رحلة ساحر - الفصل 53 : برج المياه ( 1 )
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
إعدادات القارئ
حجم الخط
A- A+نوع الخط
لون الخلفية
تم حظرنا من شركة إعلانات وبتالي لم يصبح للموقع اي دخل فقط تبراعتكم.
كما اننا نواجه بعض المشاكل ونقوم ببعض الإصلاحات في الموقع .
رابط بيال الموقع لدعمنا.
[email protected]
في اليوم التالي ، اشترى غلين عددا كبيرا من العصي السحرية من دينكنز ، حتى أنه أدبر إلى متجر الساحر شين ريوي في الطابق 3 من البرج الأسود و قام بشراء عدة عصي بعناصر نادرة أخرى .
بالعودة لغرفته ، قام غلين بوضع عشرة عصي تحتوي على العناصر الأساسية الشائعة على طاولة الاختبار ، النار ، الماء و الجليد ، الخشب و الرياح ، البرق ( الرعد ) ، الأرض ، الضوء و الظلام و أخيرا الحياة ، علاوة على أن هذه العصي العشرة تشترك في سمة واحدة و هي سحر الختم ، مستوى طاقتها يتراوح من 20 إلى 30 نقطة .
في هذه الحالة ، باستثناء كون القناع محصنا ضد هجوم الطاقة الذي تقل قوته عن 20 نقطة ، فإن غلين ليس بحاجة لنقل قوته السحرية للقناع و بالتالي فإن الطاقة الزائدة ستأثر على غلين .
لكن حتى هجوم بقوة عشر نقاط لا زال بإمكانه قتل غلين بسهولة ، بما أن لديه بنية هشة بأربعة نقاط فقط لذا قرر غلين استخدام أوراق الحياة و ابتلاعها لحمايته و من أجل ضمان سلامته .
بما أن قوة الهجوم أقل من عشر نقاط ، فيمكنه أن يستعمل ورقة واحدة لصده و تحمله لاستخدامين أو أكثر .
احتاج غلين إلى اختبار و اختيار الطعام الذي يشتهيه جسمه بعد تطوير ذبابة الحلزون بشكل سلبي لمقاومة العناصر ، إذا أكل شيئا ما لإشباع جوعه فسيؤدي ذلك إلى إبطاء سرعة التطور السلبي للجسم بشكل كبير ، لذا هذه التجربة ضرورية جدا قبل مقابلته للساحر بيرانوس .
بعد أن تعرض جسده للهجوم مرارا و تكرارا من قبل العناصر المختلفة ، استعمل ورقة الحياة من أجل الشفاء ، مما عزز مقاومته ببطئ لهذه العناصر ، بالتدريج قام غلين بإعداد قائمة بالأطعمة التي قد لا تأثر على التطور السلبي .
قام بمضغ قطعة اللحم المجففة في فمه لإشباع جوعه ، عبس بينما نظر لقائمة الأطعمة التي أدرجها ، معظمها مقبولة و غير نادرة أو غريبة و لكن أثناء اختباره لمقاومة عنصر النار واجه غلين صعوبة في إدراج المكون الأخير و الذي تبين أن أنه المحار الجميل !
هذا المكون الذي اعتبره لورد مدينة بي سير ( والد لافيتي ) و الساحر أبولو طعاما لذيذا و شهيا منقطع النظير ، إلا أنه ليس بالسلعة الشائعة ، على الأقل مع سلطة غلين و قدرته كمبتدأ لن يتمكن من الحصول عليه بسهولة ، بعد التفكير قام غلين بإدراج أطعمة أخرى بديلة ، و من ناحية أخرى قام بإخراج الكرة البلورية السوداء .
مع إشعاع أسود و تردد الاتصال سرعان ما استجاب الطرف الآخر من خلال الانعكاس على سطح الكرة البلورية .
” مرحبا غلين ! أممم غريب حقا أنت من بادر بالاتصال بي هذه المرة ؟ همف هل اشتقت لي ؟ ” تردد صوت لافيتي الناعم و العذب أثناء تغزلها بغلين ، هل هذه هي الملكة المتسلطة ذات اللسان السام ؟
ابتسم غلين و رد ” توقفي عن إثارة المشاكل أيتها المشاغبة ، أنا أقوم بإحدى تجاربي الآن ” .
بتعبير محبط قامت لافيتي بتمشيط شعرها القصير ذو اللون البني المسود على جانبها الأيمن ، كاشفة عن قرطها اللامع ، قامت بالتقاط كتابها ثم ردت بهدوء ” ماذا تريد مني إذن ؟ ” .
” أريد أن أعرف من أين حصل والدك على المحار الجميل ؟ تجاربي تتطلبها كمكون هام و أساسي ! ” سأل غلين أثناء فركه للهالة السوداء أسفل عينه .
” المحار الجميل ؟ لم أسأل والدي عنه قطّ ، لما لا تلجأ لقاعة المهام من أجل طرحها كمهمة مع مكافأة ، مع ثروتك من الأحجار السحرية لا ينبغي أن تكون المكافأة بمثابة مشكلة لك ” مدت لافيتي الكرة في يدها بكسل شديد ، لا بد أنها كانت في خضم دراسة كتابها السحري مما يفسر شعورها بالإرهاق .
” لا بأس ! شكرا ! ” بينما كان غلين على وشك قطع الاتصال لاحظ بالصدفة وضعية لافيتي المثيرة بعد مدها لخصرها ، لاحظ ثدييها الممتلئين ، لم يستطع إلا أن يبتلع و قال ” لافيتي ! ” .
” هاه ؟ ” ردت عليه لافيتي من دون وعي .
” آه …. حسنا سأتوجه إلى قاعة المهام لوضع مهمة المحار الجميل ثم سأقوم بزيارة غرفتك من أجل تفقدك ” استعاد غلين شجاعته و قال الكلمة المشفرة و التي تخص كليها ، مما أدى لذهول لافيتي ، سرعان ما أتبعه انفجارها ضاحكة ” هههه صحيح ! لطالما بدا لي و للجميع و كأنّي من يتحرش بك ، من النادر أن تأخذ زمام المبادرة … حسنا أنا في الانتظار لا تتأخر ! ” لتقوم لافيتي بقطع الاتصال بسرعة و مع غمزة منها .
شعر غلين بالاحراج ، لا زال غير مرتاح لمغازلة لافيتي الجريئة .
في الليل تم إضاءة أكاديمية إيسوتا السوداء ، سار غلين على عجلة مرتديا قناعه الرمادي ، بلا صوت و لا رائحة ، كالشبح الغامض .
” آه … ”
فجأة ترددت صرخة من فناء مجاور على مسامع غلين ، من الواضح أن الصرخة المرعوبة تعود لفتاة ، ليس بعيدا عنه لاحظ غلين تلميذين سارا معا بصمت شديد ، و بعد ذهولها لبرهة سرعان ما ما استمرا في المضي قدما .
” هوشي … هوشي … ”
فجأة خرجت فتاة شاحبة الوجه من الفناء الغامض ، لهثت بشدة أثناء نظرها للوراء بخوف و فزع ، نظرت لغلين فجأة لتغادر مع ابتسامة قبيحة .
في نفس الوقت تذكر غلين شيئا ما و نظر للفناء المهجور و المقفر ثم ردد ” برج المياه ! ” .
تذكر غلين ثرثرة روبينسون بعد وصوله لأكاديمية إيسوتا السوداء ، عن مكانين هما ساحة البرية المليئة بالموتى و برج المياه الغامض و المسكون ، بالطبع بما أن غلين مبتدأ سحر فلن يصدق كلمة ‘ مسكون ‘ لأنها لا تنمّ سوى على الجهل و قلة المعرفة ، لا بد من وجود تفسير منطقي لهذه الأشياء الغريبة .
بفضول لم يستطع غلين إلا أن يتوقف أمام الفناء ، بعد تردد قصير قرر السير في اتجاه برج المياه .
رائحة العشب الميت و المتعفن في الفناء و الذي نما بطول متر ، الشيء الغريب هو الأضواء الساطعة المنبعثة من بعيد و كأنها محجوبة بحاجز خفي و لكن غلين لم يشعر بأي تقلب في الطاقة من حوله ، حتى باستخدام قناع الرماد لم يتمكن غلين من سماع أي صوت لا في الفناء و لا من داخل البرج ، حتى صوت الحشرات قد تم كتمها و كأن هذا الفناء قد تم عزله عن العالم الخارجي ! عالم مختوم !
أم ؟
من خلال زاوية عينه ، شعر غلين بزوج من العيون الخضراء تحدق به عبر العشب الذابل ، أدار غلين رأسه بسرعة لينظر و لكنه لم يستطع رؤية أي شيء .
لم يكن غير مرئي فقط بل حتى بلا رائحة و لا صدى .
” تبا ! أنا لم أدخل حتى برج المياه ؟ ” .
قال غلين مع بعض المفاجأة ، شعر بالذعر سرا في مواجهة المجهول ، بعد تهدأة نفسه استخدم يديه لفتح طريقه عبر الأعشاب و الفروع الذابلة و سار ببطأ ، تردد صوت الخطى و إزالة العشب فقط كلحن وحيد في هذا الفناء الغامض .
فجأة و مرة أخرى استطاع غلين أن يشعر بزوج من العيون الخضراء تسترق النظر إليه ، علم أنه حتى لو استدار فلن يتمكن من رؤية أي شيء ، لذا تجاهلها ببساطة و سار في اتجاه برج المياه في وسط الفناء .
يبدو أن هذا البرج قد بني منذ أعوام عديدة ، فالرياح و الأمطار قد حولته بالفعل لبرج متهالك ، على سطحه عدة شقوق كأنها مخالب وحوش ضارية ، واقفا تحته و برؤية السماء المظلمة التي تحولت فجأة لدوامة سوداء شعر غلين بالقلق الشديد ، في وسط الدوامة لاحظ مقلة عين ضيقة قد قامت بفتح صدع في السماء الكئيبة .
” هلوسة ؟ لكن حشرتي الطفيلية لم تشعر بشيء ؟ ” . 🔥🔥🔥🔥
تجذر غلين لمدة نصف ساعة ، نظر لمقلة العين الضخمة ، بالمثل حدقت مقلة العين في غلين كمخلوق عملاق نظر لحشرة تافهة من خلال فتحة الزجاجة ! 🔥🔥🔥🔥
” لا ! لا ينبغي أن تكون حقيقة ! إذا جاء مخلوق مثله لعالم السحرة لخرج هؤلاء السحرة القدامى و الخالدين لردعه ، بعد كل شيء عالم السحرة ليس عالما ضعيفا ، إنه حضارة متطورة و فائقة بعد استعمارها لعدة عوالم ! ” ( 😂😂😂 البطل مسكين لا يدرك ضخامة هذا الكون … ههههه لكن لا بأس سيدرك بمرور الزمن 😍 ) .
بالتفكير قام غلين بأخذ نفس عميق ، دفع الباب الخشبي المهترأ لبرج المياه ، مع صوت صرير دخل .
غمر الظلام في برج المياه غلين بعد دخوله لفم الوحش .