رحلة ساحر - الفصل 77 : ساحر أبيض ؟ ساحر أسود ؟
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
إعدادات القارئ
حجم الخط
A- A+نوع الخط
لون الخلفية
تم حظرنا من شركة إعلانات وبتالي لم يصبح للموقع اي دخل فقط تبراعتكم.
كما اننا نواجه بعض المشاكل ونقوم ببعض الإصلاحات في الموقع .
رابط بيال الموقع لدعمنا.
riwyatspace@gmail.com
تقع نقطة موارد شيوو على بعد كيلومترين من مركز وادي الآثار المقدسة فقط .
استلقى غلين و كريس و نينا و روبن على ركبهم لإخفاء أنفسهم ، بينما ركعت لافيتي على الأرض مستخدمة عين النسر لتنظر لروبينسون الذي قفز من شجرة لأخرى بخفة و من دون أي صوت كاللص البارع .
كفريق من الدرجة الثانية بعد نخبة السحرة المبتدئين ( لا تنسوا ! قرر غلين أن يبقى منخفضا ) ، لم يكن غلين و رفاقه متأكدين مما إذا تم احتلال نقطة تشيوو من قبل سحرة المنطقة 19 ، من الحماقة أن يندفعوا من أجل التعرض لكمين ، لذا قرر روبينسون المتخصص في التسلل و الاغتيال و الفرار التحقق من وضع نقطة الموارد .
بعد لحظة تنفست لافيتي الصعداء و قالت بهدوء ” الوضع جيد ، يبدو أننا في الطليعة ! ” مع تراجعها عن التمويه و فصل فروع الأشجار و الأوراق قامت باعادة قوسها لظهرها .
وقف غلين أيضا مع كريس و نينا و روبن التي قالت فجأة ” أخيرا ، نقطة موارد لنا ، لن نحتاج للقتال من أجلها ” .
بينما كان غلين و فريقه المكون من خمسة يتقدمون ببطء بقيادة روبينسون ، لاحظ الجميع فجأة حفرة بها نفاية متكدسة بشكل عشوائي بعمق غير معروف ربما بلغ 1000 متر أو أكثر ، بالقرب من الحفرة وقف فريقان مع أكثر من عشرة سحرة مبتدئين من مدرستين مختلفتين على ما يبدو .
لم يستطع غلين و رفاقه التعرف على سحرة المدرسة الأخرى لأنهم لم يروهم من قبل ، أما قائد الفريق الآخر فقد جعل حدقة عين لافيتي تتقلص .
سيف النور ! ألداس ! الخامس من بين العشرة الأوائل كسحرة مبتدئين في أكاديمية إيسوتا السوداء !
مع خطوة للأمام تقدمت لافيتي و قالت بنبرة عميقة ” نحن من أكاديمية إيسوتا السوداء للسحرة ، لا أحد منا لديه شارة بعد ! ” في الوقت الحالي كان نصف وجهها ذابلا لذا ما ظهر أمام الجميع هو نصف وجه جميل و نصف آخر قبيح كالجثة ، كان وجهها ملفتا للغاية ، لم يجرؤ كلا الفريقين على النظر لوجهها حتى !
” همف لو كان لديك شارة لكنتي جثة الآن ! ” قال قائد الفريق الآخر بلهجة شريرة .
تابع الرجل ” أنا ياز من أكاديمية قلعة العاج للسحرة ، هذا ألداس من إيسوتا السوداء ، على الرغم من أنني لم ألتقي به قط إلا أني قد سمعت عنه ، هل تستطعين إثبات أنكم من أكاديمية إيسوتا السوداء أيضا ؟ هاه ؟ إذا لم تفعلوا فستحتاجون للبقاء في الخارج و انتظار أحد ما لتأكيد هوياتكم قبل الدخول ! ” .
أظلم تعبير لافيتي و الآخرين فجأة ، لكن كلماته السابقة لم تسمح لهم بدحض شيء .
لكن في اللحظة التالية بدا أن عيون ألداس قد اكتشفت شيئا ما مع ارتعاد حاجبيه ، بعد أن تفاجأ مد كفه ببطء و على معصمه خاتم ذهبي به عدة حلقات بألوان مختلفة و مبهرة ، بدا أنها جميعا أسلحة سحرية عالية المستوى إذ لم يستطع إخفاء تقلباتها السحرية القوية .
” لا حاجة ! أنا على معرفة بهذا الرجل الذي يرتدي قناعا رماديا ” قال ألداس ” قناع الرماد غلين من قائمة الصيد ؟ مثير للاهتمام … ” .
ركز الجميع فجأة على غلين الذي وقف وراء لافيتي كالتابع ، لم يرفع رأسه حتى ، حدق في الفرع المكسور و المحترق في يده باهتمام شديد .
كان لغلين طريقته في الابتعاد عن الأضواء ، و هي بالبقاء بجوار لافيتي كتابع .
لم يعلم أي من لافيتي و كريس عن نوع المعرفة التي كان غلين في طور دراستها على طول الطريق ، لم يكن لديه وقت فراغ لتضييع وقته في الثرثرة و أشياء أخرى تافهة .
كما قال السحرة في كثير من الأحيان ، يتعلق مقدار الإنجاز الذي سيحققه المرء بالمبلغ الذي يتعين عليه دفعه في المقابل ، على الرغم من فهم الجميع لهذه الحقيقة إلا أن القليل فقط من يستطيع تطبيقها !
” بووووم ! ”
بعد وضع الستة لأمتعتهم الثقيلة على الأرض ، تنفست لافيتي الصعداء و سارت نحو ياز و ألداس ، قالت بهدوء ” أنا لافيتي من رابطة شراع الموت التابعة لأكاديمية إيسوتا السوداء ، أحضر فريقنا بعض المواد السحرية لتشكيل سحر الحظر آمل أن تتمكنوا من التعاون معنا لترتيبها و استخدامها ” .
” أوه ؟ سحر التقييد و الحظر ؟ ”
نظر ياز إلى المواد السحرية في الحقيبة بمفاجأة ، ثم قال بابتسامة ” جيجي … رائع ، حسنا نظرا لمساهمتكم في نقل هذه المواد سنتشارك في نقطة الموارد هذه في المستقبل ” .
من جهة أخرى نظر ألداس إلى غلين الغامض بينما ضيق عينيه ، تفاجأ عندما لاحظ متابعة غلين للافيتي و انصياعه لأوامرها كما لو كان مجرد تابع .
السحرة المبتدئون الذين تم إدراجهم في قائمة الصيد عادة على الأقل تعرضوا للتهديد من قبل القادة الأربع الأوائل في أكاديمية إيسوتا السوداء للسحرة .
لم يستطع ألداس إلا أن ينظر إلى لافيتي بعيون جادة و مليئة بالفضول .
نظرا لقدرتها على إخضاع مرؤوس قوي كغلين ، فلا يمكن أن يستهين بها ، على الأقل لم يستطع معاملتها كساحرة مبتدئة عادية .
بالتفكير في هذا ابتسم ألداس في وجه غلين مع شعره الأشقر المماثل ( شعر غلين أشقر أيضا ) ” لا مشكلة ! سنبذل قصارى جهودنا للتعاون ! ” .
…….
يعد تشكيل الحظر على نطاق واسع إزعاجا شديدا لكن لحسن الحظ يوجد أكثر من 20 ساحرا مبتدأ هنا ، و لا وجود لأي عدو أو مشاكل ، لذا على هذا النحو و مع التقدم السريع سيتم استكمال سحر الحظر في غضون ثلاثة أيام .
غلين الذي حاول تنظيم القيود و ترتيبها ، نظر إلى الحفرة بعد تثبيته للأحجار السحرية في نقطة الحظر و ذهل فجأة .
في الحفرة التي تشبه الهاوية تم تكديس أكثر من عشرين جثة بشكل عشوائي ، مع تمرير صيغة الطرد و الشد طفا غلين و نزل بين الأكوام .
” لا وجود لأي شارة ! ” فكر غلين و شعر أنه أمر طبيعي .
نظرا لقدرته على معرفة أهمية الشارة فلا يوجد سبب يمنع ألداس و ياز من معرفة أهميتها أيضا ، مع انتشار الأخبار بين النخبة و جمعهم للشارة ، عاجلا أم آجلا سيخمن باقي السحرة المبتدئين شيئا ما بخصوص أهمية هذه الشارة في المستقبل …
” جيجي … يبدو أنك على علم بأهمية جمع الشارة ؟ و لكن لقد انتزعنا أنا و ألداس شارة هؤلاء الحمقى بالفعل ” رأى ياز الذي حاول وضع القيود غلين في الحفرة و لم يستطع إلا أن يقهقه بصوته الأجش و الشرير .
لم ينتبه له غلين أما ياز فنظرا لوجود قناع الرماد على وجه هذا الأخير لم يستطع رؤية تعبيره ، رأى فقط زوجا من العيون الباردة .
” ما هي القدرة القتالية لهؤلاء السحرة المبتدئين من المنطقة 19 ؟ ” تردد صوته الهادئ على مسامع ياز فجأة .
بسخرية رد ” قدرة ضعيفة ! ” .
ذهل غلين من الرد ، بما أن هؤلاء السحرة العشرين كانوا الدفعة الأولى فلا بد أنهم من النخبة ، لكن على حد تقدير ياز فهم ضعفاء ؟ هل ما قالته يو تشيوان صحيح إذن ؟ هل سحرة المنطقة 19 مجرد أغبياء حمقى و ضعفاء ؟
بوووووم !
فجأة في نقطة الموارد تشيوو تردد انفجار رعدي هز السماء ، شعر غلين و ياز بالصدمة ، لم تكن هذه الموجة من الطاقة السحرية ضعيفة قط ، لم يعد كلاهما يهتمان بوضع القيود بل طارا بسرعة في اتجاه الضوضاء .
في السماء و على ارتفاع ثلاثين مترا عن الأرض ، حلق في السماء ساحر مبتدأ مع قبعة مدببة ( قبعة السحرة ) ، عدة ثعابين من البرق و الرعد تسبح حول جسده ، في يده عصا تشبه غصن شجرة مع حجر أزرق في الأعلى ، استمر في الهجوم مع تشكيل زهور كهربائية أرجوانية ، في ظل القوة السحرية المتزايدة قدر غلين أن قوة هذا الساحر المبتدأ في نفس مستوى السحرة العشرة الأوائل من مدرسة إيسوتا السوداء .
الأهم هو الشارة الموجودة على صدره !
ذهل غلين بعد رؤية ملابسه مع القبعة ، لأنها نفس ملابس الساحر أبولو في مدينة بي سير ، مختلفة عن أردية السحرة الفضفاضة في المنطقة 12 .
” همف ! أنتم سحرة الظلام ! من المنطقة 12 ؟ كما قال المعلم مليئون بهالة الظلام و القتل الشريرة ! ” سخر ساحر ثعابين البرق في السماء .
سخر ياز أيضا ” ماذا عن الساحر الأبيض ؟ الساحر الأسود ؟ في قارة السحرة يوجد فقط سحرة لصيد الشياطين و سحرة الغموض ! ” .
( ملاحظة : الساحر الأسود هو الساحر الذي يختار مسار القتل و الذبح ، منطقيا يعتبر صياد الشياطين ساحرا أسود أيضا لكنه خاضع لسلطة البرج المقدس ، الساحر الأبيض على العكس يهتم بالبحث عن المعرفة و دراسة المجهول و حماية الآخرين … بمعنى ساحر خيّر و ساحر شرير … طبعا هذا المبدأ يتغير من وجهة نظر لوجهة نظر أخرى كمثال الفلسفة المختلفة بين مدارس السحر ، فكما قال ياز في قارة السحرة يوجد سحرة لصيد الشياطين فقط ( سحرة الظلام الحقيقيين ) و سحرة يبحثون عن الأسرار و الغموض ) .
استمر ياز في الوقت نفسه في رصد أي حركة حول الساحر المبتدأ من المنطقة 19 ، لكنه لم يعثر على شيء .
مع ضحكة متعجرفة لوح الساحر بعصاه السحرية ، بدا أن البرق الأرجواني قد عاد للحياة بينما التوى كالثعابين .
هذه السيطرة …
” هاها قال المعلم أن علينا التعلم منكم و تجربة المعارك لذا طلبوا منا المشاركة في هذه اللعبة المملة ، لا تقلق أنا لست كالذين قتلتموهم من قبل ! هؤلاء الأغبياء ، أنا هنا من أجل التحدي ! من يجرؤ على الظهور ؟ ” بثقة و غطرسة نظر ساحر المنطقة 19 لأسفل مع لمحة من الجنون .
ذهل سحرة المنطقة 12 للحظة ، نظروا لبعضهم البعض في مفاجأة ، كما لو أنهم قد رأوا للتو أغبى شيء في هذا العالم !
كيف أصبح هذا الرجل بهذه القوة ؟ أين عاش ؟ لم يعد هناك أغبياء مثله في المنطقة 12 بعد الآن …
كما لو أن لديهم فهما ضمني اتخذ الجميع إجراءا فوريا و من دون أي تردد .
سحر خفافيش النار لغلين ، سهم لافيتي مع دوامة الأوراق ، سهم روبن المائي ، سحر ياز …
تحت عشرين تعويذة متفاوتة القوة ، و في عيون الساحر المبتدأ المتفاجئ و المصدوم تم ابتلاعه من أسفل لأعلى !
” حقراء … ”
كان صوته منخفضا و ضعيفا ، فجأة تدفق تيار كهربائي و فر بسرعة في اتجاه عشوائي ، لم يهتم ألداس و لافيتي و ياز بتعبيره ، سرعان ما تحولوا إلى تيار من ضوء و طاردوا خلفه .
بعد دقائق ، عاد الثلاثة ، سخر ألداس بينما ألقى الجثة في حفرة الموتى التي اكتشفها غلين للتو .
لا زال غلين مصدوما ” هل هذا ما قصدته أختي الكبرى بالغباء ؟ بالتأكيد هذا غباء لا يصدق ! ” على الأقل لن يعد غلين انتحاريا كما كان في اختبار الوفد الجديد رغم كونه قويا نسبيا آنذاك .