رحلة ساحر - الفصل 45 : يائس محتمل ؟
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
إعدادات القارئ
حجم الخط
A- A+نوع الخط
لون الخلفية
تم حظرنا من شركة إعلانات وبتالي لم يصبح للموقع اي دخل فقط تبراعتكم.
كما اننا نواجه بعض المشاكل ونقوم ببعض الإصلاحات في الموقع .
رابط بيال الموقع لدعمنا.
riwyatspace@gmail.com
شعر غلين بالكآبة لعدة أيام ، لقد كره لافيتي لأنها لم تقم بدعم قراره ، رآها مستلقية بجواره ثم سأل نفسه فجأة ” هل هي الفتاة المناسبة لي حقا ؟ يبدو أنها انتهازية و مسيطرة ، كما أنها تقلل من تقديري في بعض الأحيان ! ” هذه الأفكار مزقته لأنه أحبها من قلبه !
هل ستكون لافيتي نعمة لغلين في طريقه ليصبح ساحرا عظيما ؟ لا علم لأحد ! فهل ستكون مجرد عقبة إذن ؟ لم يكن ذلك معروفا أيضا .
ما هو واضح هو أن غلين قد اتخذ قراره في ليلة نزول المرآة الأخيرة ! انزلق من الخيمة سرا و اندفع في اتجاهها !
تحت عباءة الظلام ، تحرك غلين بمفرده عبر الغابة ، لقد شق طريقه ببطء شديد من أجل كبح إشارة الطاقة على جبينه قدر الإمكان ، قد يكلفه خطأ واحد حياته بعد تجمع اليائسين السبعة .
عند اقترابه من المرآة ، لاحظ كوخا قديما شبيها بالكوخ الذي حصل على العصا منه ، لكن على عكسه له سبع مداخل ، تمركز اليائسون حول الكوخ و أعمدته السبعة .
” لماذا يراقبون فقط ؟ لما لا يدخلون ؟ ” شعر غلين ببعض الإلتباس .
في اليوم التالي ، اقتحم العديد من التلاميذ و من بالغ في آراءه حول قدرته الكوخ و انتهى بهم الأمر جثثا مرمية على الأرض .
تربص غلين في بقعة آمنة و عمياء ، تم مراقبة معظم الزوايا إما من قبل إبنة الشمس المتغطرسة ، أو بواسطة اثنين من اليائسين معا ، نظرا للحراسة الشديدة تجمع معظم التلاميذ في بقعة واحدة ممّن اقتادهم الفضول و الغموض بشأن المرآة الأخيرة .
لتجنب أي صراع غير ضروري قرر غلين الاختباء تحت الأرض باستخدام زهرة سيليكس ، إحدى هدايا الساحرة إيلين .
في اليوم الثالث ، كسر سبعة أو ثمانية ثلاميذ شجعان الحدود لكن قتلوا بطرق مختلفة و مروعة على يد اليائسين السبعة .
في اليوم الرابع تجرأ طالبان على تحدي سلطة اليائسين السبعة ، لامتلاكهما الخرزة السحرية ، لكن اتضح أنها خطوة غبية أخرى ، بعد تهديدهما للسبعة من خلال تفجير الخرزة ، قام الشبه الآلي و الذي قد تعافى من كل إصاباته السابقة بأرجحة ذيله الميكانيكي في اتجاه الخرزة بسرعة مما أدى إلى رميها بعيدا في حدود كيلومتر واحد ، و في الأون نفسه تم ذبح كليهما بلا رحمة .
و لدهشة الشبه آلي ، تم تفجير الخرزة بعد ضربة ذيله ، بعد الانفجار القوي تم رفع سحابة من الدخان على شكل فطر من على الأرض .
في الأيام القليلة التالية ، لم يتخذ أي تلميذ خطوة للأمام من أجل دخول الكوخ في حضور اليائسين السبعة ، أخيرا عرفوا حقيقة لا رجعة فيها .
” سعي المرء وراء حلمه له تكلفة ! ” .
في اليوم 26 من إختبار السنة الأولى ، نظرا لكونه آمنا في الأرض ، قام غلين بجمع بعض الجثث من أجل دراستها .
أحد هدايا الساحرة إيلين هي الحشرة الطنانة ، ستنمو الحشرة فقط في حالة رعايتها داخل الجثة ، ستتحول الحشرة فيما بعد لوحش لحماية غلين ليوم واحد ، لذا تربية هذه الحشرة هي الأولوية القصوى لغلين من أجل توفير الدعم .
بعد بحث دقيق منه ، توصل غلين لنتيجة سطحية فيما يخص مقتلهم ، بعضهم مات بسبب سحر الأرض و سحر الخشب و البعض تسمم حتى الموت و البعض تم حرقه بسحر النار .
لم يتمكن غلين من معرفة كيفية موتهم بالضبط باستخدام سحر العناصر ، و لا باستخدام السم ، في هذا الاختبار ، أحضر غلين معه قارورتين من الترياق ، أحدها لتقليل تأثير التسمم من لقاح الأزهار و إفارازاتها ، و الأخرى للحد من سم العناصر المعدنية ، لقد اشتراها من سوق البرج الأسود .
بعد إطلاقه للحشرات الطنانة و السماح لها بالتنقيب في جثثهم ، تردد صوت الطنين الشديد و الذي استمر لمدة ساعة تقريبا ، فجأة تحولت الجثث لهياكل عظمية عارية ، لم يتبق أي لحم بشري ، تجمعت الحشرات و شكلت ببطأ وحشا يبلغ من الطول 3 أمتار .
ما ميزه أنه هو و غلين كلاهما مرتبطان عقليا ، بمعنى آخر كان هذا الوحش الحشري عبدا روحيا لغلين سيقوم بإطاعة جميع أوامره من دون أي شكوى ، طبعا قبل انتهاء الفترة المحددة لخدمته و اتصاله .
ظهر غلين من الأرض مع اختفاء زهرة سيليكس ، من خلفه ظهر الوحش البشع .
بينما اندفع غلين عبر الغابة انزلق شيء ما على حين غرة بجواره ، باستخدام ميزة صدى الصوت تمكن من تحديد مكانه ، لكن بعد مدة اختفى عن نظره .
” غريب ! كيف له أن يختفي بهذه السرعة ؟ ” استنشق غلين ثم صرخ ” لا ! إنه أنت ؟ أظهر نفسك ! ” .
لكن لم يتلقى غلين أي رد .
” هيا ! توقف عن الاختباء ، إنه أنت ، أنت من طاردني قبل عدة أيام ! ”
” هاها ! عظيم ! أنت تستحق هذا الاسم حقا ! لقد أصبحت حديث الساعة خلال هذه الأيام ! ” كشف شخص ما فجأة الجزء العلوي من جسده في الهواء .
” اسم ؟ من أنت ؟ و لماذا أنت هنا ؟ ماذا عن المرآة ؟ ” عبس غلين بشدة .
” يائس محتمل ! هذا ما قاله البعض عنك ! لم يتمكن كيري من كسر دفاعك القوي ، و دمرت الشبه آلي تقريبا ! كان مثيرا للشفقة آنذاك ! أنا اللص الشبح بالمناسبة ” أظهر هذا اليائس نظرة ساخرة و بعض الازدراء .
استشاط الوحش غضبا فجأة ، طبعا ليس بلا سبب محدد ؟ كما ذكرنا سابقا كان عقله و عقل غليم متصلين ، لقد أضحى غاضبا لأن غلين قد فقد أعصابه و استعد للقضاء على هذا اللص الماكر !
اندفع الوحش بسرعة و قوة و هاجم بقبضته ، لكن بعد انقشاع الغبار ، اختفى اللص الشبح من دون أي أثر ، في اللحظة التالية ظهر فوق شجرة على بعد عشرة أمتار من غلين .
أنتج هذا الأخير طائرا ناريا و هاجم مع الوحش الطنان .
لكن مع نفس الخدعة ، نقل الشبح اللص نفسه إلى تلة على بعد كيلومتر في غمضة عين .
” أوه أيها السلطعون ! أنت حار جدا ! لا تقلق سأطلب المساعدة من أصدقائي ! ” صدى صوته على مسامع غلين من خلال تردد طيفي معين رغم بعد المسافة .
ترجمة و تدقيق : Younes39