رحلة ساحر - الفصل 96 : قناع الحقيقة !
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
إعدادات القارئ
حجم الخط
A- A+نوع الخط
لون الخلفية
تم حظرنا من شركة إعلانات وبتالي لم يصبح للموقع اي دخل فقط تبراعتكم.
كما اننا نواجه بعض المشاكل ونقوم ببعض الإصلاحات في الموقع .
رابط بيال الموقع لدعمنا.
[email protected]
في الطابق 79 من البرج الأسود ، مختبر بيرانوس .
تم وضع عينة من ضفدع الرغوة و عينة من ثعبان الفوسفور على طاولة اختبار غلين ، يبدو أنها راقية تم جمعها بعناية من قبل بيرانوس ، تم الاحتفاظ بها في حاجز منخفض الحرارة باستخدام أحجار سحرية عالية الجودة ، و كمية كبيرة من غاز الصقيع الشمالي .
بجوار العينتين تم فتح لفيفة ضخمة .
تم رسم زوج من العيون البشرية في وسط اللفافة ، مع وجود دوائر عصبية و هياكل تفاعلية لخصائص طاقة الحياة ، و هياكل لتخزين العناصر ، التحليل الكهربائي لأعصابها ، شبكية العين ، انكسار حدقة العين …
على جانبي المخطط الهيكلي يوجد مخطط لزوج من عيون ضفدع الرغوة و مخطط لعيون ثعبان الفوسفور .
يظهر بؤبؤ عيني الضفدع خطا أسودا أفقيا ، خلاياه العصبية أكثر تعقيدا من خلايا عيون الإنسان ، لكن استجابة تخزين العناصر بسيطة ، يبدو لا تتأثر إلا بالضوء و الرعد ، يبدو كما لو أنه قد ولد بعمى الألوان و لديه حاسة بصر ضعيفة جدا …
تظهر حدقة الثعبان خطا عموديا ، مع حدة باردة تحيط بحدقة العين ، تماما كدمها البارد ، إن التكوين الكهربائي العصبي لعين الثعبان بدائي للغاية ، دوائره العصبية أسوأ حتى من الموجودة لدى الإنسان ، لكن عدسته و شبكية عينه مميزة ، تظهر حدقته احتياطيا من عناصر الجليد بكثافة مع قليل من عناصر النار الغامضة .
أشار بيرانوس إلى الضفدع و الثعبان ، قال بغموض ” إن سر العين التي لا نهاية لها يكمن فيهما ! ” .
هاه ؟
تساءل غلين ” ربما للأمر علاقة بطريقة ملاحظة الضفدع و الثعبان للعالم ؟ كلاهما يعانيان من عمى الألوان على عكس البشر ! ” .
يعلم غلين أن كل مخلوق يستيطع رؤية العالم الخارجي بطرقه المختلفة ، رغم أن البعض لديه عيون لكن طريقة استخدامها مختلفة كليا !
على سبيل المثال فراشة اليين ، من وجهة نظرها ربما يتكون العالم من جميع أنواع الروائح ، مثال آخر هو كلب الجحيم ذو الرؤوس الثلاثة ،ربما تطور أنفها إلى حد لا يمكن تصوره ، لدرجة أنه يستطيع شم الأشياء عديمة الرائحة ، يستخدم قناع غلين أيضا الموجة الفوق صوتية لمراقبة العالم المادي …
الظل في مختبر فارو ، الله وحده على دراية عن كيف يبدو العالم في نظره و من خلال حواسه .
أما بالنسبة للعيون ، قرد روبن ذو العيون الخضراء كمثال رؤيته تختلف بالتأكيد عن الباقي إذ أنه قادر على رؤية الأشباح ، سحر عين النسر للافيتي التي تعزز رؤيتها ، الكائن الذي قام غلين بخداعه ( يقصد الحاكم الشيطاني في مهمته الأولى ) و رؤيته لأرواح البشر ، في الصراع الإقليمي حين تسلل غلين إلى معسكر المنطقة 19 ، الساحرة و عيونها الخضراء الغامضة …
ابتسم بيرانوس و لم يكن لديه نية لإعطاء غلين إجابة على سؤاله ، كما لو كان مملا .
أشار إلى عيون الضفدع و قال ” عيونه مميزة جدا ، لقد كان سرا اكتشفه معلمي و تمكن من تعديله على نفسه ، لاحقا و باستخدام عيونه المعدلة قام بخلق سحر تحول العين اللانهائية ! ” .
سأل غلين متشككا ” ما هو السر ؟ ”
” الرؤية الديناميكية ! ” بدا بيرانوس مهيبا .
قال بيرانوس بجدية و هو يشير إلى توزيع الخلايا العصبية و العناصر المعقدة حول عيون الضفدع على اللفافة ” إن ما يسمى بالرؤية الديناميكية هي قدرة ضفدع الرغوة على رؤية الأشياء ببطأ شديد لحظة إخراجه للسانه لالتقاط فريسته ، بعبارة أخرى بالنسبة للأشياء السريعة فإن العين اللانهائية التي تحاكي عيون الضفدع ، لها القدرة على التقاط التفاصيل الصغيرة بدقة شديدة ، إنها قدرة بصرية نادرة ! ” .
فتح غلين فمه على نطاق واسع و بدا مندهشا .
هل لدى ضفدع الرغوة مثل هذا السر و القدرة ؟
‘ هذا الكائن ضعيف جدا لدرجة أنه يقع في أسفل السلسلة الغذائية ، لقد قمت شخصيا بتشريح عدد لا يحصى من هذه المخلوقات الصغيرة ! لكن هذا الضفدع الصغير في الواقع لديه مثل هذه العيون السحرية ؟ ‘
علاوة على هذا فكر غلين بسرعة في شيء آخر ، اذا استخدم هذه الرؤية الديناميكية لفحص نمطي الرعد على الفرعين المكسورين كل يوم ، فمن المؤكد أنه سيتمكن من رؤية النتائج و تحليلها في وقت قصير ؟ أليس كذالك ؟
ابتسم غلين في قلبه ، على الرغم من أن الفكرة لا بأس بها لكنها غير مجدية ، لأنه وفقا لتقديره لا بد عليه من نسخ رون الرعد قبل معركة البرج المقدس .
عند رؤية غلين متفاجئا لم يستطع بيرانوس إلا أن يظهر لمحة من الفخر على وجهه المجزأ ” همم ، معلمي هو بالفعل ساحر رائع ، لكن لا تقلق فأنا لم أكن أدنى منه بأي حال من الأحوال ، لأنني تمكنت من تعلم سر عيون ثعبان الفوسفور ! ” .
رمق غلين نظرة بيرانوس الفخورة ، رغم أنه أراد الضحك سرا في قلبه إلا أن تعبير المفاجأة و إعجابه بمعلمه ارتسم على وجهه فورا ، سرعان ما تعاون و سأل ” ما هو سر عيون ثعبان الفوسفور ؟ ” .
رفع بيرانوس رأسه بفخر و قال ” الرؤية الحرارية ! من خلال دراسة هذا السر ، قمت بتعديل العين اللانهائية و أسميتها عين العالم السفلي قبل دمجها و تحويلها ! ” .
فتح غلين فمه و قال في دهشة ” اتضح أن هذه الطريقة التي يتم بها تسمية العين اللانهائية ! ” .
أشار بيرانوس إلى مخطط عيون الثعبان و قال بحماس ” هل رأيتها ؟ ما يميز عيون ثعبان الفوسفور ، عدسته و شبكية العين و تراكبيها التحليلية الكهربائية الخاصة و من خلال هذا الهيكل المعقد فإن العالم الذي تستطيع رؤيته هو صورة مكونة من أجسام باردة أو دافئة وفقا لتغير درجة الحرارة ” .
بعد أن لاحظ غلين لفترة عيون الضفدع و الثعبان سأل فجأة بصوته العميق ” يا معلم ! بعد ممارسة سحر العين اللانهائية ما هو تأثيرها على مظهر الساحر ؟ ” .
قال القط الأسود إن سحر القوة المزدوجة للجاذبية و تحويل العين اللانهائية سيؤثر على مظهر الساحر و بنيته .
ابتسم بيرانوس ” لا تقلق ، بعد تحول العين اللانهائية الثاني يمكن القول أن تأثيرها على مظهر الساحر قد تقلص ، باستثناء حدقة العين و … هذا كل شيء ! ” .
نظر غلين إلى لسان بيرانوس و اندهش ” اللسان ؟ ”
” نعم إنه اللسان ، بسبب بعض المشاكل الناجمة عن تفاعل الخلايا العصبية بالاضافة لمشاكل تخزين و توزيع العناصر ، بعد دراسة طويلة مني و من معلمي قررنا أخيرا استخدام اللسان كحامل للعين اللانهائية ! ” أثناء حديثه ومض لسان بيرانوس فجأة ، تحرك لسانه الشبيه بلسان الثعبان كالسوط ملتقطا فاكهة على طاولة الاختبار .
بعد العرض التوضيحي قام بيرانوس بمضغ الفاكهة و قال ” هذا اللسان متعدد الاستعمال لذا يعتبر هذا التحول محبوبا من قبل العديد من السحرة ، لن يفكروا أبدا أن العين اللانهائية هي لساني ! سر ! ” .
أصبح وجه غلين باردا فجأة .
الطريقة التي قام بها المعلم لالتقاط الفاكهة ذكرته بمشهد ابتلاع ضفدع الساحر أبولو لخادم قصر زي جو الوضيع في مدينة بي سير .
قال بيرانوس بفخر ” غلين على الرغم من أنك عبقري في بعض النواحي ، إلا أن جسم الانسان لديه زوج واحد من العيون ، لذا اتفقنا أنا و معلمي على أن تعديلي للعين اللانهائية هو الحد ( لا و واثق ) ، هذا السحر هو تحفتي المثالية ، حتى لو أصبحت ساحرا مقدسا ( اختصار لساحر العلامة المقدسة ) أو ساحرا روحيا ( اختصار لساحر الروح الحقيقية ) ، من الصعب أن تتجاوز مرشدك في تطوير سحر العين اللانهائية ، بالطبع لا أزال آمل أن تتفوق علي ، لذا سأعطيك فكرة ، تستطيع استخدام سحر الدم لزيادة عدد العيون ثم تعديل عينيك لتتفوق على عيون معلمك هيهيهي … ” .
كان بيرانوس فخورا للغاية ، بصرف النظر عن معلمه ، تمكن أخيرا من إظهار إنجازاته أمام شخص آخر ! تلميذه !
أما بالنسبة لأفكار غلين و انطلاقا من تعبير بيرانوس الواثق ، فإن هذا الطريق ليس سهلا و قد يستغرق قرونا لإكمال هذا السحر !
لكن …
تردد غلين ثم قال ” أم … يا معلم في الواقع بعد ممارستي لسحر قوة الجاذبية المزدوجة ، و بعد استعدادي لنواقص سحر العين اللانهائية توصلت بالفعل للحل الأمثل ! ” ( بوووم طارت الجبهة 😂😂😂 ) .
وضع غلين قناع الرماد على الطاولة .
بعد أن ذهل بيرانوس للحظة قال في دهشة ” هل تقصد تحويل العين اللانهائية إلى سلاح سحري ؟ هذا … أخشى أن هذا مستحيل بعض الشيء ! لا ؟ ”
بعد التفكير بعناية هز غلين رأسه و قال بحزم ” بما أن هذا القناع قادر على تحسين الرؤية باستخدام الأمواج فوق الصوتية ، فلا يوجد عائق لعدم إمكانية تحسين سحر العين اللانهائية من خلاله ، إذا لم يستطع أي ساحر من قبل فهذا يعني أن مهاراته في الخيمياء ضعيفة و غير كافية أو أنه لم يفهم سر تحول العين اللانهائية بعد ” .
قال بثقة ” بعد حصولي على النخاع الفضائي أخطط لبدء أبحاثي و التركيز على هيكلة قناع سحر ملحمي و حصري لي فقط من خلال الخيمياء ، سأحسن من خلاله كل تقنياتي السحرية ! ” .
عند الاستماع لكلماته المتعجرفة ، حتى الساحر بيرانوس لم يستطع إلا أن يتفاجأ !
صقل كل سحره في قناع واحد ؟ قناع ملحمي ؟
اذا كان هذا هو الحال ، طالما احتوى القناع على خمسة أنواع مختلفة من السحر فليس من المبالغة أن يطلق عليه قناعا ملحميا ، يكفي لأن تتجاوز إمكاناته سحر العين اللانهائية الأصلية !
لكن ….
اعتقد بيرانوس أن غلين مغرور بعض الشيء !
في هذه اللحظة كان بيرانوس غير راض عن غطرسة تلميذه ، كان تقييما دنيئا من ساحر عالي المستوى لساحر منخفض المستوى ، من ناحية أخرى شعر بيرانوس أن حكمة غلين التطلعية تتجاوز بالفعل حكمة العديد من السحرة ببساطة كان مجنونا ، عادة يمارس الساحر المبتدأ سحره خطوة بخطوة وفقا لكتب السحر و الشعوذة لكن خلق سحره الخاص ؟ ( حسنا هو لا يدري أن غلين قد خلق سحره الخاص بالفعل 🤦 ) .
لم يعلق بيرانوس بل سأل بهدوء ” إذن هذا القناع ماذا ستسميه … ؟ ” .
نظر غلين إلى عيون بيرانوس الغير راضية و قال بلا مبالاة ” قناع الحقيقة ! ” .
ترجمة و تدقيق : Younes39