رحلة ساحر - الفصل 39 : حوار
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
إعدادات القارئ
حجم الخط
A- A+نوع الخط
لون الخلفية
تم حظرنا من شركة إعلانات وبتالي لم يصبح للموقع اي دخل فقط تبراعتكم.
كما اننا نواجه بعض المشاكل ونقوم ببعض الإصلاحات في الموقع .
رابط بيال الموقع لدعمنا.
[email protected]
اختفى التلميذ مع زهرة قمر شيربر من على الشجرة ، في أثناء ذلك كان كل من لافيتي و غلين في طريقهما لنجدة نينا ، بعد دقائق بلغتها لافيتي أولا برفقة أليستر ، بعد وصول كلاهما هرب تلاميذ مدرسة البوصلة فورا بعد استشعار هالة العلامة على جبين كليهما ، من بعيد استطاع غلين التخلص من بعض تلاميذ مدرسة البوصلة لسوء حظهم بعد اصطدامهم به ، ما أدى به إلى نشر طاقة علامته في كل الأرجاء و على بعد أميال من مكانه .
بعد انقاذها لنينا من المستنقع ، طلبت منها لافيتي و من لوري الركض ، ثم تمركزت مع أليستر لمواجهة صاحب الهالة القوية و الخطير .
بعد دقائق من الانتظار ظهر رجل في الأفق .
” لا ! إنه قناع غلين ! ” ارتجفت لافيتي ، لقد تمكنت من التعرف على قناع الرماد ، ما تبادر إلى ذهنها هو موت غلين على يده ، لا بد أن القاتل قد قام بسرقة جثة غلين بعد التخلص منه ( لديها مخيلة كبيرة حقا ! 🙂 ) ، في هذه اللحظة انفجر غضبها مع كراهية شديدة ، مع تصميم كبير على الانتقام .
مع صرخة استياء ، أخرجت لافيتي سهمها ، ثم قامت بسحبه من على القوس و رميه بقوة في اتجاه مرتدي القناع .
اندهش غلين من الهجوم المفاجئ ، صرخ من شدة الذعر .
” لا ؟! ماذا ؟ هل هو غلين ؟ كيف يكون ؟ ” بعد تردد صوته على مسامعها ، تفاجأت لافيتي ثم ركعت على الأرض بعد فقدانها لتوازنها من شدة الصدمة ، بدت مذعورة ، لقد كانت على علم بقوة سهمها السحري ، يستحيل تحييده من قبل أي طالب عادي ، حتى النخبة قد لا يستطيعون صده أو تفاديه لسرعته .
تحرك السهم كشعاع من الضوء ، نظرا لسرعته فقد أنشأ دوامة من الرياح و الاوراق و شق طريقه نحو غلين المذعور .
تم دمج سهم لافيتي مع سحر قوي و فتاك ، لذا من شبه المستحيل ايقافه ، سيقتحم السهم أولا الضحية و يمزقه لأشلاء بفضل الأوراق الحادة .
” ماذا فعلت ؟ أنا ! أنا … آه .. ” تحول وجه لافيتي للون الأبيض ، غرق وجهها مع الدموع و الندم .
شعر أليستر هو الآخر بالصدمة ، لسبب واحد لقد كان خائفا من سحر لافيتي القوي و الذي استخدمته للتو ، تحرك السهم بسرعة شديدة مع قوة تفوق 100 نقطة ، على ما يبدو أن عجرفة الملكة المتسلطة ذات اللسان الحاد لم تكن من فراغ كما اعتقد البعض !
و الصادم أكثر ، لم يرى أليستر لافيتي قط حزينة و عاطفية لهذه الدرجة لحد اللحظة !
” لافيتي هذا أنا ! أنا بخير ! ” قال غلين بنبرة ضعيفة بينما اقترب منها .
” غلين ! هل أنت بخير ؟ ” ركضت لافيتي نحو غلين بعد استعادتها لرشدها .
تلاشت دوامة الرياح و الأوراق بالفعل ، لقد استطاع درع غلين ايقاف السهم رغم استهلاكه لقدر كبير من قوته السحرية و الذي لم يكن أقل من القدر الذي استهلكه في معركته السابقة مع كيري .
” هذا أنا لافيتي ! لا تقلقي ! ” احتضن غلين لافيتي بهدوء و قبّل جبينها ، ثم ابتسم في وجهها المذعور .
التقى أليستر بغلين مع قناع الرماد مرة واحدة فقط في مدرسة إيسوتا السوداء أثناء الإجتماع الأخير لرابطة الشراع ، شكك قليلا في ذاكرته بعد أن لاحظ الإشارة القوية من علامة غلين و التي كانت أقوى من علامته و علامة لافيتي ، كان لا يصدق ببساطة .
” غلين ؟ ” سأل أليستر مبدئيا .
” همم ” أومأ غلين برأسه ، كان أليستر أحد مؤسسي رابطة شراع الموت و لقد حظي باحترامه الشديد بعد هزيمة الفرسان على متن السفينة .
شعر أليستر أن غلين لا زال غامضا و منعزلا عن المجتمع ، تماما كما تذكره على متن السفينة و في مدرسة إيسوتا السوداء ، على الرغم من كون غلين شاحبا بعد صده لسهم لافيتي ، لكن ما رآه أليستر في الأون الحالي هو هدوء لا يسبر غوره .
” من يستطيع النجاة من هجوم بهذه القوة ؟ ” صدم أليستر ” لا عجب أن لافيتي قد اختارته بدلا من أرميدا ، رغم أن لا بأس به من ناحية القوة و الموهبة ، مجرد أن غلين في مستوى مختلف كليا عن أرميدا المسكين ” .
انتباته مشاعر معقدة ، لقد تمتع بالاحترام الذي أكنه له أعضاء الرابطة ، في بعض الأحيان شعر بالرضا عن ذاته بشدة ، لكن الآن ؟ لقد شعر بالخجل من غطرسته السابقة ، في الأخير تمكن من الابتسام ثم غادر لمنح غلين و لافيتي بعض الخصوصية .
ما أقلق غلين قد حدث أخيرا ، كان قلب لافيتي مليئا دوما بالفخر ، لقد كانت طيبة من الداخل نعم لكنها أيضا فتاة فخورة بطبعها الحاد ، منذ ولادتها منحها والدها عمدة مدينة بي سير ذلك الفخر و شرفه .
” هل عاملتني كالحمقاء ؟ كالمهرج ؟ ” بنبرة متشككة و غاضبة سألته .
” لماذا ؟ ما الذي جرى ؟ ” أعاد غلين بسؤال آخر .
” لديك إشارة طاقة أقوى مني و من أليستر ، تستطيع الدفاع ضد سهمي السحري و دوامة الأوراق ؟ لماذا أخفيت قوتك عني ؟ ألا تعلم أني قلقة عليك ؟ لم أعلم قط بأنك قاسي و لا مبالي لمشاعر الآخرين ؟ ” تراجعت لافيتي للوراء مع نظرة معقدة كما لو أن غلين مجرد غريب لا تعرفه البتّة .
” لا لم أكن أنوي القيام بذلك ! لقد كنت أبحث فقط عن اللحظة المناسبة ، هذا كل شيء ، لم يكن لدي نية لاخفاء قوتي عنك ” تفدم غلين ” أنت حبي الأول و الأخير ( أحا ؟ كدت أن أصدق 😬😬 ) ! و سأتزوجك يوما ما ! ” .
” حبك ؟ الزواج ؟ هاه ؟ الزواج من مجرد حمقاء ؟ هذا يبدو نوعا ما لي ضربا من المفارقة ” بحدة رمقته لافيتي .
” لا ! أنت مهمة لي ! أنت هي ساحرة الكرمة ! لقد حميتني دوما من الخطر ، على متن السفينة و في مدرسة إيسوتا السوداء ، لم أكن لأنجو من دونك ! ” لم يكن الأمر أن غلين قد أدرك أن مدح قوة لافيتي قد يؤدي إلى تهدئتها ، لكنه عنا ذلك حقا ، لطالما ظن أنها بمثابة الحامي له سواءا من الناحية الجسدية أو العقلية .
ابتسمت لافيتي بعد سماعها لمديح غلين و كلمة الكرمة التي ذكّرتها بالأيام الخوالي مع غلين و الصحبة على متن السفينة ، و أيضا تلك الذكرى التي خاطر غلين فيها بحياته لانقاذها و اعادتها .
لم تعتقد لافيتي قط في حياتها أنها ستقع في عشق شخص ما لهذه الدرجة ، مجرد فلاح عادي و متواضع ، لكن أثناء احتضانه لها و بين ذراعيه ، كانت على اعتقاد تام ! أنها مستعدة لتكريس نفسها و أي شيء من أجله .
تلاشى غضبها و حل محله حبها الدفين لغلين .
لاحظ غلين وضع لافيتي و ذراعيها بينما ارتجفتا ، أخرج عصا من جيبه و قام بوضعها في يدها .
” خمني ما هي هذه العصا ؟ إنها غنيمة كوخ المرآة ، أريد منك أن تتذكري ! بغض النظر عما سيحدث ، سأكون بجانبك دوما ( 😥😥😥 ) من أجل حبك و دعمك لي ، و لكن ستظلين حاميتي للأبد ! ” نظر غلين مع مشاعر معقدة و صادقة في عيون لافيتي اللامعة .