رحلة ساحر - الفصل 93 : عالم البرج الأسود السري (3)
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
إعدادات القارئ
حجم الخط
A- A+نوع الخط
لون الخلفية
تم حظرنا من شركة إعلانات وبتالي لم يصبح للموقع اي دخل فقط تبراعتكم.
كما اننا نواجه بعض المشاكل ونقوم ببعض الإصلاحات في الموقع .
رابط بيال الموقع لدعمنا.
riwyatspace@gmail.com
صرخ غلين بينما لوح بسيفه الهيدرا و قام بتوجيه ضربة قوية .
” بوووم … ”
تردد صوت اصطدام السيف في أذني غلين ، لكن الصخرة البارزة لم تتعرض لأي ضرر بعد الهجوم ، الله وحده يعلم من أي نوع من المواد تم تشكيل هذه الصخرة خيميائيا ، أخيرا استسلم غلين و لم يعد يهاجم .
و مع هذا شعر بالسعادة بعد أن سمع صدى خافتا .
الجزء الخلفي فارغ مما يعني وجود مساحة كبيرة !
بعد أن تخبط حول هذه الصخرة لاحظ تمزقا في نقطة عمياء من الخليط المعدني و الكريستالي ، استخدم غلين قوته السحرية و شكل كرة مائية لتظهر فتحة ضيقة أمام عيني غلين ، يبدو أنها ندبة تم تمزيقها بعد أعوام من التغير الجيولوجي في هذا العالم المحطم !
لم يدخل غلين على عجل ، أولا استخدم حاسة الشم المعززة لاشتمام الرائحة المتآكلة و رائحة الغبار النفاذة ، رائحة التاريخ و الزمن الغابر ، ثم استخدم أمواج قناعه الصوتية ، ظهر تقاطع ضخم باللونين الأبيض و الأسود على عيون غلين ، تصميم زخرفي من الثرايا السحرية و الجدران المزكرشة و أشياء أخرى غير معروفة … ثم اندفع نحوه تيار فضائي من العناصر بكثافة أعلى من العالم الخارجي .
هذا ….
ماذا يمكن أن يكون هذا إن لم يكن بقايا ؟ هذه هي الأطلال ! هل من الممكن أن يكون خرابا مخفيا لم يكتشفه حتى سيد البرج ؟
نظر غلين إلى الشق الضيق باثارة ” يبدو أني بحاجة لجعل نفسي أرق أولا ” ثم باستعمال تقنية التبديد أضحى غلين نحيفا بعد تشوه جسده ثم غاص كالعجينة المطاطية في الشق أو الصدع !
أوه ….
أضاء غلين المكان بناره ، طفا ببطء باستخدام الجاذبية ثم سقط على الأرض .
تردد صدى معدني من باطن قدميه ، تردد في الفضاء مع تناثر كمية معتبرة من الغبار على الأرض ، راوده شعور أن حجابا عن التاريخ قد رفع فجأة للتو !
قام غلين بتنشيط درع القناع الدفاعي و عزل الغبار ، نظر إلى محيطه بغرابة .
مساحة ضخمة جدا ، مع عدد لا يحصى من الثرايا الكريستالية الفاخرة ( جمع ثريا … ) و المعلقة فوق رأسه ، لكنها لم تصبح الآن سوى زخرفة بعد فقدان تأثيرها على الإضاءة !
نظرا لأن المساحة فارغة و ضخمة ، لم يستطع غلين حتى رؤية حافة هذا الفضاء ، لم يستطع إلا رؤية أوعية بلورية ضخمة في كل مكان ، هذه الأوعية مغلقة بأغطية معدنية من الطرفين العلوي و السفلي ( أممم أوعية اختبار ؟ ) ، تؤدي أنابيبها إلى أعماق مجهولة تحت الأرض ، يبدو أنها أداة استخدمها السحرة قديما لزراعة و رعاية بعض المواد البيولوجية التجريبية .
أصغر وعاء يبلغ ارتفاعه أكثر من عشرة أمتار ، أما أكبرها على مد بصره فيمتد إلى خمسين مترا ، أعلى وعاء يقع مباشرة في أعلى هذه المساحة ، مع وجود عدد لا يحصى من المعادن في الأجزاء العلوية و السفلية ، تم توصيل الأنابيب ببعضها البعض ، تم طباعة الأوعية بنقوش رونية غامضة و التي تبدو أنها تقنية ختم لموازنة الطاقة .
” هذا هو … ”
خطى غلين نحو أكبر وعاء بلوري في الأفق ، أصدر ارتطام أحذية درع سانرون بالأرضية قعقعة معدنية و صوتا واضحا ” دانغ ، دانغ ، دانغ ” تردد عبر المساحة ، اندفع غلين نحو الوعاء لإلقاء نظرة .
استخدم تعويذة كرة الماء و قام بمسح سطح الوعاء البلوري بسرعة ، بعد مسح الغبار أصبح الوعاء شفافا و واضحا ، على ضوء شعلة النار الخالدة ظهر هيكل عظمي بيولوجي ضخم أمام غلين !
هيكل ضخم لكن نحيل و ليس له شكل منتظم على الإطلاق ، يشبه حيوانا بحوافر لكن برأس أخطبوط مع عظام ، هناك أيضا عدة فروع هيكلية غريبة تمتد من جسمه ، جميع العظام كريستالية و شفافة اللون ، تم ضغطها بقوة لتطفوا في الوعاء ، يبدو أن لا وزن له ، و كأنه مرن لكن صلد ( من الصلابة و المتانة ) في الآن نفسه .
تم طباعة سلسلة من الكتابة الهيروغليفية السحرية القديمة باللون الأحمر على الجزء السفلي من الوعاء .
حاول غلين قراءتها ” كائن فضائي يافع ، الموضوع التجريبي رقم 0004 ، درحة الخطر عالية ! ” .
تقلصت حدقة عين غلين ، قال غير مصدق ” هذا بالفعل مختبر ساحر قديم ! موضوع تجريبي ؟ هذا المخلوق الذي تم وضعه بالكاد في الوعاء مجرد عينة صغيرة ؟ ماذا عن باقي الأوعية ؟ ما هي درجة خطورة هذه المواضيع التجريبية ؟ … ” .
فجأة لاحظ بركة صغيرة من سائل رمادي و أبيض في زاوية من الوعاء الكريستالي ، في هذه اللحظة شعر غلين أن روحه قد تم سحبها إلى البركة الرمادية و البيضاء بالقوة .
” هذا الشعور … هذا .. نخاع سائل فضائي ؟! ” تلعثم غلين من شدة الصدمة !
في الخيمياء يقال أن النخاع السائل و الغير متجانس مادة أسطورية ، اكتشفها السحرة في العصور الغابرة ، بفضل ليونتها الفريدة و شموليتها تم إدراجها كواحدة من أفضل مواد الخيمياء في الهرم التسلسلي ، إنها ببساطة مادة مثالية لصناعة الدروع السحرية .
لكن هذه الكمية الموجودة في الوعاء البلوري لا تكفي حتى لصنع حامي الذراع .
طبعا بصفته ساحرا مبتدئا ، شعر غلين باثارة شديدة ، كان أول رد فعل له هو البحث بيأس عن مدخل الوعاء من أجل الحصول على هذه المادة الأسطورية .
طالما حصل على هذا النخاع السائل ، حتى لو كان بلا موهبة في الخيمياء ، فإن السلاح المصنوع منه لن يكون بسيطا نظرا لخصائص مادة الخيمياء المرنة .
علاوة على هذا ، فإن خطة غلين تنطوي على افتقار مهاراته في الخيمياء و لكن مع هذا النخاع السائل ..
” لا يهم ! ”
قال غلين أثناء وقوفه على الغطاء المعدني في الجزء العلوي من الوعاء ، استمر في إطلاق سحر الماء و النار .
استخدم غلين سحر النار و الماء مما أدى إلى تسريع إتلافه و تآكله .
ساخن و بارد .
سيؤدي التمدد و الانكماش الحراري المستمر إلى تشوه البنية الداخلية و تفككها لتعود إلى حالتها الأصلية كجزيء ، بالطبع هذه مجرد نظرية تعتمد على خصائص المادة و الفرق في درجة الحرارة بين ساخن و بارد .
لكن بالنسبة لهذه المعادن التي تم التخلي عنها لمدة غير معروفة …
مع انفجار ، قفز غلين إلى داخل الوعاء و قام بجمع النخاع السائل بحماس ، بعد وضعها في كيس التخزين و بينما كان على وشك المغادرة حول انتباهه فجأة إلى العظام المرنة و الصلبة .
مرر سيفه لكن بلا فائدة …
يا لصلابته !؟
” لا أستطيع حتى قطع أصغر العظام و أنحفها ، لا أستطيع أيضا وضع هذا الهيكل بأكمله في كيس التخزين ، بعد كل شيء هذا الكيس ليس أداة فضاء حقيقية ، و لا أتقن سحر الختم ” .
في هذه اللحظة شعر غلين بحركة غريبة من الفجوة الصغيرة خارج البقايا فوق رأسه ، شم رائحة بوم الليل و المألوفة لأنفه .
” لا ! تبا حراس الأكاديمية هنا ” صدم غلين و سرعان ما غادر الجزء الداخلي من الوعاء ، اندفع في اتجاه عشوائي ، هو بحاجة لقضاء المزيد من الوقت في هذا العالم السري ، ربما قد يتمكن من الحصول على المزيد من الفوائد .
لاحظ غلين أثناء فراره المزيد من الأوعية البلورية تحتوي على هياكل عظمية مختلفة ، ملتفة تطفوا بهدوء في الجزء الداخلي كن كل وعاء !
طار غلين برشاقة مع كرة صغيرة من النيران الخالدة !
فجأة ظهر أمام غلين جدار معدني ، لاحظ علامة مخلب في منتصفه و حافر ضخم لمخلوق ضخم ، كان قطر الحافر عشرة أمتار ، يبدو أن الجدار قد تم تشويهه كالورق المجعد .
” هذا ؟! ”
تغير تعبير غلين ، استخدم غلين كل قوته لمحاولة كسر الصخرة الكريستالية في الخارج و الوعاء الزجاجي أو البلوري لكن هذا الحافر ؟ استطاع في الواقع …
مع ارتعاش زاوية عينه نظر غلين إلى البوابة المشوهة ثم غير اتجاهه و استمر في الطيران .
شو … شو …. شو …
تردد صدى رفرفة بوم الليل عبر الفضاء ، تلاها هسهسة لكائن يشبه الثعبان .
تشدد وجه غلين ، أطفأ كرة النار و تحكم في جسده بعناية للطيران بهدوء و من دون ضجة .
و مع هذا يبدو أن هؤلاء العبيد و الحراس لديهم طريقة فريدة لمراقبة هذا العالم ، بعد الطيران لمدة تم محاصرته من كل اتجاه ثم اندفعوا بسرعة نحو غلين .
” تبا ! انتهى أمري ! ” بدا وجه غلين قبيحا بشدة .
مع العلم أنه لا يوجد أمل ، نزل غلين على الأرض ، لاحظ كرة معدنية ” هاه ؟ أين رأيتها من قبل ؟ تبدو مألوفة ! ” .
على الرغم من أن غلين لم يدرس أو يفهم الميكانيكا ، لكن ربما يستطيع استخدامها لتبادل السلع في المستقبل ، ألقاها غلين في كيسه .
نظر من حوله بشكل عرضي .
أم ؟
اكتشف غلين أن الجدار المجاور له كان في الواقع زجاجا كريستاليا شفافا و ليس معدنيا ، بالطبع لم يتمكن من اختراقه بسيفه !
شعر غلين بوجود الحراس و اقترابهم بسرعة ، بعد التفكير في الأمر لبرهة و لفضوله قام بمسح الغبار على الزجاج بيديه و سحر الماء .
تجمد جسده فجأة مع تقلص عيونه و تجعد جبينه ، حتى أنه لم يعد يتنفس من الصدمة !
هذا هو …
في مساحة أثرية شاسعة ، حتى بالمقارنة بالمختبر و الذي لا يمكن اعتباره إلا غرفة جانبية …
في هذه المساحة طفا هيكل عظمي ضخم طوله يزيد عن 300 متر ، أشع بضوء أخضر فاتح ، بدا حالما و أثيريا ، مما جعله ينغمس في سحره …
لكن …
بمساعدة هذا التألق الأخضر ألقى غلين نظرة فاحصة ، على مسافة أبعد رأى الملايين من الهياكل العظمية الغريبة و الشفافة ، تطفوا حول الهيكل العظمي الكبير ، كما لو أنها مستعمرة نمل لا تعد و لا تحصى تقوم بحراسة ملكتها ، فجأة تحول السحر و الجمال السابق إلى شؤم و غموض …
لكن لم تنتهي صدمة غلين بعد …
على الأرض تم تجميع عدد لا يحصى من الهياكل العظمية البشرية و بقايا ميكانيكية ، ما شعر به غلين كان الفزع و رعبا حقيقيا ، كان كما لو أنه قادر على رؤية و سماع هدير غامض لأعداد لا تحصى من السحرة بينما خاضوا حربا دامية تردد صداها عبر التاريخ و طياته … !
هذا هذا ؟ أي نوع من الآثار هي هذه ؟ من يستطيع أن يقول …
” أخيرا ! ” .
مع استقرار البومة على كتفه فجأة ، شعر غلين بقوة تنافر لا تقاوم من الفضاء ، لم يكن لديه حتى وقت لإبداء رأيه أو حتى المقاومة ، شعر بامتداد الفراغ من حوله ليختفي ….
🔥🔥🔥🔥
ترجمة و تدقيق : Younes39