أصغر أبناء الكونت ساحر - الفصل_3
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
إعدادات القارئ
حجم الخط
A- A+نوع الخط
لون الخلفية
ابتسم راسل.
[ لكن كما قلت لك من قبل,اول يجب عليك فعله هو علاج اصابتك لذا أبقى على السرير و استرح.]
“نعم سوف افعل”
عندما وجد راسل أن لوسيون مطيع لأوامره ,عبس راسل.
[لماذا لا تؤذي راسك مرة اخرى؟ اراهن انك ستصبح شخصاً مختلفا تماما!]
“اوه؟ اذا أيجدر بي وضع رأسي في الجدار الآن؟”
بناء على كلمات لوسيون أومأ راسل بارتياح.
[الآن تبدو كـ تلميذي حقا.]
_________________
ـ بعد عدة أيام قليلة.
“…ألا يبدو السيد الأصغر قد تغير مؤخراً؟”
فتح احد الخدم الذي كان يعلق الغسيل فمه بحذر
“لم اشعر به مؤخراً”
بانغ
رد عليه الخادم الذي كان يضرب البطانية بمضرب, بدهشة.
“انت ايضا؟!”
أوقف الخادم الذي كان يعلق الغسيل يده , و سحب البطانية قليلاً
“اوه لقد التقي بصري مع السيد الاصغر عندما كنت اغير بطانيته, كان ردة الفعل مختلفة عن المعتاد, ذلك لأنني أفعل ذلك طوال الوقت…”
وضع الخادم في يده خفاش كان بجانبه و هو يحيك حاجبيه.
“نعم! هذا كان مظهره!”
عندما رد صديقه واصل الخادم قصته , و لم يترك الخفاش في يده.
و لكن بعدها جلس ساكنا
“الاكثر غرابة هو عندما قلت مرحبا ,رحب بي”
“انا ايضا! بصراحة لقد صدمت لدرجة أنني كدت اصرخ!”
“سيدنا الشاب هل هو بخير حقا؟”
“حسنا, اتمنى ان يكون كذلك , رغم ذلك…”
“اوهـ…!!”
بمجرد أن حاول الخادم الضرب على البطانية مرة اخرى اشار الآخر بسرعة الى النافذة في حالة ذهول.
“انظر! انظر هناك!”
“لماذا..تصرخ…!!!!”
كان الخادم الذي يعلق الغسيل متفاجئا و كاد ان يسقط الغسيل على الارض.
من خلال النافذة كان يرى لوسيون يتجه الي القاعة.
“سـ..سيدي الشاب!!”
قال الخادم و الغسيل في يده
“اعرف! انه يسير الى القاعة!”
“لعل السيد قد طلبه. لقد احدثت ضجة كبيرة في المأدبة الأخيرة ”
“الان بعد ان سمعت عن ذلك, كان له الحق أن يغضب, لو كنت أنا لكنت ركلت ذلك الرجل على الفور!!”
“أجل! سيدنا الشاب لم يرتكب أي خطأ, انه مختلف فقط قليلا عن الاخرين لانه مريض”
أوقفوا ما كانوا يفعلون و كانوا ينظرون بقلق إلى لوسيون الذي كان يسير إلى القاعة.
يصف الآخرون لوسيون بالمجنون لكنه لم يمد يده على خدمة ابداً! كانت هناك حالات حيث يبدأ الناس القتال عمدا لكن سيدهم الشاب كان يرفض.
“ها…ياله من رجل يرثى له”
تمنوا بهدوء السعادة لـ لوسيمون.
________________
عندما ظهر لوسيون في قاعة الطعام , عمت الضجة في كامل القاعة , مرت سنوات منذ ان ترك لوسيون غرفته وذهب الى غرفة الطعام بمفرده.
فوجئ نوفيو الذي كان يأكل اولاً , ثم كارسون شقيق لوسيون الاكبر و نظر كلاهما إلى لوسيون.
“لقد تأخرت قليلاً…”
“لوسيون”
ثم جلس لوسيون و كأن شيئا لم يحدث.
كان بإمكاني سماع الخدم يتهامسون
“السيد الشاب هنا”
شعر لوسيون بالارتياح لأن لا أحد قد ذكر أمر المأدبة, و لكن كانت الضجة حول قدومه غير متوقعة.
لا استطيع منع انتشار الشائعات
لا يهم مدى محاولة نوفيو في حظر الشائعات لم يستطع حظرها كاملة , و لم تتغير الامور لانه لم يفعل الكثير بعد.
“الان يجب علي الامور ان تتغير”
[هيي! لوسيون علي الرغم من اني تعرفت عليك لفترة قصيرة فقط فقد كان من المثير للإعجاب رؤيتك تتحرك من غرفتك لوحدك دون أن يتم جرك من قبل أحد]
قالها راسل وكأن الهمسات من حولي كانت امراً مفروغا منه.
“كيف حال رأسك؟”
سأل نوفيو بعد أن خرج من حالة الدهشة التي كان فيها.
“اجل, لا بأس من التحرك قليلاً لـ الان”
– لوسيون
لكن أكثر ما اذهل الخدم هو ابتسامة سيدهم الشاب, لم يعرفوا أن لوسيون كان شخص يعرف كيف يبتسم.
“فليرحل الجميع”
أمر نوفيو جميع خدمه ظنا أنهم صاخبون جدا و اعتقد ان لهم تأثير سيئ على شفاء رأس لوسيون.
“شكرا لك , فأنا لم اعتد علي هذا الوضع بعد”
– لوسيون.
شد كارسون جبينه على تصرفات لوسيون
“لا تتعجل, خذ وقتك”
قال نوفيو و هو يرفع زوايا فمه قليلاً
يبتسم-
‘كم مضى منذ أن تناولنا وجبة معا؟ كنت اتمني ان تكون ابنتي الثانية هنا ايضا.’
نهض نوفيو و سلم لوسيون الطبق
“في المرة القادمة سأطلب منهم صنع طبقاً يعجبك”
“شكرا لك ابي”
في رد لوسيون تجمد كارسون.
لقد وجد انه من الغريب مناداة لوسيون “نوفيو” بـ “ابي”
“ما بك اخي؟”
– لوسيون
رأى لوسيون الدهشة في عيون أخيه.
“الستَ متعباً..؟”
– سأل كارسون بصراحة و ابتلع دهشته, كان الأمر واضحاً.
التقط لوسيون انفاسه من سؤال كارسون المفاجئ
‘ انا اتظاهر اني بخير لكنى لست كذلك’
كان الوضع صعبا علي لوسيون , إيجاد نفسه يتحرك خارج غرفته دون وجود للبطانية التي تغطي وجهه و جسده , هذا ما كان يشعر به لوسيون حقا . كانت يداه متعرقتان و وجهه شاحباً.
“الأمر صعب..”
عندما أجاب لوسيون بصدق عبّرت عيون كارسون بوضوح عن قلقه.
فجأة قرر شقيقه الذي كان يكره الناس أن يغير من سلوكه فكيف من الممكن ان يكون بخير ؟!
“كما قال والدي يمكنك ان تأخذ وقتك, نحن كنا ننتظرك حتى الان و لا نزال سننتظرك اكثر” (يقصد حتى يتعافى ويقابل الناس)
“الأمر صعب لكن لا بأس به”
“لوسيون”
“على أي حال من الجيد رؤيتك”
تحدث كارسون من أعماق قلبه
‘لقد استغرق الامر وقتا طويلا حتى يجلس لوسيون هنا مرة اخرى’
ابتسم كارسون, كان سعيدا و ممتلئ الروح.
اهتزت عينا لوسيون عندما رأي ابتسامة اخيه للمرة الاولى.
ضغط لوسيون علي ملعقته ودعا كارسون.
“اخى..”
“أجل.”
قتل كارسون نفسه في الرواية, لم يكن ذلك انتقاماً.
انتحر باستخدام اسم مستعار “هامل” متخليا عن اسمه وهويته لشعوره بالذنب في فشله لأيقاف شقيقه.
“قررت ان اتعلم السيف”
نظر لوسيون الى الاعلى و حدق في كارسون.
“لذا من فضلك علمني السيافة”
ظهر خيط ازرق يربط بين كارسون و لوسيون.
كلينك
ابتسم لوسيون بينما كان كارسون مفزوعا لدرجة ايقاع الشوكة علي الارض , و نظر ناحية نوفيو بدل الاجابة علي لوسيون
“أقبل بذلك”
رد نوفيو على نظرة كارسون الحائرة
“والدى…؟”
كان كارسون صامتا.
حقيقة أن كارسون جاء إلى هنا بمفرده كان بالفعل انجازاً مذهلا و رائعاً, لكن لوسيون اتخذ خطوات اخرى كأنه ليس راضٍ بعد.
نظر كارسون إلى لوسيون مرة اخرى و فكر مرة أخرى.
“انا اكبر من ان احمل سيفا”
تعلم كارسون السيافة عندما كان بالخامسة من عمره بينما كان من المفترض أن يتعلمها على أبعد تقدير عندما يكون بالعاشرة.
“فن المبارزة لا يتعلق بكونك قويا فقط ولكن الأهم من ذلك ان يكون لديك عقل قوي و صلب”
اتخذ لوسيون القرار الصائب كان فن المبارزة هو فن لتنظيف العقل.
كانت عائلة كرونيا مع ذلك, عائلة تدافع عن الحدود , لذلك أدركت بالفعل ماهو الغرض من فن المبارزة.
“لا اصدق انك فكرت بالفعل إلى هذا الحد, أنا فخور جدا بك”
ارتفعت زوايا فم كارسون عاليا و هو ينظر الي لوسيون لفترة وجيزة, و مع ذلك لم يكن لوسيون قادرا على رؤيته لأنه كان يتناول الحساء.
‘يمكنني ان اتعلم من المعلم كيفية تحويل الظلام الي اورورا لكن لا يمكنني تعلم السيف بنفسي’
ابتلع لوسيون الحساء و فكر.
لماذا يتخلى عن هذه الفرصة عندما يكون امامه معلم جيد و اصغر عبقري في فن المبارزة..؟
” لا ارغب بأكثر من ذلك طالما يوافق اخي”
نظر لوسيون الي كارسون بعد ان مسح فمه بمنديل, بدأ صريحا كالمعتاد.
” هل من الصعب فعلها…؟”
لوسيون
كان لوسيون مدركا تماما انه تجاوز العمر المناسب لتعلم المبارزة فيه , لكن حتى لو تأخر عليه أن يصبح قويا بما يكفي للاستعمال الـ أورورا.
“اجل هذا صحيح.”
“كارسون.”
“ماذا..؟”
في رد كارسون اتسعت عينا لوسيون , غير مصدق لما سمعه.
تيك…تاك!
نظر لوسيون الي الخيط الأزرق الذي قُطع للتو.
“سوف اعلمك!”
بدأ صوت كارسون اقوى من ذي قبل.
“……..”
“لوسيون, لماذا انت متفاجئ هكذا الم تطلب مني تعليمك؟”
“لقد…فعلت..”
“لذلك انا وافقت
“هذا….اجـ…امم..”
تحولت عينا كارسون إلى الضمادة الملفوفة حول رأس لوسيون.
لقد كانوا في عالم لم يتم تطوير الادوية فيه كثيرا بسبب الوجود الالهي, المدعو بـ آله.
“هاها, اجل معك حق سأراك لاحقا”
بدأ نوفيو يشعر بالحنين من تبادل الاخوين بعد كل هذا الوقت, كما لو أن الربيع قد حل على الأسرة, التي كانت دائما شتاءاً كان يأمل نوفيو أن يستمر هذا الربيع الى الابد.
_________________
‘علي ان ابذل جهد افضل’
فكر لوسيون وهو يخرج من غرفة الطعام متجها الى غرفته.
بسبب تغييراته البسيطة البسمة على وجوه عائلته, هذا وحده كان مرضيا.
[لوسيون.]
بمجرد أن خرج لوسيون من غرفة الطعام, دعاه راسل
“أجل..”
أجاب لوسيون وهو ينظر الى النافذة.
[احسنت.]
توقف لوسيون عن السير عند مدح راسل المفاجئ.
فجاءة أدار لوسيون وجهه و نظر الي راسل.
[كمعلم من الطبيعي ان امدح تلميذي لسلوكه الرائع]
“اعتقد ان الامر غير مألوف بالنسبة لي لانها اول مرة لسماع ذلك, حسنا اتطلع الى سماعها في المستقبل”
[ يا الهـي لست معتاد على ذلك انا ايضا]
تشوه وجه راسل للحظة.
[على اية حال ما رأيك بالمضي قدما قليلاً ان امكن , اذا لم تكن في حالة جيدة , يمكننا الذهاب المرة المقبلة.]
“أين تقصد؟”
اتخذ لوسيون خطوة ثم توقف تماما
الان, على عكس الماضي , أصبح أكثر يقظة بشأن محيطه و يتحقق بشأن وجود الخدم ام لا, كان عليه توخى الحذر فهو الوحيد القادر على رؤية راسل.
[لقد أعددت شيئا مقدما كأمل الحصول على تلميذ]
“هل تخبرني الآن بعد مرور شهر؟”
ابتسم راسل بلا وعى.
[هل استمعت لي من قبل؟! لا أتذكر حتى مناداتك لي بـ”معلم!” ]
كان راسل مبتهجا برد لوسيون الواثق.
(يقصد برد على لوسيان)
“اوه…”
أدار لوسيون عينيه.
عرض عليه راسل ان يجعله تلميذه بدلا من مطاردة الاشباح.
في ذلك الوقت قبلت كلامته فعلي عكسه باقي الاشباح ذات الاصوات المثيرة للأشمئزاز التي تستمر في اخباري بقتل احدهم.
لكن راسل شبحا ايضا و بالتأكيد مرت عليه افكار قتل او تعنيف احدا ما في ذهنه.
توقف راسل للحظة كما لو كان يفكر.
“ااغ..رأسي..”
تعثر لوسيون و تمسك بالحائط كما لو انه شعر بدوار مفاجئ.
[هذا يكفي لقد بدأت في تحضير الهدية بالفعل!]
“هيه, لا اطيق الانتظار لرؤية اي نوع من الهدايا قد أعددت”
تخلى لوسيون عن تمثيله المحرج و وقف مستقيما كأن شيئا لم يكن.
سخر راسل من أفعال تلميذه المحرجة.
[اذا ماذا تريد أن تفعل؟]
“سنذهب”
نظر لوسيون للخلف إلى الشمس. كان هناك شيئا مهما عليه أن يفعله في الخارج.
توقف لوسيون عند غرفته اولا قبل الخروج.
“معلم”
لوسيون الذي كان متجها نحو الخزانة ناد على راسل.
[أجل.]
كانت حواجب راسل ترتجف عند دعوت لوسيون له بـ معلم مما يدل انه لا يزال لم يتكيف على الوضع.
“هل يمكن أن يكون المشعوذ مقاوم للضوء؟”
[……..]
توقف راسل للحظة ثم اومأ براسه.
اعتقد لوسيون انه سيضحك على سؤاله لكنه أجاب بجدية.
[نعم..]
أضاف راسل.
[من الناحية النظرية]
“هل من الممكن حقا انها نظرياً فقط؟!”
[الى الان..]
تدحرجت عيون راسل
[هل تعلم مالذي يحدث للأنسان الذي كان مباركا بالنور أن يتعرض للظلمة؟]
“ألا يسقط؟”
[صحيح, سيتعرض هذا الشخص للتلف ثم يتلاشى , على أية حال أنت تقاوم الظلام بشكل أساس لذلك تم انقاذ حياتك.]
عقد راسل ذراعيه.
[قد نصبح في الاخير نصف حمير او نموت اليس الامر غير عادل؟]
“ليس كون الأمر غير عادل, من الخطأ ان تقول ان الظلام و النور قطبان متناقضان.
[حسنا انها ليست علاقة متبادلة كالحيوانات آكلة اللحوم والحيوانات آكلة العشب , لكنها اعتقد ان الظلام و النور هما علاقة تكاملية متناغمة.]
انتظر لوسيون كلمات راسل.
[هذا ما تخبرنا به الطبيعة يتواجد الظلام عندما يتواجد النور و هناك نور عندما يتواجد الظلام.]
ابتسم راسل.
[حتى نتمكن من مقاومة النور..حتى الان انا لا اعرف الطريقة]
أصبح لوسيون اكتر اصرار بعد سماع اعترافات راسل.
تينغ!
ثم خارج الغرفة . اصبح الخيط الأحمر الذي كان متصلا بشخص ما , ضيقاً
لم يكن هناك سوى شخص واحد مقاوما للضوء.
الزعيم الاخير.
ما يريده لوسيون هو إيجاد الطريقة التي استخدمها الشرير النهائي.
يتبع.
.
.
.