رحلة ساحر - الفصل 113 : غشاء رقيق
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
إعدادات القارئ
حجم الخط
A- A+نوع الخط
لون الخلفية
تم حظرنا من شركة إعلانات وبتالي لم يصبح للموقع اي دخل فقط تبراعتكم.
كما اننا نواجه بعض المشاكل ونقوم ببعض الإصلاحات في الموقع .
رابط بيال الموقع لدعمنا.
[email protected]
أم ؟
استدار غلين ببطء ، نظر إلى جبل الجليد مع وجود صدع في منتصفه .
” هذا الشعور ؟ هل هو سحر الختم ؟ لكن منطقيا لا يستطيع الساحر المبتدأ أن يتقن هذا السحر ، لأنه يحتاج للتحكم في الطاقة و الحفاظ عليها … لا ، إذا تم إقرانه مع موهبته بالإضافة لجهود بعض السحرة رفيعي المستوى لتلقينه و تدريبه ، ربما هناك احتمال لتعلمه هذا السحر ! ” .
كراك ! شوووو ….
بينما فكر غلين أكثر ، انتشر شقان آخران على الجبل ، كأن وحشا مرعبا يستيقظ من سباته ، لم يعد هذا الختم قادرا على استيعابه …
” حسنا ؟ هل هي مصادفة ، لتقع المعركة فوق رأسي مباشرة ؟ هل هذا هو تقدير المصير في الأساطير ؟ يبدو أنني دمرته ( سحر الختم ) عن طريق الخطأ الآن ، و هذا لم يعجبهم بالتأكيد … ”
و بينما فكر بعمق اندلع هدير مليء بالكراهية من خلفه !
” المقنع غلين ! أيتها الدودة القذرة ! أيها اللص ، الصرصور المقزز أنت في الواقع ! …. هل تعرف حجم المشاكل التي تسببت بها قبل قليل ؟ انتهى جميع سحرة المنطقة 12 ! حماقتك ستؤدي إلى استبعادنا جميعا ! هل تعلم نوع الوحش الذي أطلقته ؟ أنت لا تفهم شيئا على الإطلاق ، أنت مجرد ساحر مبتدأ جاهل و أحمق … ” في نهاية الجملة قامت بدعم أختها و الدموع تنهمر من عيونها ” أختي خاطرت بكل شيء لختمه لكن أنت … ! ” .
” مينا ! … ”
تنهدت ميلي ثم هزت رأسها و قالت بهدوء ” انسي الأمر ، أنا لست الساحر القوي الوحيد في المنطقة 12 ، لا تزال لدينا فرصة لكبحه ! ” .
نظرت إلى غلين الذي لا زال يبدو غامضا لكن أكثر قوة مما كان عليه خلال الصراع الأكاديمي بين المنطقة 12 و المنطقة 19 .
و مع هذا لم يعد غلين قادرا على شد انتباهها على الإطلاق على عكس المرة السابقة .
تنهدت ثم قالت ” إنه أمر مؤسف ، لقد وعدتك أني سأتطلع لأداءك في محاكمة تأهيل البرج المقدس ، لكن الآن لا توجد فرصة لإظهاره لي ، أترك العالم السري بسرعة ، هذا الساحر يتقن السحر الصوتي ، في ظله قد لا تسنح لك الفرصة حتى لتحطيم القفل ، لا أعلم عدد السحرة في المنطقة 12 ممن تم قتلهم و القضاء عليهم على يد هذا الساحر ، في الأصل كنت أتطلع لرؤية سحر غلين الثلاثي لكن الآن … ” .
في الأخير نظرت ميلي إلى غلين بأسف شديد مع خيبة أمل على وجهها ، أخرجت زجاجة شفافة من حقيبتها .
بعد فكها لغطاء الزجاجة ، أصدر مخلوق يشبه البعوضة طنينا منخفضا ثم طار في اتجاه معين بعيدا .
” الأخ غلين لما أنت هنا ؟ أخرج من هنا بسرعة ! تم ختم ساحر قوي داخل هذا الجبل ، وحش لا يستطيع أحد منا مقاومته ؟ ” نظرت نينا إلى غلين الذي لا زال غير مبال و مرتبكا لتصرخ بقلق لتحذيره .
هز سام رأسه و تنهد ” لنغادر بسرعة ، غلين ليس ضعيفا ، يستطيع أن يشتري وقتا لنا للفرار ، إنه أقوى مما تعتقدين ” .
زي زي زي !
صر الفأر الأبيض الصغير على أسنانه .
كما هز كيري رأسه و تمتم ” لم أكن أتوقع أن الساحر في الفجوة هو في الواقع غلين ، رغم أنه كان لدي خطط لقتاله في المعركة خلال المحاكمة ! و لكن الآن ! … ” .
” لقد تم طرد الملكة السامة من العالم السري ، و الآن حبيبها سيرافقها ! هيه ” أظهرت بيونا قليلا من الفرح مع ارتفاع زاوية فمها .
نظر لوه جيا إلى الساحر المقنع و تذكر محاولة مهاجمته للافيتي في بهو الأكاديمية ثم تذمر ” إنه هو ؟ ” .
بعيدا داس ياز على الأرض و صرخ بصوته الأجش ” اللعنة ! كنا على بعد خطوة واحدة فقط ! آه ؟ الوغد غلين ، نعم ! اسمه غلين ! من أكاديمية إيسوتا السوداء ! هذا الجبان ! لم تتردد لافيتي في استخدام مفتاح الصداقة لأجل إنقاذه ! هذا البغيض لم يعجبني في البداية ! لكن لم اتوقع أنه فاشل و أحمق منحوس ! ” .
لماذا ! …
مع تنهد نظر ياز إلى غلين مع قليل من الكراهية ، استعد للاختباء بعيدا قدر الإمكان قبل أن يخرج الوحش من سجنه …
لقد انتهى العرض و لا يوجد غرض للبقاء هنا لفترة أطول .
باستثناء نينا ، بدا الجميع محبطا أثناء النظر لغلين ، عند التحديق في الساحر المقنع و درعه المعدني اللامع ، مع سيفه المستبد ، بدا أنه ساحر غامض و قوي .
تردد تنهد مليء بالاستياء ، ما الغرض من الاعتماد على هذه الأسلحة و التأنق ؟
في النهاية الضعيف سيظل ضعيفا دائما ، أما القوي فسيظل قويا على الدوام …
لماذا إذن ؟
…….
نظر الجميع لغلين بعاطفة معقدة ، ظنا منهم أن هالته الغامضة و القوية مصدرها الدرع و القناع فقط …
في الحقيقة لم يهتم غلين قط بالتأنق ، لكن هؤلاء الحمقى ركزوا فقط على هذه الفكرة …
لأنهم جميعا لم يدركوا بعد عدم رغبتهم في قبول هالة غلين القمعية و الغامضة لأنهم قد نظروا إليه في يوم من الأيام على كونه ضعيفا و غير مهم …
بعد أن رفضوا لا شعوريا الإقرار بالمنطق ، قرروا استخدام أعذار واهية و مضحكة لشل و عمي أبصارهم و عقولهم و حتى أرواحهم !
هذا …
إنه الغشاء الرقيق الذي يفصل بين الحقيقة و النفاق ، الحكمة و الجهل ، المنطق و الحماقة ، مراوغتهم لذواتهم و تخديرها ، يفضل الانسان أحيانا أن يدفن رأسه في الأرض بدلا من مواجهة الحقائق كالنعامة ، غريزة الغباء و الجهل من البشر العاديين !
في نظر الساحر المبتدأ لن تتغير هذه الحقيقة ” القوي يبقى قويا و الضعيف سيبقى ضعيفا للأبد ! ” .
هذه هي نقطة البداية لإديولوجية عالم السحرة …
نظر غلين إلى الجميع ، وقف على أرض الجليد و حدق بهدوء في تعابيرهم ، لأول مرة شعر بوحدة لا مثيل لها …
يبدو أنه قد أصبح أدنى فأدنى من قمة الجبال و الأنهار ، لحظة تحقيقه لحلمه ، نظر إلى الجميع من سفح الجبل ، لكن لا يوجد رفيق مماثل له ، على الرغم من اقترابه من تحقيق هدفه إلا أنه في حيرة من أمره بشأن المستقبل .
بعد الصعود للقمة ما هو هدفه التالي ؟
هل الممكن أنه قد أصبح ضعيفا ؟ لبحثه عن شركاء مزعومين و شعوره بالوحدة ؟
لا ….
هذا ليس ما أراده غلين ، تحكم غلين في مشاعره بعقلانية و سيطر عليها ، لن يسمح لضعفه و هذه الأفكار بأن تظهر على الإطلاق مجددا في قلبه .
بعد شعوره بخيبة الأمل و الوحدة ابتسم غلين فجأة .
‘ ما نوع الأشياء المملة التي أفكر فيها الآن ؟ لا أزال أتنافس على قمة محاكمة البرج المقدس ، أي ذروة جبل أفكر بها ؟ مجرد هراء ! أنا حتى لم أرى ساحرا أسطوريا من منطقة أخرى بعد ، الساحر الذي لم يفز بعد بأعلى مكافأة لا زال يفكر بجهل … هيه ! ”
تبين أن ضحكة غلين بمثابة استهزاء من نفسه الجاهلة .
لكن …
في نظر الآخرين ضحكة غلين سببها جهله بالوضع الحالي ، لقد اعتقدوا أنه مجرد أحمق لم يتمكن من فهم موقفه بعد …
في هذه اللحظة شعر الجميع بالاشمئزاز الحقيقي من غلين .
نظر هذا الأخير إليهم مجددا ثم هز رأسه بروية ، طوال حياته لم يهتم قط بآراء الآخرين و نظرتهم إليه ، لذا أثناء تدريبه كساحر قرر ارتداء قناع الرماد لإخفاء وجهه .
فجأة اندفع غلين و طار في اتجاه قمة الجبل !
مصحوبا باهتزاز ، كما لو كان ردا على اندفاع غلين ، تم هز الجبل بقوة ثم اندلع لحن كسمفونية الموتى ، تحطم الجبل ببطء بعد اندلاع الشقوق في كل جزء منه ، مع زئير شرس صرخ الوحش المحبوس من داخل الجبل .
” آه غلين ! أيها الوغد … ” استدارت نينا التي كانت على وشك الفرار ، صرخت بعدم تصديق كما شعر سام و البقية أيضا بالصدمة ، كان وجه نينا شاحبا من شدة قلقها على غلين .
” هذا الرجل مجنون ! إنه مجنون ! ” كان جسد ياز يرتعش مع عويله ، لكن الخدر في قدميه منعه من الفرار بسرعة .
ارتعش جسد ميلي أيضا ، أمسكت قفلها بإحكام و أمسكت يد مينا باليد الأخرى ، بنظرة حزن غير مفهومة على وجهها قالت ” لما ؟ لما يفعل هذا … ؟ من المستحيل ان يصل أملنا ( تقصد الساحر الأسطوري الآخر ) في وقت قصير ؟ هذه المعركة ميؤوس منها ! “.
صرخت مينا ابنة الشمس ” آه ! غلين … بما أنك تود أن تقتل ، دعني أفعلها شخصيا ، هذا الجسد المزور ! أنت حتى لا تستحقه ! وجودك في حد ذاته إهانة للجسد المغمور في النيران و الفريد … ” .
” شوووو ! ”
تردد رنين موجة صوتية غير مرئية و تغير تعبير ابنة الشمس بشكل جذري ، لم تعد تهتم بغلين سرعان ما تحولت إلى نيران حمراء لحماية ميلي الضعيفة .
” كراك ! …. بوووم ! ”
تم تفجير شظايا الجليد مع تحليق موجة صوتية من الجبل ، في وسط العديد من المعاول الجليدية خرج ساحر المنقطة 15 كوحش شرير ينحدر كن عالم مجهول مصحوبا بضحكه المنخفض و المتحمس ، لمع زوج من العيون المحترقة .
” آه هاه هاه، هاه هاه هاه، هاه هاه هاه هاهاها ! نعم هذا الشعور ! يا لها من إثارة ، أشعر بكل خلية في جسمي تصرخ من شدة الفرح ، إنه شعور مفعم بالحياة يشبه الولادة من جديد … “.
ببطء طفا للأعلى و قام بإزاحة الصقيع من رداءه ، نبض جسده بقوة مطلقة لا يمكن ايقافها و لا مثيل لها .
لقد أعطى للجميع إحساسا بالقمع المطلق ، كان من المستحيل مقاومته .
مختبئة وراء ابنة الشمس تمتمت ميلي بعد إغلاق عينيها ” لقد انتهى أمرنا … ” .
قام ساحر المنطقة 15 بمسح الجميع ثم نظر إلى غلين بإثارة و قال ” هل أنت من أطلق سراحي ؟ يا لها من تجربة ! شكرا جزيلا لك ! آه هاهاها ! لذا في المقابل أنت مؤهل لمعرفة إسمي ، أنا هيلوودز ! من كان يخشاه جميع السحرة في المنطقة 15 قبل قرون ! … ” .
وووش !
تحول جسد غلين إلى صورة لاحقة في السماء ثم أسقط سيف هيدرا بقوة لا مثيل لها لكن تم حظره بواسطة سيف قصير آخر بحافة غريبة !
اندلع صدى موجة صوتية قوية بعد الاصطدام !
بوووم !
في ظل القوة الساحقة و المجنونة لغلين بالإضافة لسحر التنافر ، قلص ساحر المنطقة 15 عينيه غير مصدق ثم تحول لصورة لاحقة تم قذفها في اتجاه جبل الصقيع ، مع انتشار الشقوق تم غرسه مجددا في وسط الجبل بينما انهار الجليد تدريجيا و تطاير في الأرجاء !
” الكثير من الهراء الممل … ” نظر غلين ببرود إلى الفجوة من أعلى .
ترجمة و تدقيق : Younes39