصيح صارخة ” دعوا الأميرة هي لم تفعل شيئاً …هي لاتعلم شيئاً ” ثم قام فارس ضخم الجثة بضرب كارلا على رأسها من الخلف مما تسبب بإفقادها لوعيها
“خذوها للسجن كما أمر جلالته ”
“جلالته؟ الامبراطور من أمر بسجني وليست الامبراطورة ؟ لماذا ما الذي فعلته ؟ ” بدأت الأفكار تدور وتحوم في رأس الفتاة المسكينة وهم يجرونها جراً نحو قبو السجناء في القصر الرئيسي حيث لم تعد قدماها تقوى على حملها ومع محاولاتها المتكررة للسؤال عن ما يجري لكن دون فائدة لقد لزم صوتها حنجرتها وأبى الخروج …
بعد رميها بأرض الزنزانة التي تقبع تحت الأرض بثلاثة طوابق حيث لايدخلها ضوء شمس ولاقمر ويوضع بها أشرس مجرمي الامبراطورية وبعد ان اعتادت عيناها الظلام سمعت صوت والدتها قادم من الزنزانة المجاورة
“تاتيانا أهذا أنت ؟”
“جلالتك …أنت هنا أيضاً ؟؟؟!! لماذا ؟ ما الذي حدث ؟ ما الذي فعلناه ليضعنا الامبراطور هنا ؟!”
“أوه أنت لم تسمع عن ماحدث اليوم؟ ”
” لقد تواجدت بالمكتبة منذ الصباح ولم أعد لغرفتي إلا منذ لحظات ليسحبني الفرسان لهنا !”
“كل ماعلي قوله لك أنه علينا انتظار جدك وخالك ليتصرفا هما أملنا الوحيد أنا متأكدة أنهما لن يتركانا هنا وحدنا !”
صممت ساشا بعدها ولم تعد تتكلم
فيما حاولت تاتيانا الهدوء وانتظار تحركات الأرشيدق غابرييل جدها …”ولكن لم أحضروني وأمي فقط ؟ إن كانت أمي قد فعلت شيئاً سيئاً كالعادة لأحضروا الخادمات الذين عملوا بأوامر الامبراطورة وتلقوا العقاب بدلاً عنا إذاً لماذا الأمر مختلف هذه المرة ؟ ما الذي فعلتيه هذه المرة جلالتك ؟!”
على الرغم انها الاميرة الاولى والابنة الحقيقية للزوج الامبراطوري الا ان تاتيانا لم تدعو يوما والديها بذلك لانها لم تشعر يوما بانهما كذلك كانت تكتفي بدعوتهما بجلالتك او الامبراطور والامبراطورة ومع ذلك ذلك لايغير ان تلك الشريرة هي والدتها التي منن عاداتها القيام بأمور خفية تهدف لإيذاء الملكات الأخريات والمحظيات ؛ دون سبب واضح سوى لتذكرهم أنها الامبراطورة وعليهم معرفة مكانتهم جيداً وعدم التطلع لمنصبها …وبالطبع الأمر ينتهي بمعاقبة الخدم الذين نفذوا الأوامر الصادرة من ساشا والفرسان المكلفين بحماية الطرف الآخر لفشلهم بأداء واجبهم من قبل الامبراطور مع أنه على يقين تام بأن موجه الأوامر هو ساشا ولكن لا يتواجد أي دليل ضدها …
“هل حدث خطأ ما بالعملية هذه المرة وتبقى دليل يدل عليها ؟…ولكن حتى ولو حدث هذا كان عليهم إخضاعنا للإقامة الجبرية بقصرنا حتى جمع كافة الأدلة …هذا هو القانون الامبراطوري …إلا إذا …” وهنا رأت تاتيانا شيئاً يبرق وسط الظلام لتطلق صرخة عالية …
“اااااااه ماهذا ؟”
“هي يا فتاة أريد أخذ استراحة قبل مجيء السجان ليضعني تحت التعذيب مرة أخرى لذا توقف عن الصراخ! لابد أنه جرذ مابك ليس وكأنها أول مرة لك ترين بها جرذاً ” جائها صوت رجل خشن من زنزانة لم تتمكن من تحديد مكانها في هذا الظلام الدامس .
” حسناً هي كذلك هي أول مرة أرى بها جرذاً ولكن من يصدق أن أميرة البلاد الأولى محتجزة هنا مع أخطر المجرمين !”
***
كانت تاتيانا ووالدتها تتأملان أن يقوم جدها بتحرك ما لإنقاذهم فهو الأرشيدوق الوحيد للامبراطورية وحتى يحق لأولاده وأحفاده خلافة العرش .
كانت امبراطورية كوستانافيا امبراطورية واسعة المساحة تخضع لحكمها مساحات شاسعة ذات أجواء مختلفة من باردة معتدلة وحتى حارة والسبب في ذلك لإنها كانت نتيجة اتحاد ثمانية ممالك سابقة تناحرت فيما بينها كثيراً وخاضت حروب لتتفق على إنشاء امبراطورية واحدة برئاسة عائلة كوستانوف وتم إعطاء عوائل الملوك السبعة الآخرين لقب دوق فيما لم يعطى أحد لقب الأرشيدوق سوى منذ بضع سنوات لوالد جدها بسبب إنجازاته العظيمة .
لذا كان من غير المعقول لجدها عدم الضغط بسلطته لإخراجهم من هذه الزنزانة المقيتة .
***
” كيف حالها الآن ؟”سأل ديمتري بصوت وعينين يملؤهما القلق حيث كان يقف في البهو الخارجي لغرفة نومه الخاصة في القصر الامبراطوري .
“لقد استقر وضعها الآن ويبدو أيضاً أن الجنين بحالة مستقرة لكن نحن لانعلم آثار السم بعد لقد تمكنا من إبطاء مفعوله ولكن لإنه نوع نادر من السموم فنحن لانعلم له ترياقاً بعد أو ماهي آثاره الجانبية ” قال رئيس أطباء القصر الامبراطوري والذي وقف معه اثنان من الأطباء أيضاً.
“ماذا عن الامبراطورة…لا بل ساشا هل تستطيع تقديم الترياق ؟ ”
“للأسف جلالتك لا أعتقد أن ذلك سيحدث فرقاً فجلالتها الامبراطورة استخدمت هذا السم خصيصاً لعلمها عدم وجود ترياق مصنع له بعد .. أنا آسف بشدة جلالتك كل ما علينا فعله الآن هو مراقبة وضعها وإبطاء مفعول السم قدر الإمكان ”
” جلالتك عليك الراحة أنت أيضاً لكي تتمكن من الوقوف بجانبها عندما تفتح عينيها ”
” إن قلتها بهذه الطريقة فأنا ذاهب لأريح رأسي قليلاً ولكن إن حدث شيئ ما عليك بإيقاظي فوراً!”
“بالتأكيد جلالتك سنتتاوب على البقاء بجانبها ولن نتركها وحيدة ”
خرج الامبراطور نحو مكتبه فهناك يضع سريراً لأخذ أوقات راحة بين عمله المتراكم دائماً.
“جلالتك أعلم أنه ليس الوقت المناسب لكن الأرشيدوق هنا ويصر على مقابلتك ” أخبره مساعده الأول ومستشاره الماركيز جيرمي شارابوف حين اقترب منه ومشى بقربه
“لاتذكره أمامي وأخبره إن لم يرد أن يعدم وأبناءه جميعاً في ساحة القصر بتهمة الخيانة العظمى أن لايرني وجهه حتى تهدأ الأمور !”
“لكن جلالتك هو الأرشيدوق الوحيد بالإمبراطورية ويمتلك أكبر قوة عسكرية ومالية وسياسية !لن نستطيع الوقوف بوجهه!”
“أخبره وبما أن موقع الامبراطورة فارغ الآن فجميع ملكاتي ومحظياتي يرغبن بالتخلص منه ومن عائلته لذا ليقف جانباً أو يواجه غضبي مع ابنته وليذهبا للجحيم معاً ”
“ها ؟ …حاضر جلالتك ”
ترك الماركيز الامبراطور حين وصل لمكتبه متجهاً لينقل كلمات الامبراطور للأرشيدوق .
حينها دخل الامبراطور المكتب ومخبراً الحاجب بعدم إزعاجه وما أن أغلق الباب اتجه نحو سرير راحته وقام بالاستلقاء وليطلق تنهيدة طويلة ” أرجوك ناتاليا لاتفعل ذلك بي وتموتي فأنا لاأستطيع مواصلة الحياة بدونك …أنا كنت في قمة السعادة عندما وجدت شخصأً مثلك أخيراً …” ثم بدأت دموع الامبراطور تنهمر حزناً على محبوبته الراقدة على فراشه بين الحياة والموت .